البلاستيك..  عدونا الجديد المتجدد

كلمة رئيس التحرير

حسين الموسوي

حسين الموسوي

البلاستيك.. عدونا الجديد المتجدد

أضحت أكياس التسوق البلاستيكية عبئًا ثقيلًا على كوكبنا؛ إذ ما فتئت تشق طريقها "السام" إلى بحار العالم وأنهاره بكميات هائلة.

01 سبتمبر 2022 - تابع لعدد سبتمبر 2022

دأبتُ منذ سنين على اقتناء السلع الغذائية مرات عديدة في الأسبوع؛ وذلك لأضمن عدم شرائي ما يزيد على حاجتي الآنية؛ وكذا لأنّي أحرص على استهلاك أغذية طازجة، بدلًا من شراء كميات كبيرة منها وتخزينها في الثلاجة. وعادةً ما أشتري سلعًا على قدر سعة كيس القماش الذي أحمل معي؛ لكني لا أفعل هذا حين أذهب لشراء سلعة واحدة أو اثنتين لاستكمال مقادير وصفةٍ غذائية ما، إذْ يمكنني حملها بيدٍ واحدة. في هذه الحالة، فإن المُحاسِب إمّا يقوم -على نحو تلقائي بعد عملية الدفع- بوضع أغراضي الغذائية القليلة تلك في كيس بلاستيكي.. فأطلب إليه أن يتراجع عن ذلك؛ أو يسألني: "هل تريد كيسًا؟"، فأجيبه بالنفي وأنصرف حاملًا الأغراض في يدي. والحالُ أنَّ الحسم في الردّ على سؤالِه ذاك، إنما هو حسمٌ في أمر على قدر عظيم من الأهمية قد يُحدد المصير البيئي لهذا المجتمع أو ذاك.. أو حتى لكوكب الأرض برمتّه.

فكثيرٌ من تلك الأكياس البلاستيكية يُرمى في حاوية النفايات بالمنزل، فينتهي به المطاف في الطبيعة برًّا وبحرًا وجوًّا. وباعتقادي، فإن كثيرًا من أشكال التعبئة والتغليف ما هو إلا ضربٌ من الترف الاستهلاكي الذي يمكن تفاديه، صونًا للبيئة؛ وقد أدركتُ ذلك جيدًا حين درستُ هذا المجال ضمن بداياتي في التصميم الغرافيكي. مُنذئذ تشكلت لدي حساسية نفسية سلبية تّجاه كل أشكال التعبئة والتغليف البلاستيكية "العبثية". إن عالمنا يواجه تحديات بيئية خطيرة؛ ولعل أعظمها تلوث المياه -العذبة منها والمالحة- من جرّاء النفايات البلاستيكية. فلئن كنّا قادرين على إصلاح بعض الأعطاب البيئية، كإنقاذ الوحيش المهدد بالانقراض أو إعادة غرس الغابات، فإن تلوث المياه وتداعياته معضلةٌ لا يمكن حلّها بسهولة.. حتى مع توقفنا عن استخدام تلك المادة الضارة.

يُلقي تحقيقنا الرئيس لهذا العدد، "نهر الغانج البلاستيكي"، الضوءَ على الغزو البلاستيكي القاتل لهذا النهر الكبير والمقدس لدى فئة واسعة من سكان الهند. سنرى كيف نشأت هذه المشكلة في البرّ بدايةً وكيف تفاقمت وامتدت إلى النهر ثم إلى المحيط الهندي حتى أضحت خارج السيطرة أو كادت. فالأسماك تنفق ومياه الشرب تتلوث وموارد عيش السكان لا تنفكّ تشحّ؛ والسبب: البلاستيك. وما نهرُ "الغانج" إلا غيض من فيض التلوث البلاستيكي الذي ما فتئ يُجهز على مياه كوكبنا وأشكال الحياة فيه.. على مهل وبصورة خفيّة لا يُدركها سوى العلماء أحيانًا.

لكن ثمة دائمًا يُسرٌ مع العُسر. إذْ استبشرنا خيرًا في الأول من يونيو الماضي بتطبيق إمارة أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة قرارَ حظر أكياس التسوق البلاستيكية التي تُستخدَم مرة واحدة. قرارٌ صائب وذو آثار إيجابية على المدى البعيد، وإنْ بدأنا نلمسها عيانًا حتى في حاضرنا.
الآن صار يسألني ذلك المُحاسِب: "هل تريد كيسًا ورقيًا؟"، فأجيبه مبتسمًا: "بلى". فلا ضير.. ولا ضرر في ذلك.

كلمة رئيس التحرير للأعداد السابقة

فنـون سليـبـة

فنـون سليـبـة

في التحقيق الرئيس لعددكم هذا، تقرؤون عن أمثلة أخرى شبيهة بحكاية تُحَف أكروبوليس في أصقاع عديدة من العالم، لا سيما في إفريقيا التي تعرضت للاستعمار والنهب بشتى أنواعه.

ضرورة التسامح

كلمة رئيس التحرير عدد مايو 2023

ضرورة التسامح

كلما اطّلعتُ على فظاعة المجازر والصراعات المرتكزة على العرق والدين في أرجاء العالم، يتضح لي جليًا عبقرية القيادة الحكيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، المتجلية في غرس قيم التسامح.

لا شجرة من دون أوراق

كلمة رئيس التحرير عدد أبريل 2023

لا شجرة من دون أوراق

اعتمدت العوائل في المجتمعات الزراعية على التكاثر كي يؤازر بعضها بعضًا في حرث الأرض وزرعها وحصادها؛ فكان عدد أفراد العائلة عاملًا مهمًا في البقاء أو الهلاك.

كل الطرق تؤدي إلى روما

كلمة رئيس التحرير عدد مارس 2023

كل الطرق تؤدي إلى روما

تَبلور شغفي بالطرق مع اهتمامي بالتوثيق للنمو العمراني عمومًا، وطريق (E11) في دولة الإمارات العربية المتحدة، خصوصًا.

الأوريغـامي..  وعام الاستدامة

كلمة رئيس التحرير عدد فبراير 2023

الأوريغـامي.. وعام الاستدامة

ما الفن؟ وماذا يعني أن تكون فنانًا؟ لهذه الكلمة أبعاد مختلفة باختلاف ثقافات العالم. وفي عالمنا العربي، عاينتُ وما زلت أن لهذه الكلمة أفقًا ضيقًا يَحصر مُمارس هذا الفن أو ذاك في مخرجات جمالية لا أكثر، سواءً أكانت بصرية أم سمعية أم محسوسة.

جاري تحميل البيانات