تراثنا الغذائي

كلمة رئيس التحرير

حسين الموسوي

حسين الموسوي

تراثنا الغذائي

مع دخولنا أشهر الصيف، نقدم لكم تحقيقًا يتناول موسم "التبسيل"، حيث يُحوَّل بُسر التمر (وتُنطَق "بِسْر" باللهجات المحلية) إلى تمر ناضج طويل الأمد.

01 July 2022 - تابع لعدد يوليو 2022

"فليأكلوا فطيرة البريوش".. قِيلت هذه الجملة في القرن الثامن عشر وقد نُسِبَت إلى "ماري أنطوانيت". وعبّرت آنذاك عن تجاهل الطبقة الأرستقراطية للصعوبات التي واجهتها طبقات المجتمع الفرنسي الدنيا في تأمين القوت اليومي. تميزت تلك الفطيرة بحلاوتها؛ ما يشير إلى أن الأطعمة الحلوة كانت من الكماليات حينها في فرنسا وأوروبا عمومًا. وفي زمننا الحالي أصبحت الحلويات فعلًا من الكماليات التي تُقدَّم بعد الوجبات الرئيسة بوصفها أطباق تحلية، أو للتلذذ بها مع فناجين الشاي والقهوة.
يحيلني ذلك إلى التفكر في مأكولاتنا التقليدية الحلوة بمنطقة الخليج العربي، مثل "القرص" (أو الممروس) و"العصيدة" و"الرنجينة". فمن الشائع هنا أن تُؤكل هذه الأطباق دائمًا بعد الوجبات الرئيسة، أو ضمن "الفوالة"، وهي وجبة خفيفة في وقت الضحى أو العصر. لكن ثمة من يرى فيها أطباقًا خاصة بالأعياد؛ وهو تصور يختزل أهميتها ويضعها على هامش تراثنا "المطبخي". والحال أن التاريخ يُثبت أنها كانت وجبات دسمة مليئة بالسعرات الحرارية، شكّلت نِعْمَ الزاد والمُعين لأهل المنطقة على العيش في مناخٍ قاس. ينسحب الأمر أيضًا على مأكولات كثيرة في العالم، لا سيما الحلويات الشحمية (البودينغ) التي كانت تُؤكل طلبًا لسعراتها الحرارية. على أنّ ما يميز مأكولات منطقتنا هو شُح المكونات التي تتكرر في عدد من الأطباق، مثل الزيت والدقيق والسكر؛ ويبقى التمر أهمها بحُكم وفرته محليًا، على خلاف المكونات الأخرى التي كان جلها يُستورَد من الخارج.

مع دخولنا أشهر الصيف، نقدم لكم تحقيقًا يتناول موسم "التبسيل"، حيث يُحوَّل بُسر التمر (وتُنطَق "بِسْر" باللهجات المحلية) إلى تمر ناضج طويل الأمد. لطالما مارس أهل المنطقة هذه العادة مع طلوع فاكهة الصيف، لكن في سلطنة عُمان يتّشح موسم التبسيل بلباس ذي أبعاد اجتماعية واقتصادية تتألق فيها جودة التمر "المبسلي". ومن أجمل تجلياته، مشاركة جميع أفراد المجتمع، ذكورًا وإناثًا، صغارًا وكبارًا؛ لكلٌّ دوره الخاص عبر مراحل مختلفة. دائمًا ما ظل التمر جزءًا من نظامي الغذائي الخاص. وأَجِدُني هذا العام ولأول مرة، أُدخل بضع تمرات محلية ضمن الوجبات لتكون العنصر "الحلو" بدلًا من أنواع التوت، التي على كل فوائدها الجمة، فإنها تؤرقني بمدة صلاحيتها القصيرة وأسعارها المرتفعة نسبيًا، كما أن جلها لا يُنتَج محليًا. فالتمر، فضلًا عن قيمته الغذائية العالية، يُضفي على أكلنا طابع الأصالة والعراقة وكذا الإحساس بالانتماء إلى الأرض. لذا، لا يمكننا إلا أن نشجع على الإنتاج المحلي، كي نأكل مما نزرع ونحتفي بما نقطف.. كما نحتفي اليوم مع أهل عُمان بموسم التبسيل.

كلمة رئيس التحرير للأعداد السابقة

حسين الموسوي

حسين الموسوي

كيف تأثر عملكم بتقنية الذكاء الصناعي؟ لربما صار هذا السؤال من بديهيات أي لقاء مهني بين شخصين لامعين في مجاليهما. وهو لا يعني بالضرورة إلمام الطرفين بدقائق هذه التقنية؛ بل يُطرَح أحيانًا من باب الحديث عن كل ما هو مستجد.

حسين الموسوي

كلمة رئيس التحرير عدد أكتوبر 2024

حسين الموسوي

في "العالم القديم" الذي يُعد عالمنا العربي جزءًا منه، لطالما عانينا شوكةَ الاستعمار، بجميع أشكاله ومن مستعمرين مختلفين. لنا -ولجميع من تم استعمارهم- الحق في التعبير عن تبعات ذلك الماضي.

حسين الموسوي

كلمة رئيس التحرير عدد سبتمبر 2024

حسين الموسوي

إننا نبني بيوتنا لنسكن فيها ثم تزول يومًا، أما المعابد فإنها تبنى لتدوم؛ ذلك أن العقائد تحوي في جوهرها ما هو أعظم من الإنسان، وما هو باقٍ بعد زواله.. هكذا يقول المعماري المصري "عبد الواحد الوكيل"، والذي يعد مرجعًا حيًا في مجال العمارة الإسلامية.

وحيشٌ في قفص الاتهام

كلمة رئيس التحرير عدد أغسطس 2024

وحيشٌ في قفص الاتهام

عندما أنظرُ إلى النصف الأول من عمري، أستحضر أشياء كثيرة كنت أتشاءم منها. من ضمنها الرقم 13، الذي يقترن بالفأل السيء لدى عدد من الثقافات، خاصة في اليابان، حيث يتفاداه الناس ما أمكن، إلى درجة أنك لا تجد "الطابق 13" في بعض المباني!

سكان الأرض الأوائل

كلمة رئيس التحرير عدد يوليو 2024

سكان الأرض الأوائل

اعتدنا تقديم أعداد خاصة مرتين على الأقل في العام، ودائمًا ما اكتست هذه الأعداد صبغة عالمية، ببُعد محلي (عربي). أما عددكم هذا، الذي يتطرق للسكان المحليين -أو الأصليين- حول العالم، فمختلف بعض الشيء. 

جاري تحميل البيانات