بحـثًا عـن  كنوز التايمز

تقول "لارا مايكليم"، ذات الباع الطويل في التنقيب الهاوي، إنها تستمتع بحظوة تجعلها أول من يرى قطعةً أثرية ما منذ مئات أو آلاف السنين.

بحـثًا عـن  كنوز التايمز

تنكشف أجزاء من ضفتَي نهر "التايمز" مرتين في اليوم بسبب انحسار المد والجزر، فتتيح لعدد متزايد من المنقبين، مثل "إيلين دويغينان"، البحث في الطمي أملًا في العثور على كنوز.

بحـثًا عـن  كنوز التايمز

يَحُول الطمي في ضفتي النهر دون وصول الأوكسجين؛ مما يجعله أداة حفظ مثالية للأشياء المفقودة على مدى قرون من الاستيطان البشري. وتتضمن مجموعة "دويغينان" من المكتشفات مشطًا من القرون الوسطى، ومشبكًا من العصر الجورجي، وغليونًا طينيًا.

بحـثًا عـن كنوز التايمز

في لندن، لطالما كان التنقيب في نهر التايمز بحثًا عن الأشياء النفيسة هواية متخصصة اقتصرت ممارستها على عدد محدود من الناس.. إلى أن اكتشفها مؤثرو وسائل التواصل الاجتماعي.

قلم: إليزابيث آن براون

عدسة: سيمون روبرتس

1 July 2025 - تابع لعدد يوليو 2025

في يوم صيفي بوسط لندن، نزلت امرأة أربعينية تُدعى "لوسي بيل" من على درج زلق لدى ضفة نهر "التايمز" لتجثم على يديها وركبتيها فوق كومة طين مثيرة للاهتمام. كان المد منخفضًا ومياه النهر قد انحسرت بقدر كبير. لم تلق بيل بالًا للنفايات والمخلفات المتشابكة (الأكياس البلاستيكية وأقلام السجائر الإلكترونية والزجاج المكسور)، بل كان من الواضح أنها كانت تركز كل نظرها على تفحص قاع النهر المكشوف حتى لمحت شيئًا عالقًا في الرمال يمكن أن يَحسبه الناظر ورقة شجر. وبعد أن أخرجته بعناية من مكانه، رفعت قطعة خزفية رقيقة للغاية، واستبد بها شعور مألوف بأنها تحمل قطعة من التاريخ القديم. وفي وقت لاحق، أكد عالم آثار شكوكَها: فلقد كانت قطعة من الفخار الروماني. لم تُخْف اندهاشها وقالت: "إنها لا تزال صامدة بعد 2000 سنة من وجودها في نهر التايمز، على أنها رفيعة للغاية". لكن التنافس على اكتشاف آثار كهذه قد اشتد بوتيرة متسارعة. وتُعدّ بيل نوعًا خاصًا من هواة البحث عن الكنوز المعروفين باسم "مادلارك" (mudlark). وكان هذا المصطلح يُستخدم في الأصل لوصف سكان لندن الفقراء الذين كانوا يبحثون في النهر عن أي مخلفات من أجل بيعها في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، قبل أن يَتّخذ اليوم معنى جديدًا في أوساط عدد متزايد من الهواة الذين يبحثون عن القطع الأثرية على طول ضفاف الأنهار في أنحاء العالم. ويظل نهر التايمز، الذي تعاقبت على واجهته المائية مساكن كثيرة على مرّ آلاف السنين، من أشهر هذه المواقع. فضفافه تمتد على نحو 153 كيلومترًا وتتناوب عليها حركتا المد والجزر، ويعد شطه الأمامي أطول موقع أثري في لندن.
ولم تظل هذه القطع الأثرية صامدة فحسب بعد مرور قرون من الزمان، بل إنها تُستخرج أحيانًا على الحال الذي كانت عليه عندما غاصت في الوحل. فطمي النهر يحجب الأوكسجين؛ ممّا يَحول دون تعرض المعادن للصدأ وتحلل المواد العضوية بفعل البكتيريا. وتكشف تحولات المد والجزر خلال مرتين في اليوم عن مخلفات جديدة وكنوز محتملة تعود إلى عصور ماضية. وقد ظل هواة التنقيب في ضفاف التايمز هؤلاء يحصلون طوال عقود من الزمان على تصاريح للتنقيب على طول التايمز من "هيئة ميناء لندن" التي كانت تصدر تصاريح تصل مدتها إلى ثلاثة أعوام في كل مرة لعدد قليل من الهواة. لكن هذا العدد تزايد كثيرًا خلال الجائحة، مما دفع الهيئة إلى تعديل عملية تقديم الطلبات.  وقد أعلنت حديثًا أنها وضعت حدًا أقصى لعدد التصاريح الإجمالي، مع حصر مدة صلاحية كل تصريح في عام واحد. ولمواكبة الاهتمام المتزايد، أحدثت الهيئة قائمة انتظار؛ وسرعان ما تجاوز عدد المسجلين فيها 10 آلاف شخـص فتـم إغلاقها. ولـم يتمكن حاملو التصاريح النشطون من الانضمام إلى هذه القائمة إلا بعد اقتراب انتهاء صلاحية تصاريحهم، وفَوَّت كثيرٌ من المُنَقبين المخضرمين فرصة التجديد. وباتوا يخشون أن يضطروا للانتظار أعوامًا للحصول على تصريح آخر. كان ذلك القرار صاعقًا بالنسبة إلى بيل، التي اكتشفت منذ عام 2020، أكثر من 50

استكشاف

فوتوغرافيا

فوتوغرافيا

بعدسات ناشيونال جيوغرافيك

بحـثًا عـن  كنوز التايمز

استكشاف

بحـثًا عـن كنوز التايمز

في لندن، لطالما كان التنقيب في نهر التايمز بحثًا عن الأشياء النفيسة هواية متخصصة اقتصرت ممارستها على عدد محدود من الناس.. إلى أن اكتشفها مؤثرو وسائل التواصل الاجتماعي.

هكذا يُسهم حيوان  قــشـري  متناهي الصغر في دعم الحياة بالمحيط الجنوبي..

استكشاف

هكذا يُسهم حيوان قــشـري متناهي الصغر في دعم الحياة بالمحيط الجنوبي..

ترسم عالمة البيئة البحرية "كيم بيرنارد" مظاهر التأثير الهائل لكريل القطب الجنوبي.