رغم الحالات النادرة التي سُجلت إثر الإصابة بإشعاعات الميكروويف، إلا أن الخبراء يأكدون أن أجهزة الميكروويف تنبعث منها إشعاعات كهرومغناطيسية أقل من تلك التي تولدها الشموع!
18 July 2024
أصبحت أفران الميكروويف من المعدات الأساسية في المطابخ بجميع أنحاء العالم، مما أحدث تغييرًا جذريًا في الطريقة التي يطهو بها الأفراد ويستهلكون الطعام. لكن على الرغم من ذلك، ظهرت حركة صغيرة، ولكنها تنمو يومًا بعد يوم، تدعو للاستغناء عن استخدام الميكروويف خوفًا من احتمالية تأثيره على الصحة ولعدم الثقة في جودة الطعام الذي يجري تسخينه بداخله. انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي حوارات عديدة أظهرت وجود خوف شائع بين الناس من أن يكون الميكروويف خيارًا غير آمن. إن العديد من الأشخاص الواثقين من قرارهم بالاستغناء عن الميكروويف لعيش حياة أكثر صحة يشاركون تجاربهم الشخصية في شهادات عادة ما ترافقها عبارات "لم أندم على قراري أبدًا"، ويزعم البعض أن الطهي بالميكروويف يجرد الطعام من عناصره الغذائية ويضر بالصحة
والسؤال هنا: هل لهذه المخاوف أساس من الصحة؟
تعتمد أفران الميكروويف على شكل فريد من الإشعاع غير المؤين، المعروف باسم "الموجات الميكروية الدقيقة"، والذي يختلف عن الإشعاع المؤين الموجود في الأشعة السينية وغيرها من مصادر الطاقة العالية. وفقًا لعالم الفيزياء "كريستوفر بيرد" من "جامعة غرب تكساس إيه آند إم" والمتخصص في المجال الكهرومغناطيسي، فإن أفران الميكروويف في مطابخنا تعتمد على شكل من أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسي المشابه للموجات الراديوية. يقول بيرد: "من النادر للغاية أن يتعطل فرن الميكروويف بدرجة كافية لإيذاء إنسان قريب منه، وحتى في تلك الحالات شديدة الندرة، لا يحدث أي ضرر يتجاوز الحروق والضرر السطحي للأعصاب".
ولادة الميكروويف
على الرغم من أن الميكروويف يعد جزءًا أساسيًا من المطبخ الأميركي في وقتنا الحالي، إلا أن الأمر لم يكن كذلك فيما سبق. صُممت أفران الميكروويف في البداية على يد "بيرسي سبنسر" عام 1945 بعد أن لاحظ الموجات الدقيقة المولدة للحرارة المنبعثة من المغنطرون أثناء تجربة الرادار، وفي محاولاته الأولى لتحويل هذه الملاحظة إلى جهاز منزلي، صمم جهازًا عملاقًا يبلغ ارتفاعه حوالي ستة أقدام ويزن أكثر من 750 رطلًا. وهو بعيد كل البعد عن النماذج الحديثة. بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، جرى تكييف التقنيات المرتبطة بالحروب مع الأجهزة المنزلية، مما أسفر عن ظهور أفران ميكروويف أصغر حجمًا وأسهل في الاستخدام، وفي وقت لاحق، شهدت السبعينيات تحولًا ملحوظًا في عادات الأكل الأميركية. أولت شركات الأغذية اهتمامًا متزايدًا للأسر والأفراد المنشغلين أو أولئك الذين لا يفضلون الطبخ بأنفسهم، ووسعت نطاق عروضها لتشمل وجبات العشاء والوجبات الخفيفة المجمدة والقابلة للتسخين في الميكروويف؛ وهو الاتجاه الذي زاد من اعتماد الفرد الأميركي على الأطعمة الجاهزة والسهلة، وصولًا إلى يومنا هذا. أصبحت الوجبات الجاهزة مثل اللازانيا وفطيرة الدجاج خيارًا مناسبًا للميزانية وفي الوقت ذاته سهل التحضير ويتم إعدادها في دقائق.
لقد شهد سوق الأطعمة المجمدة مبيعات بقيمة 72.2 مليار دولار في عام 2022، وقد استأثرت الوجبات المجمدة وحدها بأرباح تقدر بـ25.8 مليار دولار.
كيف يعمل الميكروويف؟
الموجات الدقيقة (Microwaves) مسؤولة عن طيف من الاختراعات التي غيرت حياة البشر، مثل: الراديو والرسائل النصية عبر الهاتف المتنقل والأشعة السينية ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS). بالنسبة لفرن الميكروويف فإن قلبه يكمن في أنبوب المغنطرون الذي يولد هذه الموجات الميكروية الدقيقة. بمجرد إطلاقها، ترتد الموجات عن الجدران الداخلية المعدنية للفرن، مما يخلق بيئة مناسبة للطهي يمكن التحكم فيها بصورة كبيرة، وعندما تواجه الموجات الدقيقة جزيئات الماء، فإنها تُحِدث اهتزازًا سريعًا داخل هذه الجزيئات، مما يولد الاحتكاك أثناء تدافعها ضد بعضها البعض، وهذا الاحتكاك بدوره يولد حرارة أو طاقة حرارية تؤدي إلى تسخين الطعام بشكل فعال.
فبصورة أولية، تعمل أجهزة الميكروويف على طهي الطعام من الأجزاء الخارجية إلى الداخلية، وتُطهى الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء، مثل الخضروات الطازجة، بشكل أسرع لأن إشعاع الميكروويف يسخن الماء بسهولة. يغير الإشعاع المؤين الذرات والجزيئات ويدمر الخلايا في المادة العضوية، في حين أن الإشعاع غير المؤين يؤدي فقط إلى التسخين عن طريق الطاقة الحرارية. ونظرًا لأن الإشعاع غير المؤين يصدر طاقة أقل حتى من الضوء المرئي دون أن يغير الذرات والجزيئات داخل الجسم، فيمكن استخدامه بأمان داخل المنزل، وذلك وفقًا للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منه.
هل يفسد الميكروويف فوائد الطعام؟
تحتفظ الأطعمة التي يتم تسخينها بالميكروويف بالرطوبة على سطحها، مما يخفي المظهر المحبب للطعام، مثل الطبقة الذهبية المقرمشة عند القلي مثلًا. ومع ذلك، تؤكد نتائج دراسة نشرت عام 2020 على أن الطبخ السريع بالميكروويف، ودرجات حرارة التسخين المنخفضة، ومستويات الطاقة المنخفضة نسبيًا، كلها تساهم في الحفاظ على العناصر الغذائية في الطعام وعدم فقدانها. بل إنها قد تعزز من بعض الفيتامينات لدى الطهي باستخدام الميكروويف؛ مثل: فيتامينات A و C. أما طبخ سمك السلمون المرقط في الميكروويف فقد أثبت زيادة ملحوظة في فيتامين K. يدحض "المعهد الدولي لطاقة الميكروويف" أيضًا شائعة منتشرة مفادها أن دولًا مثل اليابان وروسيا حظرت استخدام أفران الميكروويف بسبب إشعاعاتها. فلا يوجد أي دليل يدعم هذه الادعاءات، التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات القليلة الماضية.
ما الذي حدث عندما قرر اثنان من أفضل المتسلقين في العالم تكبد مشقة رحلة ملحمية بطول 4200 كيلومتر، يتخللها ركوب الدراجات والتجذيف بالقوارب.. فقط للوصول إلى واحد من أوعر جبال أميركا؟
في أعالي جبال "الكاربات" في رومانيا، بدأت خططٌ طموح لاستعادة النُّظم البيئية القديمة تترسخ وتؤتي أكلها، ليبدأ معها انتعاش جديد لقطعان الذئاب والوشق وثيران البيسون والدببة. ولكن ما وقْع هذا...