أين جحافل الوعــول؟

يشتم ذكرُ وعلٍ الريحَ في التندرا استشعارًا للروائح. كانت الوعول، وهي من فصيلة الغزلان، تجوب فيما مضى جميع أنحاء القارة الأميركية؛ واليوم لا توجد سوى في أقصى الشمال.

أين جحافل الوعــول؟

تقوم الوعول برحلتها الربيعية عبر "وادي نهر كوبوك" بالقرب من منطقة "أمبلر" في ألاسكا. منذ أكثر من عقد من الزمان، تحوم حول المنطقة خطط لتشييد طريق تعدين بطول 340 كيلومترًا. ستمر الطريق عبر مسار هجرة قطيع القطب الشمالي الغربي، والذي انخفضت أعداد أفراده في العقدين الماضيين من نحو نصف مليون رأس إلى 164 ألف رأس.

أين جحافل الوعــول؟

"ريموند بانيك"، أحد شيوخ النوناميوت، (جالسًا إلى اليسار) يلقّن التلاميذ كيفية ذبح وعل وزنه 180 كيلوجرامًا وسلخه ومعالجة جلده لدى مدرسة في "ممر أناكتوفوك". يُعد هذا الفصل الدراسي جزءا من جهدٍ مجتمعي لنقل المهارات التقليدية إلى الأجيال الصاعدة. توفي بانيك بعد شهور وهو في الـ81 من عمره.

أين جحافل الوعــول؟

تبحث وعول الجبال الجنوبية عن نبات الأشنة لدى منطقة مسيَّجة في جنوب وسط كولومبيا البريطانية. يقوم اتحاد لـ"الأمم الأولى" بالقبض على الإناث الحوامل ويُثَبت أطواقا عليها للمساعدة في استعادة أعداد القطعان الفرعية المعرضة للخطر.

أين جحافل الوعــول؟

"دانييل موري"، قناص من شعب "نوناميوت"، يحمل قلب وعل ما زال دافئا بعدما أرداه قتيلًا بالقرب من بيته في شمال ألاسكا. تماشيًا مع التقاليد، سيقوم موري بتوزيع اللحم في جماعته، بدءًا بكبار السن.

أين جحافل الوعــول؟

يستعد "كلايد موري"، عم دانييل، لنقل ذبيحة وعل إلى المنزل باستخدام عربته الثلجية. كان أجداده جزءا من آخر أفراد شعب النوناميوت الذين تعقبوا الوعول، إلى حدود عام 1950، حين استقروا في هذه المنطقة.

أين جحافل الوعــول؟

تقوم "كيسي إدوردز" بتقطيع لحم وعل طازج في مطبخها وإلى جانبها ابنتها "إيلي لو" البالغة من العمر عامًا واحدا. يظل الوعل مصدرا مهمًّا للبروتين في المتناول لدى أهالي منطقة "ممر أناكتوفوك"، الواقعة خارج شبكة الطرق. تُنقل جميع مواد البقالة الأخرى تقريبًا بالطائرة وهي باهظة الثمن.

أين جحافل الوعــول؟

يحتشد قطيع وعول "المنطقة القطبية الغربية" لدى منحدرات جبلية عاصفة خلال فصل الصيف لتجنب البعوض. على غرار جل القطعان، شهد "الغربي" -كما يسمّى اختصارًا- تراجعًا صارخا وغامضا في أعداده خلال الأعوام الأخيرة.

أين جحافل الوعــول؟

هيكل عظمي التهمت المفترسات ما كان عالقًا به من لحم، يشير إلى الطريق الذي يسلكه قطيع القطب الشمالي الغربي عبر "سلسلة جبال بروكس" عند "ممر أناكتوفوك"، وتعني كلمة أناكتوفوك في لغة الإينوبيات، "مكان فضلات العديد من الوعول".

أين جحافل الوعــول؟

تجتاز الوعول، أو "توتو" في لغة "الإينوبيات"، القلب الثلجي لدى "سلسلة جبال بروكس" في ألاسكا. عند كل ربيع، تبدأ الوعول في ربوع القطب الشمالي الأميركي هجرات استثنائية نحو مناطق ولادتها.

أين جحافل الوعــول؟

يراقبُ "جو زوي" (يمين) و"جانيت رابيسكا" (يسار) و"تيانا ستاينواند"، وهم أفراد من شعب "تليشو"، قطيع "باثورست" في ركن قصي من أقاليم الشمال الغربي بكندا. اعتمد أهالي التليشو على وعول باثورست منذ أجيال وأجيال، لكن منذ عام 2015، إذ انخفضت أعداد هذا القطيع، تم حظر قنص الوعول.

أين جحافل الوعــول؟

تتنقل الوعول في منطقة التندرا المغمورة بالمياه خلال شهر يونيو، في طريقها إلى مناطق الرعي الصيفية. الوعول سبَّاحة بالفطرة بفضل بصيلات الشعر الجوفاء والحوافر التي تشبه المجاديف؛ مما يساعدها على عبور الأنهار والجداول والبحيرات أثناء هجرتها.

أين جحافل الوعــول؟

كانت قطعان غفيرة من الوعول تهاجر في ربوع أميركا الشمالية على مر آلاف السنين. لكنها اليوم في تضاؤل؛ ولا أحد يعرف السبب.

قلم: نيل شيا

عدسة: كايتي أورلينسكي

1 فبراير 2024 - تابع لعدد فبراير 2024

يطارد "كلايد موري" القطيع بإصرار. ضغط على دواسة الوقود في عربته الثلجية، فأثار ستارة جميلة من بلورات الثلج البيضاء. رُحتُ أقود عربتي في أعقابه لكني لم أستطع مواكبته. ناورتُ هنا وهناك بمشقة على الأرض الجليدية ذاتها، لكني لم أكن بمهارة موري، ولا بتعطشه للصيد.. لكيلوجرامات من اللحم اللذيذ، أو ذاك الدفء الذي يسري في يديه وهو يذبح وعلًا كبيرًا ويسلخه. لسببٍ ما، وعلى أن الحرارة كانت تبلغ أربع درجات تحت الصفر تقريبًا، وزادتها برودةً رياح أبريل التي تَهب عبر هذا الممر الجبلي، لم أرَ موري مرتديًا قفازين قَط. قال لي لاحقًا: "إنهما يبطئان حركتي". كان موري سريعًا في كل شيء: في تقلبات مزاجه، ولعبه كرة السلة، واستخدامه السكين لسلخ الحيوانات. لم تكن مطاردة تلك القطعان للمتعة، بل لغرض جِدي. هنالك ناور موري بعربته لحظات وانزلق بها وتوقف، فتناول بندقيته ثم صوّب. كانت طلقة مثل بالون منفجر صغير وأجوف في كنف جبال ضخمة وسماء فارغة. على بعد مئة متر، هوى وعل. أما بقية القطيع، المؤلف من 10 إلى 15 بين أم ورضيع، فواصلت الركض، لكن ليس بعيدًا؛ فكأنها علمت أن الخطر قد زال. توجهتُ بمعية موري نحو الوعل، وشاهدنا أن الطلقة أصابته بمقتل. استلَّ سكينًا من معطفه الأسود، وانحنى على الذبيحة، ثم شرع في العمل. في البدء، فصل الرأس؛ إذ يؤمن شعبه، المعروف باسم "النوناميوت" (Nunamiut) والمستوطن في منطقة "ممر أناكتوفوك" بألاسكا، أن ذلك وما يليه أهم الخطوات. حمل الرأس مسافة قصيرة بلطف كما لو كان يحمل قطته الأثيرة، ثم وضعه برفق مقلوبا على الثلج. هنالك آنَ لروح الوعل -وتسمى لديهم "إينوا"- أن تخرج وتحلق إلى عالم الأرواح. وهناك، ستواسي روحٌ حارسة روحَ الوعل ثم تبعثها إلى الأرض تارة أخرى في جسد جديد. إنها دورة من التقدير والعودة والتجدد لدى هذا الشعب. يبلغ موري من العمر 37 عامًا؛ وذلك ما يعرف، وما تعلَّم، وما سيُعَلّم أولادَه. بعد أن انتهى من الرأس، بدأ يقصب بقية الذبيحة بضربات حادة خاطفة ويدين حمراوان ناعمتين. كلما بردت أصابعه، هزَّها ونفخ فيها ووضعها على الذبيحة لتمتص بعضًا من حرارتها المتناقصة. وحالما كدَّس اللحمَ أخيرًا على زلّاجة، قال: "قد أرتدي القفازين الآن وأعود إلى البيت". وكذلك فَعل، إذ قاد عربته عائدًا إلى "ممر أناكتوفوك" بسرعة أكثر أمانًا؛ ولا يعني ذلك أنه كان يقود ببطء، فهو حريص على ألّا يتجمد اللحم. وفي هذه المرة تمكنتُ من مجاراته، بل وتجاوزته في إحدى اللحظات، فرأيته يبتسم. ليس لموري عمل غير هذا، ولا يريد سواه. القنص وسيلته لإعالة عائلته الكبيرة. وفي تلك الليلة سيكون في بيته طعام وفير وجمع غفير من الناس لتناوله.
يسألني والد موري: "هل رأيته وهو يقلب الرأس؟".
أجيب: "أجل".
يومئ الشيخ برأسه ويقول: "لا تنس".

تعيش الوعول حياة غامضة. فقد يصعب العثور عليها، وتكلفة دراستها مرتفعة، وتفزع بسهولة.

ينتمي الوعل الذي اقتنصه موري إلى قطيع المنطقة القطبية الغربية، والذي يُطلق عليه اختصارًا "الغربي" في بعض الأحيان




وحيش

"بلانفورد" في وادي الوريعة بالإمارات

"بلانفورد" في وادي الوريعة بالإمارات

أثار اكتشاف كاميرات المراقبة الحساسة ثعلب "بلانفورد" الخجول والمهدد للانقراض، حماس الخبراء البيئيين، ضمن مبادرة "راقب الطبيعة"؛ إذ تم رصده في "وادي الوريعة".

فوتوغرافيا

وحيش

فوتوغرافيا

بعدسات ناشيونال جيوغرافيك

أين جحافل الوعــول؟

وحيش

أين جحافل الوعــول؟

كانت قطعان غفيرة من الوعول تهاجر في ربوع أميركا الشمالية على مر آلاف السنين. لكنها اليوم في تضاؤل؛ ولا أحد يعرف السبب.