يفيد خبراء الأحياء البحرية أن هذا الاكتشاف الجديد قد يُبشر بمستقبل مشرق لهذه المفترسات البحرية.
5 أكتوبر 2022
يبدأ المشهد بمطاردة بين 12 حوت أوركا وفريسة يغالبها التعب. وعندما تتباطأ سرعة الفريسة تنضم المزيد من حيتان الأوركا إلى هذه المجموعة الشرسة. عشرون فكًا معززًا بأسنان حادة تنهش لحم الفريسة، ثم تتعاون معًا لإجبارها على الغوص تحت سطح الماء حيث لن تعاود الظهور. لكن هذه المطاردة مختلفة! وقعت الحادثة المذكورة في "بريمير باي" جنوب غرب أستراليا، وتُعد أول مرة يرصد فيها البشر بنجاح اصطياد حيتان الأوركا وافتراسها للحوت الأزرق المهدد بالانقراض، وأكبر حيوان على الإطلاق.
أكبر واقعة افتراس على الكوكب!
يصف العلماء ثلاث حوادث متشابهة وقعت اثنتان منها في مارس وأبريل من عام 2019، والثالثة في مارس عام 2021، وذلك ضمن دراسة منشورة في مجلة "علوم الثدييات المائية". يقول "روبرت بيتمان"، أحد مؤلفي الدراسة، وعالم الأحياء المائية لدى "جامعة ولاية أوريغون": "هذه أكبر واقعة افتراس على الكوكب، يخوضها أكبر مفترس ضد أكبر فريسة. ليس لدينا ديناصورات الآن، لذا فإن هذا الحدث بالنسبة لي، بصفتي عالم أحياء حيتانية وعالم حيوان- حدث مذهل".
لماذا العجول؟
لقد رصد البشر حيتان الأوركا وهي تفترس معظم أنواع الحيتان حول العالم. لكن معظم الهجمات تقع ضد عجول، حسب مقاطع مصورة من هواة يصورون بالهواتف المحمولة وكاميرات "الدرون". التُقط أحد هذه المقاطع في "مونتري" بولاية كاليفورنيا الأميركية عام 2017، وتظهر فيه حيتان أوركا تهاجم حوتًا أزرق، لكنها لم تقتله. يقول "ديفيد دونالي"، باحث الأحياء المائية من "معهد أبحاث الدلافين" في أستراليا: "كانت مسألة وقت أن نرصد مثل هذه الحادثة". ويضيف أن من حسن الحظ أن تقع الحادثة المنتظرة في "بريمير باي"، حيث تتواجد حيتان الأوركا بشكل منتظم كل عام. إذ يتكون قعر "بريمير باي" من أخدود عميق يضخ تيارات باردة محملة بالمغذيات إلى السطح مما يدعم هرم غذاء متنوع، يشمل العوالق مرورًا بتونة الزعنفة الزرقاء والسلمون حتى حيتان العنبر والحيتان المنقارية النادرة وعدة أنواع من أسماك القرش. يقول دونالي: "كل المخلوقات التي تمر من هذه المنطقة قد تصبح طعامًا للأوركا".
مطاردات بحاجة إلى الدراسة
في مطاردتين، استهدفت الأوركا حيتان صغيرة، أحدها عجل والآخر يبلغ من العمر عامًا. أما في المطاردة الثالثة، فقد أوقعت الأوركا بحوت بالغ يصل طوله إلى نحو 21 مترًا، فيما لا يزيد طول أكبر أوركا عن حوالى 9 أمتار. لم يتمكن العلماء من دراسة أي مطاردة، لكنهم استنتجوا من المكان والوقت والاتجاه أن الفريسة كانت حيتان زرقاء قزمة (نوع فرعي)، لكنها تنمو ليصل طولها إلى 24 مترًا.
افتراس قد يكون دلالة على انتعاش الأوركا
كيف تتغلب الأوركا على حيوان يبلغ حجمه ضعف حجمها؟ تعيش الأوركا في مجموعات عائلية مترابطة تقودها الجدات أو الأمهات أو العمات، وتتعلم من بعضها بعضا، وتتعاون للبقاء. وقد يشارك في الصيد حوالى 50 حوتًا، وتعمل فرق أصغر معًا وتتبادل الأدوار لعض وسحب الفريسة إلى الأعماق. يقول بيتمان: "تعيش الأوركا بقدر عمر الإنسان أو أكثر، وتصطاد معًا لعقود". ويشبهها بالذئاب إذ يقول: "يمكنها أن تتعلم الكثير من خلال الممارسة معًا ضمن فريق". وتشير الدراسات إلى أن صيد الحيتان الجائر في القرن الـ19 أدى إلى انخفاض أعدادها. لكنها عاودت الارتفاع منذ ستينيات القرن الماضي، عندما أُدرجت ضمن الأنواع المحمية. ويُتوقع أن تبلغ أعدادها اليوم ما بين 5 آلاف و15 ألفًا. ويعتقد بيتمان أن الأوركا لطالما افترست الحيتان الزرقاء، إلا أن انخفاض أعدادها خلال عصر صيد الحيتان دفعها للبحث عن فرائس أخرى. ويُعتقد أن رصد افتراس الأوركا للحوت الأزرق قد يشير إلى تعافي أعدادها بما يدشن عودة الأوركا إلى طعامها المفضل. ويثق بيتمان أن افتراس الأوركا للحوت الأزرق لن يهدد بقاءها أو تعافي أعدادها، ويتوقع تزايد حالات الافتراس مع ارتفاع أعداد أفراد النوعين. ويختم بيتمان قائلًا: "لا نعرف كيف كان المحيط قبل عصر اصطياد الحيتان. وقد تقدم لنا الأوركا إطلالة على مشهد المحيطات قبل ذلك العصر".
أعلنت محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية عن نجاحها في إعادة توطين الحمار البري الفارسي في المملكة، مُسجلةً بذلك عودة هذا النوع إلى أحد موائله الفطرية بعد غيابٍ امتد لأكثر من قرن.
حصريًا لمجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية – لمحة سريعة عن تحقيق سيصدر قريبًا عن النمر العربي، حيث سيلتقي القراء بهذه القطط الكبيرة النادرة والبرية، بجانب من يعملون بجد لإعادة إحيائها في المنطقة،...
يدحض بحثٌ جديد الافتراض السائد منذ فترة طويلة بأن مزيج ألوان الظربان -الأبيض والأسود- هو ما يدفع الحيوانات ومن ضمنها القيوط للابتعاد عنها