الخفاش الكبير فأري الأذنين يصدر طنينًا يشبه طنين الزنبور لتجنب المفترسات
24 July 2022
للمحاكاة أمثلة عديدة في عالم الحيوان إذ تُحاكي بعض اليرقات الأفاعي السامة. وطوّر نوع من ذباب الأزهار القدرة على محاكاة الدبابير اللاسعة لتجنب الافتراس. وهذان مثالان على "محاكاة باتيسيان"، وهي حيلة تطورية تساعد حيوانات غير مؤذية على تقليد حيوانات أخرى خطرة لإبعاد المفترسات. هذه المحاكاة منتشرة خصوصًا لدى الطيور والحشرات والزواحف.
لكننا الآن أمام نوع جديد من المحاكاة، وهي محاكاة صوتية يؤديها حيوان ثدي. فقد وجدت دراسة حديثة أن "الخفاش الكبير فأري الأذنين" يحاكي طنين الزنبور، ويُعتقد أنه يفعل ذلك لتجنب افتراسه من قبل البومة. يقول "دانيلو روسو"، أحد مؤلفي هذه الدراسة وأستاذ البيئة لدى "جامعة نابولي فدريكو الثاني": "اكتشفنا حيوانًا ثديًا يحاكي صوت حشرة لإبعاد الطيور المفترسة. هذا تطور مذهل يشمل ثلاثة أنواع منفصلة". ينتشر الخفاش الكبير فأري الأذنين في أوروبا. ويأكل الحشرات، خصوصًا الخنافس. تعيش هذه الخفافيش في مستوطنات بداخل الغابات والكهوف خلال معظم أيام السنة، وتسكن المباني خلال أشهر الصيف؛ وتتعرض للافتراس من لدن طيور عدة منها بومة الحظائر والبومة السمراء.
في عام 1999، كان روسو يعمل على بناء مكتبة لأصوات النداء التي تستخدمها الخفافيش الأوروبية للتواصل. ذات مرة كان يخرج خفاشًا فأري الأذنين من عشه، فبدأ الحيوان بالارتعاش وإصدار طنين متواصل. أُصيب روسو بالدهشة، ويعلق قائلًا: "كان انطباعي الأول أن هذا الصوت يشبه طنين الزنبور". اعتقد روسو في البداية أن هذا الطنين هو نداء استغاثة. لكن الصوت كان يشبه بدقة طنين الزنابير. لذا يقول أنه بعد سنوات قرر إجراء اختبار ليتأكد مما إذا كانت الخفافيش تحاكي فعلًا طنين الزنابير أو النحل. على مدار سنوات، جمع روسو فضلات البوم غير المهضومة، فوجد فيها العديد من جماجم الخفافيش. لذا يقول أنه ليس مستحيلًا التصور أن هذه الخفافيش طورت آلية لتجنب الافتراس.
في الدراسة الحالية، قارن روسو وزملاؤه بين طنين أربعة أنواع من نحل العسل والزنبور الأوروبي من حيث طول الموجات والتردد ومدة النداء. ووجدوا شبهًا كبيرًا بينها وبين طنين الخفاش فأري الأذنين. تسمع البومة مدى أكبر من أطوال الموجات مقارنة بالبشر. لذا عدلت الدراسة بعض العناصر لمواكبة سمع البوم. ووجد الباحثون أن طنين الخفاش يشبه طنين الزنبور بالنسبة لسمع البوم، أكثر مما يشبه طنين الزنبور بالنسبة للأذن البشرية.
وباستخدام طيور بوم أسيرة وبرية، شُغلت تسجيلات لنداء اجتماعي يُطلقه الخفاش فأري الأذنين، والطنين الشبيه بالزنابير. في حالة التسجيل الأول، اقتربت البومة من مصدر الصوت. في حالة الصوت الثاني ابتعدت البومة عن مكبر الصوت أو بدأت باستكشاف الوضع. وقد أبدت البومة البرية -التي قد تكون اختبرت لسعة الزنبور- خوفًا أكبر وحاولت الهرب أكثر من طيور البومة الأسيرة. يقول روسو: "بالتأكيد أنها تعرف خطر الزنبور". ويعتقد روسو أن الخفافيش تؤدي هذه المحاكاة عندما تمسك البومة بها، لمحاولة شراء وقت للتملص والهرب. فيما تعتقد "أناستازيا هيلين دالزيل"، باحثة لدى "جامعة ولونغونغ" في أستراليا، بأن هذه المحاكاة قد تكون فعلًا تطورًا هدفه تجنب الافتراس. وتقول: "معظم ما نعرفه عن المحاكاة يأتي من دراسات على المحاكاة البصرية. لكن المحاكاة عمومًا هي إشارات تتفاعل مع الحواس. ومن الرائع أن نشهد نموذجًا جديدًا للمحاكاة يدفعنا إلى إجراء المزيد من الدراسات حول هذا الموضوع".
يدحض بحثٌ جديد الافتراض السائد منذ فترة طويلة بأن مزيج ألوان الظربان -الأبيض والأسود- هو ما يدفع الحيوانات ومن ضمنها القيوط للابتعاد عنها
هل تقول قطتك "أحبك " أم تقول "أريد الطعام"؟ هذا التطبيق الجديد المدعوم بالذكاء الاصطناعي يتعهد بتفسير ما تقوله القطط
بالإضافة إلى التحقيق في مفهوم العلامات المنفرة Aposematism، تعزز الدراسة الجديدة فكرة أن شخصيات الحيوانات من الفصيلة ذاتها تتفاوت ضمن مجموعاتها فعلى سبيل المثال، تم رش أحد ذئاب القيوط الذي يتسم...