تُخفف العقاقير الوهمية الألم حتى عندما يعرف المرضى أن الحبوب التي يتناولونها تفتقر إلى مواد علاجية فاعلة.
20 July 2022
انزلقت "بيتي دوركين" على الأرضية الخشبية عندما خطت فوق لوح غير مثبت. سقطت وكُسرت عنقها وأصابت ركبتيها ومعصميها برضوض، وجرحت شظايا الخشب وجهها. لقد شعرت فورًا بآلام لا تطاق. بعد بضعة أيام في المستشفى، نُقلت دوركين إلى "مركز سبولدينغ لإعادة التأهيل" في مدينة بوسطن الأميركية. كانت ما تزال هذه السيدة، البالغة من العمر 73 عامًا، تشعر بآلام فظيعة. لذا وصف الأطباء خلطة من الأدوية الأفيونية لتخفيف الألم، وشعرت هي بالقلق من احتمال إدمانها لهذه الأدوية. لقد شهدت بنفسها صديقًا أُصيب بالإدمان بعد قضاء فترة علاج في المستشفى. تقول: "لقد شهدت بنفسي أثر المواد الأفيونية، وَددتُ أن أتجنبها". ولهذا السبب تحمست دوركين للمشاركة في علاج تجريبي لدى مركز سبولدينغ. وقد أخبرها الأطباء أنهم سيجربون رد فعل جسمها على حبوب وهمية تحتوي زيت الصويا بدلًا من المكونات الطبية.
لقد نشر الأطباء حتى الآن دراسات عدة حول "العلاج الوهمي الصريح" (open-label placebo). في هذه الدراسات، تم إخبار المشاركين مسبقًا بأن الحبوب التي سيتناولونها ضمن العلاج لا تحتوي على مواد علاجية فاعلة. في حالة دوركين، لم يكتف الأطباء بإخبارها بالحقيقة، بل وحملت عبوة الدواء ملصقًا يشير إلى أنها تحتوي على علاج وهمي صريح. لقد آمن الأطباء في الماضي بضرورة الكتمان لكي يؤتي العلاج الوهمي أثره. فمن المفترض ألا تخفف هذه العقاقير الألم أو الإرهاق أو الصداع أو غيرها من الأعراض. لكنها على عكس التوقعات أدت إلى تخفيف الألم في العديد من الحالات!
لمدة ثلاثة أيام، طلب الأطباء من دوركين شم الهيل وابتلاع حبة العلاج الوهمي قبل تناول أدويتها الأفيونية، وذلك بهدف تدريب عقلها على ربط تناول العلاج الوهمي بزوال الألم. ابتداءً من اليوم الرابع، أُعطيت الهيل لتشمه مع حبة علاج وهمي من دون أدوية أفيونية. وقيل لها أن بإمكانها طلب مسكنات الألم إن احتاجتها، لكنها لم تطلبها. تقول دوركين: "لم أتوقع أن يعمل العلاج الوهمي. كنت أعرف أنها حبة دواء غير حقيقية. لكن عقلي لم يميز الفرق".
معظم الدراسات التي أجريت على العلاجات الوهمية الصريحة كانت ذات نطاق صغير، لكن نتائجها تتراكم. نُشرت العام الماضي مراجعة لـ 13 دراسة شملت أكثر من 800 مشارك. ووصلت المراجعة إلى نتيجة مفادها أن العلاج الوهمي الصريح يؤدي إلى نتائج إيجابية واضحة. لكن مؤلفي هذه المراجعة نبهوا إلى أن المراحل المبكرة من الأبحاث تؤدي عادةً إلى نشر نتائج إيجابية في البداية، لذا يجب أن نتفاءل بحذر. ومع ذلك فإن النتائج التي بين أيدينا الآن تدعو إلى الفضول. لكن المرضى منفتحون للفكرة، فقد أُجري استبيان في عام 2016 شارك فيه 850 شخصًا، وسئلوا عن رأيهم في استخدام العلاجات الوهمية الصريحة في بعض الحالات غير الخطرة التي لا تتوفر لها علاجات حقيقية، فأجاب 85 بالمئة من المشاركين بأنهم مع استخدام العلاج الوهمي الصريح في تلك الحالات. ويقول "جون كريستال"، رئيس قسم الطب النفسي لدى "كلية ييل للطب": "يؤدي العقل دورًا محوريًا في التعافي. إذ تستفيد العلاجات الوهمية، الصريحة والسرية، من العلاقة بين الطبيب والمريض، وهي علاقة اجتماعية فريدة في مجتمعنا المعاصر".
تشير الأبحاث إلى أن الدوبامين هو السبب الحقيقي الذي يجعلنا نفضل مواجهة تحديات كبيرة كسباقات الماراثون أو حل المشاكل الصعبة في بيئة العمل.
صندوق محمد بن زايد يكتشف الجين الوراثي المحوري في توجيه هجرة صقور الشاهين
يعود اليوم النيادي إلى أرض وطنه بعد بعد إكماله لنحو 4000 ساعة عمل في الفضاء.