ما هو الكون المتعدد، وهل هناك دليل على وجوده؟

موجات دقيقة تُظهر أقدم ضوء في الكون، والذي أشع بعد وقت قصير من الانفجار الكبير. هذه هي الحدود المرصودة للكون، لكن العلماء أطلقوا نظريات تتنبأ بما يوجد وراء هذه الحدود. الصورة بإذن من WMAP/NASA.

ما هو الكون المتعدد، وهل هناك دليل على وجوده؟

العلماء يرصدون الكون الذي نعرفه حتى حدوده، فهل يدركون يومًا ماهية ما وراءه؟

20 مايو 2022

ماذا يوجد خلف حدود الكون التي يمكننا رصدها؟ هل يعقل أن كوننا واحد من مجموعة أكوان تشكل معًا كونًا متعددًا؟ استكشفت السينما هذا السؤال من خلال تشكيلة من أفلام الخيال العلمي الناجحة، حيث تتداخل وتتفاعل الأكوان لتنسج القصة. الواقع والواقع البديل فكرة بشرية قديمة. كتب "إدغار آلان بو" قصيدة في عام 1848، تخيل فيها سلسلة لا نهائية من الأكوان. وقد كبرت هذه الفكرة مع ظهور نظريات معاصرة تحاول تفسير خصائص كوننا وتتوقع وجود أكوان أخرى، تحصل أحداثها خارج واقعنا المُعاش. يقول "أندريه لينده"، عالم الفيزياء لدى "جامعة ستانفورد": "فهمنا للواقع غير مكتمل، وبعيد عن الكمال. الواقع موجود بشكل منفصل عنا". هذه الأكوان، إن كانت موجودة، فهي منفصلة عن كوننا، ولا يمكننا الوصول إليها أو رصدها من خلال أي مقاييس مباشرة (على الأقل حتى الآن). وهذا يدفع المختصين للتساؤل عن إمكانية تحويل هذا السؤال إلى بحث علمي حقيقي. فهل سيتأكد العلماء في يومٍ ما من أن كوننا هو الكون الوحيد؟

ما هو الكون المتعدد؟
يستخدم العلماء مصطلح الكون المتعدد للتعبير عن فكرة أن على حدود كوننا المرصودة قد تتواجد أكوان أخرى. وتتنبأ نظريات عدة بوجود أكوان أخرى وتشرح ذلك بسيناريوهات مختلفة. تختلف هذه النظريات بشكل كبير، لكنها تتفق على أن الوقت والمكان اللذان يمكننا رصدهما ليسا الواقع الوحيد.

لماذا يعتقد العلماء بوجود أكوان أخرى؟
يقول "توم سيغفريد"، الصحافي المختص بالموضواعات العلمية، ومؤلف كتاب "عدد السماوات" الذي يناقش تطور فكرة الكون المتعدد على مدار آلاف السنين: "لا يمكننا تفسير خصائص كوننا إذا كان هو الكون الوحيد". ويتساءل سيغفريد: "لماذا توجد أساسيات ثابتة في الطبيعة بصورتها الحالية؟ لماذا وجد وقت كافٍ في كوننا لتشكل النجوم والكواكب؟ لماذا تشع النجوم بالقدر الكافي من الطاقة؟ ليست لدينا إجابات على هذه الأسئلة في نظرياتنا الفيزيائية". هناك تفسيران بحسب سيغفريد: الأول أننا بحاجة لنظريات أفضل وأحدث لتفسير خصائص كوننا؛ أو قد نكون جزءًا من كون هو جزء من مجموعة من الأكوان المختلفة، ونحن نعيش في الكون الجميل والمريح بينها.

نظريتان رائجتان عن الكون المتعدد
يشكل التضخم الكوني أساس الفكرة المقبولة علميًا، والتي تقول بأن الكون بدأ بالتوسع منذ لحظة الانفجار الكبير. وذلك يشرح العديد من خصائص كوننا وتركيبته وتوزيع المجرات فيه. يقول لينده: "في بداياتها بدت هذه الفكرة كخيال علمي محض. لكن قدرتها على تفسير خصائص مثيرة للكون أسهمت في تقبلها". وتتوقع النظرية أن التضخم الكوني يحصل بشكل متكرر، ليخلق كوكبة من الأكوان الفقاعية. لا تتصف جميعها بنفس خصائص كوننا. قد تتصرف الفيزياء بطريقة مختلفة في تلك الأكوان، وقد تشابه بعض تلك الأكوان كوننا، لكنها تتواجد أبعد مما يمكننا رصده. وتتوقع نظرية أخرى، طرحها "هيو إيفريت" عام 1957، وجود عوالم مختلفة ومسارات زمنية متفرعة، أو واقع متعدد، قد تؤدي فيها خياراتنا وقراراتنا إلى نتائج مختلفة عما يحصل في واقعنا. ويقول إيفريت: "هناك عدد لا نهائي من كواكب الأرض المتوازية. عندما نجري تجربة علمية معينة ونجد مجموعة من الاحتمالات، فإن ذلك يؤكد أننا نعيش على كوكب الأرض الذي نتج عن تلك التجربة. بحسب هذا التفسير، قد تعيش أنت حيوات مختلفة أنتجتها قرارات مختلفة في عوالم متوازية. لكنك قادر على إدراك الواقع الذي تعيشه فقط.

هل سنعرف يومًا ما الجواب؟
ربما لا. لكن قد تقود اكتشافات علمية مستقبلية إلى التأكد من وجود شيء ما خلف حدود كوننا. يقول سيغفريد: "لا يمكننا إجراء تجارب للتحقق من صحة هذه النظريات. وقد يعني ذلك أنها غير صحيحة، أو قد يعني أننا لا نعرف كيفية إجراء هذه التجارب. ربما سنعرف في يومٍ ما كيف يمكننا إجراء هذه التجارب. لكن الكون يتصرف كما يشاء على كل حال". 

 

علوم

"سلطان النيادي" يعود إلى الإمارات

"سلطان النيادي" يعود إلى الإمارات

يعود اليوم النيادي إلى أرض وطنه بعد بعد إكماله لنحو 4000 ساعة عمل في الفضاء.

سلطان النيادي يجري تجربة ارتداء بذلة "سبيس إكس"

علوم فلك

سلطان النيادي يجري تجربة ارتداء بذلة "سبيس إكس"

يواصل النيادي استعدادات العودة إلى كوكب الأرض بعد إنجاز المَهمة التي امتدت لـ6 أشهر، شارك خلالها في أكثر من 200 تجربة علمية.

صورة جديدة مذهلة لـ "السديم الحلقي"

علوم فلك

صورة جديدة مذهلة لـ "السديم الحلقي"

جرى من قبل رصد بنية السديم الحلقي من خلال تلسكوبات الهواة، وتمت دراستها لعدة سنوات، لكن الصورة الجديدة رصدت مزيجا من الجزيئات البسيطة والمعقدة وحبيبات الغبار.