دراسة حديثة تفيد أن الأشجار تبرد الكوكب بثلث درجة من خلال بعض الآليات الفيزيائية الحيوية مثل ترطيب الهواء.
16 ابريل 2022
تلعب الغابات الاستوائية دورًا مهمًا في تبريد سطح الأرض عن طريق امتصاص ثاني أوكسيد الكربون من الهواء. لكن ثلثي طاقة التبريد الخاصة بها تأتي من قدرتها على امتصاص ثاني أوكسيد الكربون وتخزينه، وفقًا لدراسة حديثة نشرت في "Frontiers in Forests and Global Change"؛لذا فإن الثلث الآخر يأتي من قدرتها على تكوين السحب وترطيب الهواء وإطلاق المواد الكيميائية المبردة. ويصف "برونسون جريسكوم"، عالم مناخ الغابات لدى "منظمة Conservation International" البيئية غير الربحية، ذلك بأنه مساهمة أكبر مما كان متوقعًا لهذه التأثيرات الفيزيائية الحيوية، وتأكيدًا على أن للغابات الاستوائية طرقًا مهمة أخرى للتدخل في نظام المناخ. وتؤكد نتائج الدراسة هذه على المخاوف المتزايدة بشأن تزايد إزالة الغابات في المناطق الاستوائية. إذ يحذر العلماء من أن ثلث الغابات الاستوائية في العالم قد تم قطعها في العقود القليلة الماضية، وأن ثلثًا آخر قد تدهور بسبب قطع الأشجار والتنمية العمرانية المستمرة؛ وهو ما قد يُحول مساحات شاسعة من الغابات إلى أراضٍ عشبية.
تلعب الغابات دورًا رئيسا في دورة الكربون العالمية لأنها تمتص ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي أثناء نموها. فالغابات الاستوائية، على وجه الخصوص، تخزن حوالى ربع إجمالي الكربون الأرضي على الكوكب، ما يجعلها "مركزًا لسياسة المناخ" في بلدانها الأصلية. تقول "ديبورا لورانس"، عالمة البيئة في "جامعة فيرجينيا" والمؤلفة المشاركة في الدراسة الأخيرة: "هناك دليل واضح على أن المناطق الاستوائية تنتج فوائد مناخية ممتازة لكوكب الأرض بأسره". إذ قامت لورانس وزملائها بتحليل قدرة تبريد الغابات في جميع أنحاء العالم، ولاسيما بالنظر إلى التأثيرات الفيزيائية الحيوية جنبًا إلى جنب مع تخزين الكربون. ووجدوا أن الغابات الاستوائية يمكنها تبريد الأرض بمقدار درجة مئوية واحدة كاملة. فالأشجار في المناطق الاستوائية توفر الظل، لكنها تعمل أيضًا كمرطبات عملاقة عن طريق سحب المياه من الأرض وإخراجها من أوراقها، ما يساعد على تبريد المنطقة المحيطة بطريقة تشبه التعرق عند البشر. وهذا النتح، بدوره، يخلق الظروف المناسبة للسحب، مثل الثلج والجليد في القطب الشمالي، ويمكن أن يعكس ضوء الشمس أعلى في الغلاف الجوي ويزيد من تبريد المناطق المحيطة. تُطلق الأشجار أيضًا مركبات عضوية تتفاعل مع المواد الكيميائية الأخرى في الغلاف الجوي لتخلق أحيانًا تأثير تبريد صافي.
عند النظر إلى التأثيرات الفيزيائية الحيوية فقط للغابات، وجد الباحثون أن غابات العالم تعمل بشكل جماعي على تبريد سطح الكوكب بحوالى 0.5 درجة مئوية. فالغابات الاستوائية هي المسؤولة عن معظم هذا التبريد. لكن هذه المجموعة من الأشجار عبر أميركا اللاتينية وإفريقيا الوسطى وجنوب شرق آسيا تتعرض لضغوط متزايدة من تغير المناخ وإزالة الغابات. يقول "كريستوفر بولتون"، عالم الجغرافيا في "جامعة إكستر" البريطانية: "إن كلا من هذه التأثيرات التي يسببها الإنسان يمكن أن تؤدي إلى جفاف الغابات المطرية. ومن خلال مراجعة سابقة لما يقرب من 30 عامًا من صور الأقمار الصناعية لمنطقة الأمازون -أكبر غابة مطرية في العالم- ومن خلال قياس الكتلة الحيوية للنباتات في الصور، اكتشف الفريق أن ثلاثة أرباع منطقة الأمازون تفقد المرونة"، والقدرة على التعافي من أحداث الطقس القاسية مثل الجفاف. وتقول لورانس: "إن التهديدات التي تتعرض لها الغابات الاستوائية المطرية ليست خطيرة فقط على المناخ العالمي، ولكن أيضًا على المجتمعات المجاورة للغابات". إذ وجد الفريق البحثي أن التبريد الناجم عن التأثيرات الفيزيائية الحيوية كان مهمًا بشكل خاص محليًا. وتؤكد لورانس أن وجود غابة مطرية قريبة يمكن أن يساعد في حماية الزراعة في المنطقة والمدن من موجات الحر، كما تؤكد بأن "كل عُشر درجة مهم في الحد من الطقس القاسي. وحيث توجد غابات، يتم تقليل التطرف ". وتقول لورانس إن النتائج التي توصل إليها فريقها توضح أن حماية الغابات هي مصلحة ذاتية، ولها فوائد فورية للمجتمعات المحلية.
المصدر: Nature
في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة خلال الشهر الماضي، استُخدِمَ نحو 100 ألف كرة تنس جديدة، إذ تُستبدَل الكرات بانتظام أثناء المباريات.
يعرض الإصدار الأول من "دليل الاستدامة" توصيات مدعمة من خبراء مقيمين في دولة الإمارات، ويحفز على الممارسات المستدامة في عدة مجالات مثل الأزياء المستدامة والحد من إهدار الطعام والتشجيع على الأنظمة...
مشهد من الأعلى لـ"المدينة المستدامة" في دبي. تحتضن هذه المدينة، النموذج الواقعي لمدن المستقبل، 500 وحدة سكنية، فضلًا عن منشآت ومبانٍ بُنيت لتراعي البيئة وتصونها.