قصر الحصن.. أسرار "الفيل الأبيض"

يتميز قصر الحصن بالرموز الهندسية والعناصر الزخرفية التي تعد تمثيلًا فريدًا للتراث المحلي الخليجي والتطور العمراني بالمنطقة. الصورة:shutterstock

قصر الحصن.. أسرار "الفيل الأبيض"

تعود قصة قصر الحصن إلى القرن الثامن عشر مع ظهور المياه العذبة في جزيرة أبوظبي. الصورة:shutterstock

قصر الحصن بين عراقة التاريخ وأمجاد الحاضر

 يتفرد قصر الحصن ليس فقط بروايته لتاريخ أبوظبي بل أيضًا بكونه يضم  مبنيين أساسيين، هما الحصن الداخلي والقصر الخارجي.

25 نوفمبر 2021

يعد قصر الحصن شاهدًأ عمرانيًا على بدء العمران في أبوظبي، نظرًا لأنه أقدم بناء حجري مستمر في المدينة منذ ما يزيد عن 250 عامًا. وكان هذا المبني يطلق عليه سكان أبوظبي "الفيل الأبيض" لضخامة بنائه مقارنة بالمباني البسيطة والصغيرة المنتشرة حوله إضافة إلى لونه الأبيض
مرت العقود ليتحول هذا المبنى إلى رمز على العمارة في المجتمع الإماراتي وتعبيرًا عن الذاكرة الجماعية لأبوظبي، والذي شهد داخله التقاط اول صورة  للشيخ زايد الأول في عام 1904. كما تمتد قصة قصر الحصن إلى القرن الثامن عشر مع ظهور المياه العذبة في جزيرة أبوظبي وبدء التجمعات في المكان، إذ أصبح هناك ضرورة لبناء برج لمراقبة الساحل وحماية الاهالي.  ومع بناء الحصن تحول إلى مركز للتجمع تبنى بجواره المباني البسيطة من سعف النخيل، ليصبح المركز الذي قامت حوله دوائر متوالية من العمران وتنشأ بعد ذلك واحدة من أحدث عواصم العالم هي أبوظبي. 
 

تفرد البساطة

 يتفرد قصر الحصن ليس فقط بروايته لتاريخ أبوظبي بل أيضًا بكونه يضم  مبنيين أساسيين، هما "الحصن الداخلي"، الذي يعود تاريخه إلى عام 1795، و"القصر الخارجي"، الذي شيد خلال الفترة من 1939 – 1945، إلى جانب أن الرموز الهندسية والعناصر الزخرفية في "قصر الحصن" تعد تمثيلًا فريدًا للتراث المحلي الخليجي والتطور العمراني بالمنطقة، خاصة الأقواس والتفاصيل المعمارية الخارجية والتقسيمات الداخلية. 
حيث يكشف "قصر الحصن" بجمالياته الهندسية البسيطة عن صياغة عمرانية بالفطرة، فهذا المبنى لم يشيد على الإبهار بل كتعبير عن البيئة، إذ أن المواد المستعملة في بناءه استخرجت من بيئته البحرية وكان أغلبها من الأحجار المرجانية. كذلك الطلاء كان خليطًأ من الكلس والرمال والأصداف المطحونة، والأرضيات كانت مغطاة بخشب أشجار القرم، والأسقف كانت تقليدية. فهذا المبنى كان هدف تشييده هو أن يكون برجًا مراقبة لتتبع الطرق التجارية الساحلية وحماية المجتمعات التي تعيش على جزيرة أبوظبي. ويكفي أن تسير داخله لتعرف كيف كان يعيش سكان أبوظبي قبل 200 عام. 

تاريخ "قصر الحصن"

عندما تحب أن تتعرف على كيفية وضع البنائون خطوط المستقبل لمدينة أبوظبي فلا عليك سوى زيارة "قصر الحصن"، هذا المبني الذي شيد في البداية كبرج لمراقبة الساحل في تسعينيات القرن الثامن عشر خلال فترة حكم الشيخ شخبوط بن ذياب. وبعد فترة قصيرة تحول إلى حصن ومسكن لحاكم أبوظبي مع انتقال مركز السلطة من ليوا إلى جزيرة أبوظبي. 

وفي خمسينيات القرن الماضي، وخلال فترة حكم الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان بدأ بناء المرحلة الثانية من "الحصن" وتحول إلى حصن كبير يقف بين صف من النخيل والجزء الخلفي للمدينة وكان أعلى وأكبر بناء في أبوظبي وداخل أسواره كان الحصن القديم الذي كان معلمًا للسفن العابرة.  وفي منتصف الستينيات من القرن الماضي، تمت إضافة دارين إلى ساحة المبنى الرئيسي. وخلال الفترة من 1979 و1985 شهد الحصن عملية ترميم ركزت على التصميم الداخلي.
وخلال فترة حكم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تم تجديد مبانٍ عدة داخل الحصن، إذ تم تحويل أحد المنازل بالحصن ليصبح مكتبه الخاص، فيما استعمل في عام 1968 منزلاً آخر لحفظ المعلومات، يعرف اليوم بالمركز الوطني للوثائق والبحوث، ومع استكمال أعمال الترميم في عام 1980، شغل المركز كل الغرف والأقسام التي يتكون منها القصر. وفي عام 2018، تحول القصر إلى متحف وطني، بعد أكثر من 11 عامًا من أعمال الترميم، وهو اليوم يبرز كرمز حضاري يعكس تطور أبوظبي من منطقة لاستقرار قبائل بني ياس، التي اعتمدت على صيد السمك واللؤلؤ في القرن الثامن عشر، إلى واحدة من أروع العواصم العالمية الحديثة.

نظرة من كثب

مسجد المطوع

مسجد المطوع

تصميم معماري قديم وبوابة ذات طراز عربي أصيل.. يُعد "مسجد المطوع" واحدًا من أقدم المساجد بمدينة "خورفكان" في الإمارات، إذ يبلغ عمره حوالى 500 عام.

واحة سيوة

ترحال نظرة من كثب

واحة سيوة

وجهة علاجية عالمية في مصر.. تشتهر "واحة سيوة" بوصفها إحدى الوجهات السياحية الشهيرة، حيث الراحة والعزلة وسط الآثار الفرعونية، وبساتين النخيل العامرة، فضلًا عن برك المياه المالحة.

خور الزبير

ترحال نظرة من كثب

خور الزبير

أشبه ما تكون بأغصان شجرة تشق طريقها إلى السماء.. لقطة في غاية الروعة تُظهر جمال التفرعات النهرية لدى "خور الزبير" في مدينة البصرة.