اكتشف علماء عن طريق تحليل البيانات الجينية أول ولادة عذرية في طائر الكندور، دون مشاركة الذكور في تخصيب البيض.
4 نوفمبر 2021
"هناك شيء محير حقًا بشأن بيانات الكندور".. لم تكن هذه هي الكلمات، التي أراد "أولفير رايدر"، سماعها وهو يسير متجهًا إلى سيارته، بعد يوم طويل من العمل في محاولة لإنقاذ كندور كاليفورنيا، أحد أكثر الكائنات المهددة بالانقراض على هذا الكوكب. عندما شرحت زميلته "ليونا شمنيك" ما كانت تراه، لكن سرعان ما أصبح لهذه الكلمات مفعول السحر مبددة مخاوفه.
على مدى عقود، كان العلماء يبذلون جهودًا مضنية لإنقاذ كندور كاليفورنيا من الانقراض. إذ انخفض إجمالي عدد هذه الطيور إلى 22 طائرًا فقط بحلول عام 1982. وفي عام 2019، أدت جهود التكاثر في الأسر وإطلاق سراحها إلى زيادة إجمالي أعدادها ببطء إلى أكثر من 500 طائر. وقد تطلب القيام بذلك إدارة دقيقة للطيور الأسيرة، لا سيما اختيار الذكور والإناث التي يمكنها التكاثر لإنتاج ذرية صحية.
وفقًا لورقة بحثية نشرت في مجلة الوراثة، فإن التكاثر اللاجنسي يحدث في الأنواع التي تتكاثر جنسيًا بشكل طبيعي عندما تتصرف خلايا معينة تنتج من بيضة أنثى مثل الحيوانات المنوية وتندمج مع البويضة. وعلى الرغم من ندرته في الفقاريات، إلا أن التوالد العذري يحدث في أسماك القرش والسحالي. كما سجل العلماء أيضًا الإخصاب الذاتي في بعض أنواع الطيور الأسيرة، مثل الديوك الرومية والدجاج والسمان الصيني، عندما يتم إيواء الإناث دون وجود ذكر. ولكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تسجيله في كندور كاليفورنيا.
يقول "رايدر": إن الغريب بشكل خاص في حيوانات الكندور هو أن الذكرين كان لهما أمهات مختلفات، كل واحدة منهن تعيش مع ذكور. علاوة على ذلك، نجحت الأمهات في الإنجاب مع هؤلاء الذكور قبل وبعد تسجيل هذه الولادة العذرية. وبحسب "رايدر" المؤلف المشارك في الدراسة ومدير علم الوراثة الحفظية في تحالف سان دييغو للحيوانات البرية، فإن ما يعرفه العلماء فقط هو أن التكاثر اللاجنسي حدث أكثر من مرة لإناث مختلفات.
في حالة الكندور هناك نحو 300 طائر يحلق في سماء كاليفورنيا وأريزونا ويوتا. ومع استمرار الانخفاض في أعداده، من الممكن أن يكون الكندور يستخدم التوالد العذري كأداة للبقاء بحسب "ريشما راماشاندران"، عالمة الأحياء الدقيقة في جامعة ولاية ميسيسيبي والتي لم تشارك في البحث.
بالنسبة للأنواع الأخرى فهناك أدلة تشير إلى أن التوالد العذري يمكن أن يكون طوفًا من أنواع الحياة بالنسبة للأنواع التي تواجه مشكلة. على سبيل المثال، قد تتحول سمكة المنشار ذات الأسنان الصغيرة المهددة بالانقراض إلى التوالد العذري حيث يصبح من الصعب العثور على رفقاء في البرية. ومع ذلك، قد لا تنطبق هذه النظرية على الكندور في كاليفورنيا. على سبيل المثال، كان للإناث الأسيرة التي أنجبت صغارًا بطريقة التوالد العذري إمكانية الوصول إلى ذكور. كما أنه لم ينج أي من النسل الناتج عن التوالد العذري ليتكاثر. إذ فارق أحدهما الحياة بعد أقل من عامين، و الآخر قبل بلوغه الثامنة. في حين أن بعض طيور الكندور في كاليفورنيا يمكن أن تعيش حتى سن 60 عامًا.
تضيف "جاكلين روبنسون"، عالمة الوراثة التطورية بجامعة كاليفورنيا، على الرغم من كونها فكرة مثيرة للاهتمام، فإنه من المبكر جدًا أن نعرف مدى أهمية التوالد العذري لتطور الأنواع أو الحفاظ عليها، إذ لدينا عدد قليل جدًا من الأمثلة على هذه الظاهرة النادرة". تحقيقًا لهذه الغاية، في وقت سابق من هذا العام، نشرت "روبنسون" و"رايدر" وآخرين دراسة تفصيلية عن الجينوم الكامل لكوندور كاليفورنيا، والبيانات الجينية القيمة التي يمكن أن تساعد العلماء مستقبلًا في فهم أفضل لكيفية عمل التوالد العذري في هذه الكائنات.
تقول "راماشاندران"، التي نشرت مراجعة لأبحاث التوالد العذري في الطيور عام 2018 :" على الرغم من أن التكاثر العذري موثق في الغالب في الحيوانات الأسيرة، فلا يوجد سبب للاعتقاد بأنها لا تحدث في البرية". متوقعة رصد المزيد من مثل هذه الحالات في البرية مستقبلًا. يوافق هذا الرأي "رايدر" الذي يرى أن التكاثر العذري في الكندور تذكير بأننا لا نفهم الطبيعة، التي تأتي دائمًا بالمفاجآت.
المصدر: Nationalgeographic
يمكن أن ينتج الاندماج النووي طاقة وفيرة من دون تأجيج حدة التغيرات المناخية. وتبشر تجربة عملاقة باختبار هذه الفكرة على نحو غير مسبوق.
يبدو أن الزراعة المكثفة التي تضخ إنتاجها في السوق المزدهر لصناعة مشروبات "التكيلا" و"الميسكال" باتت تهدد نباتات الأغاف والخفافيش.
اكتشف باحثون في الصين أحافير لأقدم غابة وجدت في آسيا على الإطلاق، تبلغ مساحتها 25 هكتارًا ويعود تاريخها إلى نحو 365 مليون سنة خلت.