الاحترار  في القطب الشمالي سبب موجات البرد في الولايات المتحدة

تغير المناخ في القطب الشمالي ليس أمراً ينبغي رفضه فقط من أجل حماية الدببة القطبية بل يمكن أن يؤثر حقاً على حياة البشر. المصدر: AFP

الاحترار في القطب الشمالي سبب موجات البرد في الولايات المتحدة

يتسبّب ذوبان الجليد في ارتفاع قوي في درجات الحرارة لأن المحيط يمتص حرارة أكبر.

5 سبتمبر 2021

توصلت دراسة حديثة إلى العلاقة بين التغييرات التي أحدثها الاحترار المناخي في المحيط المتجمّد الشمالي وموجات الصقيع في القطب الشمالي والولايات المتحدة وآسيا.

اجتاحت موجة برد قطبية نادرة ولاية تكساس الأميركية في فبراير 2021 تسببت بمقتل العشرات وانقطاع في التيار الكهربائي استمر أياماً، و خلّفت أضراراً بقيمة 200 مليون دولار تقريبًا. وبعدما ثبت أن الاحترار المناخي يؤدي إلى موجات حرّ قوية، لا يزال النقاش العلمي واسعاً بشأن مدى تأثيره على موجات البرد المماثلة.

يقول أحد معدّي هذه الدراسة أستاذ العلوم المناخية في جامعة ماساتشوستس لويل "ماثيو بارلو": "من غير المنطقي وغير المتوقع أن يسجّل مثل هذا الاحترار المناخي الواضح في القطب الشمالي، وأن يتسبب في المقابل ببرودة في مناطق أخرى". وأضاف "بارلو": "لقد فوجئت قليلاً بوضوح النتائج بحيث تمكنّا من إقامة مثل هذه الصلة المباشرة". ولوحظ أن القطب الشمالي هو المنطقة التي ترتفع فيها الحرارة بأكبر سرعة على وجه الأرض، إلّا أنه يشهد ظاهرتين في الوقت نفسه، هما الذوبان السريع للجليد، و ازدياد الغطاء الثلجي في سيبيريا خصوصًا، من جهة أخرى.

ويتسبّب ذوبان الجليد في ارتفاع قوي في درجات الحرارة لأن المحيط يمتص حرارة أكبر، في حين أن الغطاء الثلجي الإضافي في سيبيريا الذي يعكس أكثر اشعة الشمس، يتسبّب في زيادة خفيفة للبرودة. وتحصل هاتان العمليتان معاً فتولّدان اضطرابًا في حركة الغلاف الجوي.

وركّز الباحثون في دراستهم على تأثير هاتين العمليتين على حركة الهواء عند القطبين، أي الدوامة القطبية، وهي منخفض جوي عالي المستوى في طبقة الستراتوسفير -- إحدى طبقات الجو العليا -- ورياح قوية جدًا تهبّ بالقرب من القطب في الشتاء، وغالبًا ما تُشكّل الدوامة القطبية دائرة قادرة على احتواء الهواء البارد.
غير أنّها "تضعف وتُصبح بيضاوية الشكل تحت تأثير الاحترار المناخي على المحيط المتجمّد الشمالي"، بحسب بارلو. أما الاضطرابات الجوية الأكبر التي تتصاعد من سطح الأرض، "فترتدّ" عندما تصل إلى الدوامة القطبية وتتجّه إلى سطح الأرض من جديد. وأوضح الباحث أن هذا التعديل في حركة المنخفضات "يدفع التيار النفاث (الذي يهبّ من الغرب إلى الشرق) باتجاه جنوب" الأرض، مصحوبًا بـ"رياح باردة".

وتكمن أهمية هذه الدراسة في دمجها مقاربتين، اعتمدت الأولى على تحليل الملاحظات المباشرة المسجّلة خلال السنوات الأربعين الأخيرة. فالباحثون اختاروا المراحل الزمنية التي كانت فيها الدوامة القطبية بيضاوية الشكل. ولاحظوا تغييرًا في الحرارة بوضوح أكبر في منطقة المتجمّد الشمالي قبيل تغيّر شكل الدوامة القطبية، لأسباب عدة منها التساقط الكثيف للثلج أو الذوبان القوي للجليد، ممّا كان يؤدي لاحقًا إلى برد أكثر في أميركا الشمالية. أمّا المقاربة الثانية، فبُنيت على أساس نموذج مناخي يتيح التحقق من ارتباط السبب بالنتيجة، من خلال تغيير مختلف العوامل الطبيعية.

ويمكن أن يؤدّي هذا الاكتشاف إلى نتائج عدة، منها إمكان توقع موجات البرد القارس بشكل أفضل، "ربما قبل أسابيع عدة" من حدوثها، على ما يأمل بارلو. ويأمل الباحثون أيضًا أن يساعد هذا الإنذار سكّان الأرض على إدراك مدى الأثر العالمي للأزمة المناخية لفهم أهمية محاربتها عبر الحدّ من انبعاث غازات الاحتباس الحراري.
وقال بارلو إن "تغير المناخ في القطب الشمالي ليس أمراً ينبغي رفضه فقط من أجل حماية الدببة القطبية" بل "يمكن أن يؤثر حقاً" على حياة الناس.

المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية

علوم

في بحث رائد مع الأكاديمية الصينية للعلوم

فهم جينات الشاهين يساعدنا في حمايته

صندوق محمد بن زايد يكتشف الجين الوراثي المحوري في توجيه هجرة صقور الشاهين 

"سلطان النيادي" يعود إلى الإمارات

علوم فلك

"سلطان النيادي" يعود إلى الإمارات

يعود اليوم النيادي إلى أرض وطنه بعد بعد إكماله لنحو 4000 ساعة عمل في الفضاء.

سلطان النيادي يجري تجربة ارتداء بذلة "سبيس إكس"

علوم فلك

سلطان النيادي يجري تجربة ارتداء بذلة "سبيس إكس"

يواصل النيادي استعدادات العودة إلى كوكب الأرض بعد إنجاز المَهمة التي امتدت لـ6 أشهر، شارك خلالها في أكثر من 200 تجربة علمية.