سر الدم الجليدي. الذي يغطي الجبال

الجليد الدموي. الصورة: Jean-Gabriel VALAY/JARDIN DU LAUTARET/UGA/CNRS

سر الدم الجليدي في جبال الألب

تحتوي الطحالب في جبال الألب على الكاروتينات، وهي الصبغات البرتقالية والحمراء التي تظهر في الخضروات مثل الجزر.

9 June 2021

على قمة جبال الألب الفرنسية، وعلى ارتفاع آلاف الأمتار فوق مستوى سطح البحر، يظهر الثلج الأبيض الطبيعي أحيانًا ملطخًا ببقع من الدم الأحمر الداكن، وبعضها يمتد لأميال.. لكن تمهل إنها ليست مواقع لمذابح عنيفة، فهذه البقع المخيفة والمعروفة باسم" الدم الجليدي"، تُسببها الطحالب الدقيقة التي تعيش في الثلج. 

وقام عدد من الباحثين برحلة إلى جبال الألب لدراسة هذه الطحالب الدقيقة التي تعيش على سطح الجبال على ارتفاع يتراوح بين 1000 إلى 3000 متر فوق مستوى سطح البحر، ضمن مشروع "AlpAlga". ويقول "إريك ماريشال"، منسق المشروع، إن هذه الطحالب تشبه إلى حد كبير الطحالب الدقيقة التي تعيش في المحيطات والبحيرات والأنهار، ولكن الطحالب الدقيقة التي تنقلها الثلوج تساعد في تشكيل قاعدة الشبكة الغذائية لنظام بيئي جبلي ومن المحتمل أن تتفاعل مع التلوث.  ويوضح "ماريشال" أن الجمهور العادي أقل وعيًا بالكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في التربة فوق الجبال وفي الثلوج التي تتراكم على تلك الارتفاعات العالية.

أثناء تكاثر الطحالب وبسبب تراكم الكاروتينات يظهر الثلج المحيط بها باللون الأحمر

والطحالب الدقيقة يمكن أن توجد إما ككائنات وحيدة الخلية معزولة أو في مستعمرات. وتنتج هذه الطحالب السكريات من خلال عملية التمثيل الضوئي. أما الطحالب التي تحول لون الثلج إلى الأحمر هي من الناحية الفعلية طحالب خضراء  لأنها تنتمي إلى فصيلة Chlorophyta وتحتوي على شكل معين من الكلوروفيل، وهو الصبغةالخضراء التي تتيح التمثيل الضوئي، كما تحتوي هذه الطحالب أيضًا على الكاروتينات، وهي نفس الصبغات البرتقالية والحمراء التي تظهر في الخضروات مثل الجزر، والتي تعمل كمضادات للأكسدة تحمي الطحالب من الآثار الضارة للضوء الشديد والأشعة فوق البنفسجية الموجودة على ارتفاعات عالية. وأثناء تكاثر الطحالب ونموها بكميات كبيرة، يمكن أن يظهر الثلج المحيط باللون الأحمر أو البرتقالي بسبب التراكم المرتبط بالكاروتينات، ومن ثم يظهر الدم الجليدي.

تسارع نمو الطحالب يؤدي إلى تاثيرات ضارة بالنظام البيئي 

وعلى الرغم من أن الدم الجليدي ظاهرة معروفة، إلا أن العلماء لا يعرفون سوى القليل عن بيولوجيا الطحالب، أو كيف يمكن لتغير المناخ أن يؤثر على هذه الميزة الأساسية للنظم الإيكولوجية الجبلية. وبحسب "ماريشال" فإنه مثلما يغذي التلوث تكاثر الطحالب في المحيط، فإن المواد الغذائية التي يتم توصيلها إلى قمة الجبل في هطول الأمطار والرياح يمكن أن تغذي تكاثر الطحالب في جبال الألب، إضافة إلى أن ارتفاع مستويات ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي تحفز نمو الطحالب. وهو ما يؤدي إلى تأثيرات ضارة بالنظام البيئي، فعلى سبيل المثال، تشير الدراسات إلى أن الثلج الأحمر يعكس الضوء بشكل أقل فاعلية من الثلج الأبيض غير المصاب، وبالتالي يذوب بشكل أسرع.

ويخلص "ماريشال" إلى أن هذه الطحالب ربما تكون علامات على تغير المناخ، حيث يعكس نموها ارتفاع مستويات ثاني أوكسيد الكربون والتغيرات ذات الصلة في البيئة. إلا أنه لا توجد بيانات كافية حتى الآن لتتبع كيفية تغير الطحالب عبر الزمن.  وفي رحلة استكشافية قادمة في وقت لاحق من هذا الشهر، يخطط الفريق لإنشاء موقع بحث طويل الأجل حيث يمكنهم تتبع تكاثر الطحالب خلال المواسم المتغيرة. وسيقومون بتحليل التدرجات بين الثلج الأبيض والأحمر، وأخذ عينات من الخلايا الطحلبية لزراعتها في مختبراتهم. وبحسب "ماريشال" فإن هذه الخطوط البحثية لا ينبغي أن تكشف أسرار دم الأنهار الجليدية فحسب، بل يجب أن تمنحنا أيضًا نظرة ثاقبة حول كيفية تغير النظام البيئي لجبال الألب مع ارتفاع درجة حرارة المناخ.

المصدر: Live Science

علوم

في بحث رائد مع الأكاديمية الصينية للعلوم

فهم جينات الشاهين يساعدنا في حمايته

صندوق محمد بن زايد يكتشف الجين الوراثي المحوري في توجيه هجرة صقور الشاهين 

"سلطان النيادي" يعود إلى الإمارات

علوم فلك

"سلطان النيادي" يعود إلى الإمارات

يعود اليوم النيادي إلى أرض وطنه بعد بعد إكماله لنحو 4000 ساعة عمل في الفضاء.

سلطان النيادي يجري تجربة ارتداء بذلة "سبيس إكس"

علوم فلك

سلطان النيادي يجري تجربة ارتداء بذلة "سبيس إكس"

يواصل النيادي استعدادات العودة إلى كوكب الأرض بعد إنجاز المَهمة التي امتدت لـ6 أشهر، شارك خلالها في أكثر من 200 تجربة علمية.