إغلاق كورونا جعل المدن أكثر صداقة لبعض الطيور
عندما تم إغلاق جزء كبير من العالم في ربيع عام 2020، خفتت حركة المرور وانخفضت مستويات التلوث. في ظل هذه الظروف، يبدو أن العشرات من أنواع الطيور في أنحاء أميركا الشمالية قد ازدهرت، حسبما أفاد العلماء في بحث جديد.
قام باحثون بتحليل الملاحظات من مراقبي الطيور لأكثر من 4.3 مليون طائر يمثلون 82 نوعًا تشمل الطيور المغردة والطيور الجارحة والطيور المائية وغيرها. ووجدوا أن غالبية الطيور أصبحت أكثر وفرة في الموائل الحضرية خلال الوباء مقارنة بالسنوات السابقة.
تقول "نيكولا كوبر"، عالِمة بيولوجيا الحفظ في معهد الموارد الطبيعية بجامعة مانيتوبا،: "من اللافت للنظر أن جميع أنواع الطيور المختلفة أظهرت هذه التغييرات في استخدام الموائل عبر مجتمع الطيور بأكمله". فيما يؤكد العلماء أن الانخفاض المعتدل في النشاط البشري يمكنه أن يساعد بعض أنواع الطيور على الازدهار بشكل أفضل. فعندما توقفت وسائل النقل لإبطاء انتشار "كوفيد-19"، كان الانخفاض في النشاط البشري شديدًا. تقول "كوبر": "تمثل بعض هذه السلوكيات حقًا سلوكيات غير عادية في الكائنات التي كانت قادرة على التحرك في المناظر الطبيعية البشرية أكثر مما كانت عليه من قبل".
وللتحقيق فيما إذا كانت هذه المواقف تمثل تحولًا حقيقيًا في عادات الطيور. وجد الفريق أن بعض الطيور قد استفادت من عمليات الإغلاق. على سبيل المثال، العصافير ذات التاج الأبيض في منطقة خليج سان فرانسيسكو كانت أكثر ازدهارًا عندما تلاشت ضوضاء المرور. وعندما توقف السائحون عن القدوم إلى جزيرة ستورا كارلسو السويدية في بحر البلطيق، زاد عدد نسور البحر التي تزور الجزيرة ما أدى إلى تعطيل تعشيش المور العادي لدرجة أن الطيور عانت من أسوأ موسم تكاثر تم تسجيله على الإطلاق.
ومن أجل فهم كيفية أداء الطيور على نطاق أوسع بكثير, قرر الفريق البحثي فحص مشاهدات الطيور من جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا والتي سجلها المتطوعون في eBird، ( قاعدة بيانات على الإنترنت يديرها مختبر كورنيل لعلم الطيور). إذ قام الباحثون بتجميع الملاحظات من مارس إلى مايو خلال الأعوام من 2017 إلى 2020، بما في ذلك 93 مقاطعة تضم مدينة بها أكثر من 50000 شخص ومطار دولي. ثم فحص الفريق كيف تغير عدد الطيور التي تمت ملاحظتها قبل وأثناء الجائحة فيما يتعلق بعدة علامات على النشاط البشري. وقام الفريق بتوثيق التحولات في الوفرة لـ 80 ٪ من الأنواع. بشكل عام، زادت مشاهدات الطيور في المدن، وكذلك بالقرب من الطرق السريعة والمطارات، وفي المقاطعات التي أدت فيها عمليات الإغلاق إلى انخفاض حاد في حركة المرور أو تزامنت مع هجرات الطيور.
أصبحت مشاهدات النسر الأصلع أكثر شيوعًا في المقاطعات مع انخفاض أكبر في حركة المرور. كما أصبح عدد من الأنواع، بما في ذلك الطيور المغردة والعصافير المحلية، أكثر وفرة في المناظر الطبيعية الحضرية بمجرد أن بدأ الوباء. وتشير "كوبر" إلى أن الطيور المغردة والعصافير تشكل جزءًا كبيرًا مما يقرب من 3 مليارات طائر فقدتها أميركا الشمالية منذ السبعينيات. ووجد الفريق أن الطيور الطنانة ذات الحلق الياقوتي كانت أكثر عرضة للاكتشاف بالقرب من المطارات أثناء الإغلاق الذي صاحب الوباء.
تقول "كوبر": "إن العديد من الأسئلة لا تزال قائمة حول كيفية تأثير الوباء على الطيور. إذ لم يتضح بعد ما إذا كانت الأنواع التي يبدو أنها استفادت من عمليات الإغلاق قد نجحت في التكاثر في أحيائها الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، قد لا تنطبق الاتجاهات التي لاحظها الفريق على الطيور في أجزاء أخرى من العالم". كما ركز الباحثون أيضًا على الأنواع التي يتم الإبلاغ عنها بشكل شائع في أميركا الشمالية. فيما تخطط "كوبر" بعد ذلك للتحقيق في كيفية تغير وفرة الطيور المهددة والمهددة بالانقراض، والتي قد تكون أكثر حساسية للأنشطة البشرية أثناء الوباء.
المصدر: Popular Science
إغلاق كورونا جعل المدن أكثر صداقة لبعض الطيور
- مريم عيسى
عندما تم إغلاق جزء كبير من العالم في ربيع عام 2020، خفتت حركة المرور وانخفضت مستويات التلوث. في ظل هذه الظروف، يبدو أن العشرات من أنواع الطيور في أنحاء أميركا الشمالية قد ازدهرت، حسبما أفاد العلماء في بحث جديد.
قام باحثون بتحليل الملاحظات من مراقبي الطيور لأكثر من 4.3 مليون طائر يمثلون 82 نوعًا تشمل الطيور المغردة والطيور الجارحة والطيور المائية وغيرها. ووجدوا أن غالبية الطيور أصبحت أكثر وفرة في الموائل الحضرية خلال الوباء مقارنة بالسنوات السابقة.
تقول "نيكولا كوبر"، عالِمة بيولوجيا الحفظ في معهد الموارد الطبيعية بجامعة مانيتوبا،: "من اللافت للنظر أن جميع أنواع الطيور المختلفة أظهرت هذه التغييرات في استخدام الموائل عبر مجتمع الطيور بأكمله". فيما يؤكد العلماء أن الانخفاض المعتدل في النشاط البشري يمكنه أن يساعد بعض أنواع الطيور على الازدهار بشكل أفضل. فعندما توقفت وسائل النقل لإبطاء انتشار "كوفيد-19"، كان الانخفاض في النشاط البشري شديدًا. تقول "كوبر": "تمثل بعض هذه السلوكيات حقًا سلوكيات غير عادية في الكائنات التي كانت قادرة على التحرك في المناظر الطبيعية البشرية أكثر مما كانت عليه من قبل".
وللتحقيق فيما إذا كانت هذه المواقف تمثل تحولًا حقيقيًا في عادات الطيور. وجد الفريق أن بعض الطيور قد استفادت من عمليات الإغلاق. على سبيل المثال، العصافير ذات التاج الأبيض في منطقة خليج سان فرانسيسكو كانت أكثر ازدهارًا عندما تلاشت ضوضاء المرور. وعندما توقف السائحون عن القدوم إلى جزيرة ستورا كارلسو السويدية في بحر البلطيق، زاد عدد نسور البحر التي تزور الجزيرة ما أدى إلى تعطيل تعشيش المور العادي لدرجة أن الطيور عانت من أسوأ موسم تكاثر تم تسجيله على الإطلاق.
ومن أجل فهم كيفية أداء الطيور على نطاق أوسع بكثير, قرر الفريق البحثي فحص مشاهدات الطيور من جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا والتي سجلها المتطوعون في eBird، ( قاعدة بيانات على الإنترنت يديرها مختبر كورنيل لعلم الطيور). إذ قام الباحثون بتجميع الملاحظات من مارس إلى مايو خلال الأعوام من 2017 إلى 2020، بما في ذلك 93 مقاطعة تضم مدينة بها أكثر من 50000 شخص ومطار دولي. ثم فحص الفريق كيف تغير عدد الطيور التي تمت ملاحظتها قبل وأثناء الجائحة فيما يتعلق بعدة علامات على النشاط البشري. وقام الفريق بتوثيق التحولات في الوفرة لـ 80 ٪ من الأنواع. بشكل عام، زادت مشاهدات الطيور في المدن، وكذلك بالقرب من الطرق السريعة والمطارات، وفي المقاطعات التي أدت فيها عمليات الإغلاق إلى انخفاض حاد في حركة المرور أو تزامنت مع هجرات الطيور.
أصبحت مشاهدات النسر الأصلع أكثر شيوعًا في المقاطعات مع انخفاض أكبر في حركة المرور. كما أصبح عدد من الأنواع، بما في ذلك الطيور المغردة والعصافير المحلية، أكثر وفرة في المناظر الطبيعية الحضرية بمجرد أن بدأ الوباء. وتشير "كوبر" إلى أن الطيور المغردة والعصافير تشكل جزءًا كبيرًا مما يقرب من 3 مليارات طائر فقدتها أميركا الشمالية منذ السبعينيات. ووجد الفريق أن الطيور الطنانة ذات الحلق الياقوتي كانت أكثر عرضة للاكتشاف بالقرب من المطارات أثناء الإغلاق الذي صاحب الوباء.
تقول "كوبر": "إن العديد من الأسئلة لا تزال قائمة حول كيفية تأثير الوباء على الطيور. إذ لم يتضح بعد ما إذا كانت الأنواع التي يبدو أنها استفادت من عمليات الإغلاق قد نجحت في التكاثر في أحيائها الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، قد لا تنطبق الاتجاهات التي لاحظها الفريق على الطيور في أجزاء أخرى من العالم". كما ركز الباحثون أيضًا على الأنواع التي يتم الإبلاغ عنها بشكل شائع في أميركا الشمالية. فيما تخطط "كوبر" بعد ذلك للتحقيق في كيفية تغير وفرة الطيور المهددة والمهددة بالانقراض، والتي قد تكون أكثر حساسية للأنشطة البشرية أثناء الوباء.
المصدر: Popular Science