1 نوفمبر 2016
في أواخر عام 2013، دعا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى اجتماع غير عادي مع فريق صغير لا يتجاوز عدد أفراده أصابع اليد الواحدة من "مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة" (إياست)، التي تم ضمها في ما بعد إلى "مركز محمد بن راشد للفضاء". جلس سموه إلى الطاولة المستديرة قبل أن يبلغ المحيطين به أن القيادة السياسية في دولة الإمارات العربية المتحدة، تعتزم اتخاذ قرار استراتيجي بإرسال مسبار فضائي إلى المريخ بحلول عام 2021، الذي يصادف الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات. ووجه سموه الفريق بدراسة هذه الفكرة وإيجاد الحلول لتحقيق هذا الهدف.
يقول المهندس عمران شرف -أحد الأفراد القليلين الذين حضروا هذا الاجتماع، والذي أصبح لاحقاً مدير "مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ"/مسبار الأمل- عن هذا اللقاء: "عندما انتهى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد من كلامه انتابني شعور بالفخر والخوف في آن واحد، فقد كان التحدي صعباً. إذ كيف لنا ونحن لا نزال نتلمس طريقنا إلى الفضاء القريب من الأرض أن نرسل مسباراً في مهمة علمية يكون فيها على بُعد أكثر من 60 مليون كيلومتر عن أقرب نقطة من كوكبنا؟".
لكن ما بدا مستحيلاً في ذلك الوقت تحول إلى واقع ملموس مع كثير من الجهد والإصرار. فبناء على الدراسة الأولية التي قام بها الفريق، أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في صيف 2014 أن دولة الإمارات ستقوم بإرسال مسبار فضائي إلى المريخ بحلول عام 2021. "لقد أصبح الفريق المكلّف بتصنيع المسبار في مرحلة متقدمة جداً من عملية التصميم الأولية والدخول في الأنظمة الفرعية"، كما يقول شرف الذي توقع الانتهاء من هذه المرحلة مع بداية عام 2017، وهو العام نفسه أيضاً الذي سيشهد بدء تصنيع النموذج الهندسي الكامل للمسبار واختبار أجهزته وتعديلها. وسيعقب كل ذلك تصنيع نموذج طيران فعلي مع نهاية عام 2019، قبل أن ينطلق المسبار في رحلته إلى الكوكب الأحمر منتصف عام 2020 من قاعدته باليابان على متن صاروخ "H2A" الذي طورته شركة "ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة".