تشهد نُظُم الطاقة المتجددة ازدهاراً كبيراً في ألمانيا، لكن استخدامها لفحم الليغنيت الذي يعد أرخص أنواع الفحم وأكثرها إحداثاً للأوساخ لم يتراجع. ففي منجم “ويلزو سود” المملوك لشركة (Vattenfall) السويدية، يعمل بعضٌ من أكبر الآلات في العالم على استخراج 20 مليون طن من هذا الفحم في السنة من طبقة معدنية يبلغ سمكها 14 متراً. فكم من الوقت سيمتد العمل في هذا المكان؟ يجيب “جان دومان”، وهو مهندس شاب: “أرجو أن يطول ذلك كثيراً؛ فنحن نمتلك ما يكفي من الليغنيت”.

يعمل أحد المهندسين في إحدى توربينات الرياح التي تشغّلها شركة “Dong Energy” وتوجد على علو يناهز 90 متراً فوق مستوى سطح بحر الشمال، وتبعد بأكثر من 50 كيلومتراً عن ساحل ألمانيا. وهناك تسع عشرة محطة ريحية -منها ما تم إنجازه وما هو في طور الإنجاز- داخل مياه ألمانيا الإقليمية في بحر الشمال وبحر البلطيق.

تحيط توربينات الرياح بإحدى محطات توليد الطاقة العاملة بالفحم على مشارف منجم “غارزفيلر” في غرب ألمانيا. تولّد نُظُم الطاقة المتجددة حالياً %27 من حجم الكهرباء الذي تستهلكه البلاد، بزيادة %9 عما كان عليه قبل عشر سنوات. سينتهي المطاف بهذه التوربينات والطاقة التي تولّدها إلى الاستئثار بحصة الفحم في السوق وطرحه جانباً.. علماً أن ألمانيا شرعت مسبقاً في إغلاق ما لديها من محطات للطاقة النووية.

حقل مترامي الأطراف من الألواح الضوئية يحيط بمدرج الطيران في “مطار إبرسوالده فينو” الذي يوجد على بعد 50 كيلومتراً شمال برلين. تقع ألمانيا في خط العرض نفسه الذي توجد فيه منطقة لابرادور بكندا، لكنها أقامت نُظُماً للطاقة الشمسية أكثر من أي بلد آخر. وينتصب جلّ الألواح فوق سطوح المنازل.

انتهت أشغال بناء مفاعل نووي في بلدة “كالكار” قُبيل حادث تشيرنوبيل بأوكرانيا عام 1986.. لكنه لم يُستخدَم بالمرة. وقد تحول حالياً إلى حديقة ألعاب تتيح لمرتاديها اللهو في هيكل صُمّم أصلاً ليكون برج تبريد. فالخوف من الطاقة النووية كان هو المحفّز على انتقال ألمانيا إلى نُظُم الطاقة المتجددة.