1 فبراير 2017
إرث أوباما
إنه الرجل الذي سيسجل له التاريخ بأنه حافظ على مساحات كبيرة من البحر أكثر من غيره. وقد أبى إلا أن يستمتع كل استمتاع بالسباحة في تلك المياه نفسها. ففي سبتمبر الماضي -قبل أشهر فقط من تاريخ مغادرته البيت الأبيض- غاص أوباما بكل سهولة إلى وسط المحيط الهادي باستخدام زوج زعانف غوص في رجليه، وكان يرتدي سروال سباحة قصيراً ويضع قناعاً وأنبوباً للتنفس تحت الماء. تلألأت أشعة الشمس على سطح مياه جزر "ميدواي" المرجانية القصيّة في منتصف الطريق بين كاليفورنيا والصين؛ وتموجت ألوان قوس قزح شكلته شعاب المرجان تحت المياه الصافية غير بعيد عن السطح. فلقد كانت جميع العناصر المكونة للبيئة البحرية العادية في الموعد مع رحلة الرئيس: السمك الجراح وسمك الببغاء ذو النظارة وسمك الجاك وقنفذ البحر.
في ذلك الصباح، كان أوباما قد وصل إلى جزيرة "ساند" الواقعة ضمن جزيرة "ميدواي" للإعلان بكل فخر عن افتتاح "المَعلم الوطني البحري باباهانوموكواكيا" الذي ما لبث أن تحول -تحت إدارته- إلى أكبر منطقة محمية في العالم آنذاك، تتجاوز مساحتها ضعف مساحة فرنسا. وقبل أن يقوم الرئيس برحلة الغطس في الجزيرة -وبينما كان سرطان الشبح يتحرك بسرعة كبيرة على الرمال- إذ راح (الرئيس) يمشي جنب شتلات أزهار عصفور الجنة (naupaka flower) وهو يتحدث عن مدى تأثره بعالَم البحار. وفي حديثه، عزا صفة الهدوء فيه -وهو ما يقول النقاد إنه طبع انطوائي- إلى كونه وُلد في جزيرة هاواي، وذَكَرَ بأن ذلك الأمر هو ما "يفسر ما يشعر به المرء عند الارتماء في أحضان مياه المحيط وما يختلج في النفس عند رؤية سلحفاة بحرية أمام إحدى الموجات وهي في طريقها إلى البحر". في تلك اللحظة، تملَّكت أوباما الرغبة في أن يقفز إلى المحيط. هنالك حضر "بريان سكيري" مصور مجلة ناشيونال جيوغرافيك العالمية.