:عدسة مصطفى عجاوي
3 ابريل 2016
ما إن يُغمِضُ النهار جفنه وتلبس السماء ثوب الظلام، حتى تتفتح براعمُ متلألئة وتنتصب أشجار فوق جذوع من ضوء في "حديقة دبي المتوهجة". فتتألق جنباتها وترتسم في فضاءاتها لوحات نور جُلبت من أماكن شتّى في العالم؛ فإذا بك تعبر "منتزه ماساي مارا الوطني" في كينيا، وتداعب مروج الزنابق في هولندا، قبل أن يحط بك الرحال قرب نسخة مصغرة بطول 14 متراً من "جامع الشيخ زايد الكبير"، استخدم في بنائها 90 ألف كأس وصحن وملعقة من مواد أعيد تدويرها. أما نسخة "برج خليفة" التي تشق كبد الليل مثل رمح بارتفاعها البالغ 16 متراً، فمصنوعة من 330 ألف زجاجة دواء صغيرة مُلِئَتْ مياهاً ملونة.
"لأن حدائق المدن تموت مع أفول شمس النهار، شيّدنا هذا المنتزه الذي تتوارى أشجاره خلف الضوء" تقول علياء مالك، رئيس مكتب الترويج والبرامج الترويحية في إدارة الحدائق العامة والزراعة بدبي. تتابع علياء بنبرة المتحمس "إنها أول حديقة للترفيه والتعليم في دولة الإمارات. أما الهدف الرئيس من إقامتها فهو بعث رسالة إلى العالم تؤكد التزام دبي إعادة التدوير وخفض الانبعاثات الكربونية".
وبالفعل، فقد بُنيت المجسمات الضوئية ثلاثية الأبعاد التي تزخر بها "حديقة دبي المتوهجة" من مواد أعيد تدويرها؛ مثل قنينات الماء وعبوات الدواء وأطباق الخزف ومخلفات البلاستيك المصهورة. وفي سبيل تأمين الإضاءة الليلية المناسبة لـ23 عملاً ومشهداً مختلفاً تحتشد في جنبات الحديقة، استعان الخبراء بأكثر من ثلاثة ملايين مصباح ثنائي الصمامات (LED) موفرة للطاقة، تستهلك أقل من 600 كيلواط من الكهرباء، وهي كمية محدودة للغاية إذا ما قيست بمساحة الحديقة التي تتجاوز 160 ألف متر مربع من المسطحات الخضراء.