23 مارس 2014
بقلم: يودهييت باتاشرجي
عدسة: ديف يودر
كانوا قد قضوا عشرة أيام في استطلاع مواقع أخرى في أتاكاما، أحدها في الجانب الأرجنتيني من الصحراء ذاتها. وها هم الآن (أي في تلك الصبيحة من مايو) يبحثون عن طريق مؤدية إلى هضبة شاجنانتور، مُستعينِينَ بخريطة حصل عليها أحدهم، وهو عالم فلك تشيلي يدعى هيرنان كينتانا، من الجيش التشيلي. تقع الهضبة على ارتفاع خمسة آلاف متر، أي ما يناهز ارتفاع المخيمَين الأساسيين لجبل إيفرست.
تشتهر صحراء أتاكاما بأنها من أكثر بقاع الأرض جفافاً، حيث يقل المعدل السنوي للأمطار عن سنتيمتر ونصف؛ ويُعزى ذلك إلى جبال الأنديز التي تشكل حاجزا أمام الغيوم المتجمعة فوق الأمازون شرقاً، وإلى كون رياح المحيط الهادي المتجهة غرباً لا تحمل سوى قدر شحيح من الرطوبة عندما تمر فوق تيار بيرو البارد ("تيار هامبولدت" سابقاً). وكان بُعدُ هذه الصحراء وهواؤها الرقيق الجاف غير المضياف -والمثالي لمراقبة السماء ليلاً- قد جذب في السابق مشروعات متعددة لإقامة مَراقب (جمع مِرقاب أي تلسكوب) كبيرة ومتعددة الجنسيات. كان جُل تلك المشروعات يركز على تصميم مَراقب لرؤية جزء الكون المرئي في نطاق الأطوال الموجية البصرية، أي جزء الطيف الضوئي الذي يمكن للعين البشرية رؤيته.
كان كينتانا ورفاقه الأربعة يستطلعون مكانا يصلح لمرقاب من نوع مختلف: مرقاب مصمم لاختراق ستائر الغبار والغاز التي تغلف المجرات وتحوم حول النجوم وتمتد عبر مساحات الفضاء ما بين النجوم. يستغرق مشروع المرقاب نحو 20 سنة ويتطلب تصميمه وبناؤه أكثر من مليار دولار.
لكن، عليهم أولاً أن يجدوا المكان الأنسب تحديداً.
التتمة في النسخة الورقية