18 July 2019
رويترز
كشفت دراسة جديدة أن بإمكان الحكومات وقف الانزلاق المستمر للغطاء الجليدي لغرب أنتاركتيكا (القارة القطبية الجنوبية) في المحيط، وما قد يتبعه من غمر لمدن ساحلية، عن طريق تدشين مشروع هندسي يهدف لكساء سطحه بالجليد الصناعي. ويعتقد علماء بأن ظاهرة الاحتباس الحراري سببت بالفعل قدرا كبيرا من ذوبان الجليد عند القطب الجنوبي، لدرجة أن الغطاء الجليدي العملاق في طريقه للانهيار؛ وهو ما سيسفر في نهاية المطاف عن ارتفاع مستوى سطح البحر عالميا بنحو ثلاثة أمتار على الأقل خلال القرون المقبلة. ويتصور المشاركون في الدراسة -المنشورة في دورية "ساينس أدفانسيس"- استخدام 12 ألفا من توربينات الرياح لرفع مياه البحر بنحو 1500 متر إلى السطح، حيث ستتجمد متحولة إلى جليد في محاولة للضغط على المنطقة تحته ومنع استمرار انهيارها.
وقال "أندرس ليفرمان" أستاذ لدى "معهد بوتسدام" الألماني للأبحاث المتعلقة بتأثير المناخ، ومشارك في الدراسة: "لقد أيقظنا بالفعل المارد عند القطب الجنوبي". وأضاف: "نحن بالفعل عند نقطة اللاعودة إذا لم نفعل شيئا.. يمكننا إعادته إلى نقطة الاستقرار بتدخل بسيط الآن، أو بتدخل أكبر وأكبر لاحقا". ومع تزايد موجات الجفاف والسيول والعواصف وحرائق الغابات المرتبطة بتغير المناخ في أنحاء العالم، بدأ بعض العلماء التفكير بجدية في سبل للتدخل كان سيُنظر إليها قبل سنوات قليلة فقط على أنها غير عملية. ومثل كثيرين غيره من علماء المناخ، قال ليفرمان إن الأولوية العاجلة حاليا هي لتنفيذ التخفيضات السريعة في انبعاثات الكربون اللازمة للوصول إلى درجات الحرارة المستهدفة بموجب اتفاق باريس للمناخ المبرم عام 2015.
ورغم أن ليفرمان قال إن الارتفاع الكامل المتوقع في مستوى البحر بسبب انهيار الغطاء الجليدي لغرب أنتاركتيكا قد لا يظهر قبل مئات السنين، فقد ذكر أنه ينشر ورقته البحثية بدافع القلق على مصير السكان الذين يقيمون في أراض على مستوى منخفض. وأضاف ليفرمان: "ارتفاع مستوى البحر بسبب [ذوبان] غرب أنتاركتيكا، سيؤدي في نهاية المطاف إلى غمر هامبورغ وشنغهاي ونيويورك وهونغ كونغ".