تختبر منظمة "أطباء بلا حدود" في مالي تكنولوجيا جديـدة، تـدعى "بيـك" (PEEK)، تعمـل بواسـطة الهاتف المحمول يمكنها المساعدة في تشخيص حالات الأطفال المصابين بالملاريا الدماغية، وهي حالة مرضية فتّاكة يمكنها أن تؤدي إلى الوفاة إن لم تعالج في الوقت المناسب.
وكلمـة "بيـك" اختصار لـ"أداة فحص العيون المحمـولـة" (Portable Eye Examination Kit) ومهمتها مساعدة الأطباء في الأماكن النائية على تشخيص أمراض العيون باستخدام أي هاتف ذكي عادي. وفي هذا تقول "إستريلا لاسري" -استشارية الأدوية الاستوائية لدى "أطباء بلا حدود"- إنه لطالمـا افتقـدت الفـرق الطبيـة الميـدانية إلى طريقة أسهــل لتشخيـص أمـراض الأطفـال في المناطـق الاستوائية الفقيرة، ذلك أنه يصعب التفريق بين الملاريا الدماغية وبين أمراض أخرى مثل التهاب السحايا في ظل غياب التجهيزات الملائمة، وبالتالي نعجز عن تحديد العلاج المناسب في الوقت المناسب. وتضيف "لاسري": "لا يمكن أخذ عينات من الدماغ في تلك الأماكن النائية، لكن ثمة طريقة أخرى للنظر داخل الدماغ من خلال فحص الجزء الخلفي من العين؛ فشبكية العين مرآة لما يحدث في الدماغ".
وتتلخـص طريقـة استخـدام "بيـك" في تـزويد هاتـف الطبيب المحمول بأنبـوب اسطـواني مهمته توجيـه ضـوء الهاتـف إلى حدقـة عيـن المريـض، وتحديداً إلى شبكية العين وأنسجة أجزائها الخلفية، ما يتيح التقاط صورة دقيقة للشبكية. ولاحقاً يتم حفظ الصور في تطبيق "بيك" ومن ثم تصفحها لإلقاء نظرة دقيقة ومتمعّنة. كما يمكن الحصول على آراء أطباء متخصصين آخرين حول العالم عن طريق إرسال الصور باستخدام البريد الإلكتروني.
وتأمل المنظمة أن تتمكن من استخدام "بيك" في الأماكن التي تشهد أعداداً كبيرة من الأطفال الذين يعانون من الملاريا الدماغية، وعلى وجه التحديد في دول شرق وغرب إفريقيا. كما يعمل المطورون عل ترقية التطبيق الجديد بحيث يتمكن من رصد التغيرات التي تصيب شبكية العين لدى المصابين بالسكري وبفيروس نقص المناعة المكتسبة، للتنبؤ بأي مضاعفات قبل حدوثها.
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز