في عربة الريكشو بصحبة أورانغوتان مختطَف
بانوت هاديسيسْوُوْيو متخصّص بمجال حفظ الطبيعة
تصنع قِرَدة أورانغوتان التي تعيش على جزيرة سومطرة أعشاشها في غابات النخيل عادةً. ولكن في يومٍ من أيام عام 2014، أبصر "بانوت هاديسيسْــوُوْيو" قـرد أورانغــوتان يطوف شوارع "ميدان" -كبرى مدن الجزيرة- محمولاً في عربة ريكشا. عندها، انطلق الرجل بسرعة وهو يلاحق العربة على قدميه وسط الطريق؛ ذلك أن صاحبنا هذا يُدير "مركز المعلومات الخاص بقِرَدة أورانغوتان"، وهي منظّمة غير حكومية لإنقاذ القِرَدة المعرّضة للانقراض. يقول: "قفزْتُ على عربة الريكشو وأجبرتُ سائقها على الوقوف". بعد ذلك، قام هاديسيسْوُوْيو بوضع السائق -وكان تاجر حيوانات برّية- قيد الاعتقال المدني، ثم طلب المساعدة من موظّفيه. وبعد ثلاث ساعات، وصلت الشرطة.
قليلاً ما يكون عمل هاديسيسْوُوْيو بهذا المستوى من الإثارة.. كما أنه نادراً ما يكون سهلاً يسيراً. إذ إن مستكشف ناشيونال جيوغرافيك الناشئ هذا، يُمضي جل وقته وهو يحاول صدّ شركات صناعة زيت النخيل وغيره من المنتجات الأوليّة، عـن إزالـة الأحـراج الموجـودة في منظومة "لويزر" البيئية، وهي إحدى أكبر الغابات المطرية الخفيضة في آسيا. وقد عمل هاديسيسْوُوْيو يداً بيدّ مع مصوّرين يستعملون طائـراتٍ بلا طيّـار لتحـديد مناطـق يتوجَّب حمـايتها في المنظومة، ليس لمصلحة قِرَدة أورانغوتان فحسب، بل كذلك لحماية قطعان الكركدنّ والببر.
وعـلى خـلاف الفِيَلـة والكركدنـات، التي تُهرَّب أعضاؤها بعد قتلها، فإن قِرَدة أورانغوتان تُهرَّب في الغالب حيّة كما هي (فوداعتها تجعلها مؤهّلة لأن تكون حيوانات أنيسة جذّابة). وصحيحٌ أن قلّةً من المعتدين قد حُوكِموا في إندونيسيا، وأن الأقل منهم هم الذين أُدينوا فيها، إلاّ أن هاديسيسْوُوْيو وفريقه يُحرزون تقدّماً. فمنذ عام 2001 استطاعوا إعادة أكثر من 1000 هكتار من الغابات إلى الأراضي التي تمثّل الموطن الطبيعي لهذه الحيوانات. أما إنْ كنتَ تتساءل عن تتمّة قصة القرد المختطَف بعربة الريكشو، فنحبّ أن نطمئنك بأن تاجر الحيوانات البرّية خضع لاستجواب الشرطة، وأن الحيوان أُعيد إلى البراري. -Daniel Stone
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز