كثيرا ما يتشوه منظر الأحياء السكنية والمدينة -عموما- عندما يقوم ملاك المنازل ببناء غرف إضافية بجانب التصميم النهائي للمنزل، وتتفاقم المشكلة حينما تكون الإضافات عشوائية.
في مسعى حقيقي لتغيير فكرة المنازل الثابتة وتحويلها إلى المرنة وجعلها أكثر استدامة، ابتكر فريق بحثي يرأسه الدكتور "خالد جلال أحمد" في قسم الهندسة المعمارية لدى "جامعة الإمارات العربية المتحدة" بمدينة العين، نموذجا لمنازل سكنية تسمى "المنازل ذات البناء القابل للتعديل بواسطة السكان"، والتي يمكن تعديلها وجعلها أكثر مرونة؛ لتلبي احتياجات أفراد المجتمع المتغيرة. إذ قام الفريق بتحويل أحد نماذج برنامج الإسكان الاجتماعي إلى "وحدة نموذج" استخدم فيها ألواحا إنشائية قابلة للتحريك والتعديل، وهي خير بديل عن الجدران والأرضيات الإسمنتية الثابتة التي تُبنى داخل المنزل وخارجه.
إذ ينبغي للجهة المعنية بالبناء والتشييد أن تُنشئ الهيكل الأساسي للمنزل القائم على الأعمدة والعوارض فقط، فيما يحدد مالك المنزل المساحات المرادة لكل غرفة، عبر تحريك الألواح السميكة والخفيفة المصنوعة من مادة "بولي يوريـثيـن" (Polyurethane) المضغـوطة بين طبقتين خارجيتين من الألياف الخشبية المعالجة، وتثبيت تلك الألواح باستخدام البراغي في مواضعها ضمن هيكل المنزل بدقة.
يقول أحمد: "نظرا لما تتمتع به هذه المادة من قدرات هائلة على تحمل القوة المركزة والأوزان الثقيلة وعمليات الضغط والرفع، تم استخدامها لصناعة ألواح هذا المنزل". تمثل هذه الألواح حلا مثاليا للاستدامة إذ يمكن أن تصل مدة صلاحيتها إلى نحو 25 عاما أو أكثر، ويمكن إعادة تدويرها ومعالجتها عند تعرضها للضرر أو الكسر، وهي ذات وزن خفيف وتُستخدم أرضية وجدارا للمنزل في آنٍ واحد. يقول أحمد إن من شأن هذه المنازل العمل على تحقيق عدة أهداف رئيسة؛ منها المساهمة في استدامة المدينة، والحد من مخاطر التوسعات العشوائية لدى المناطق السكنية، وتلبية المتطلبات المتغيرة لدى الأسرة من خلال إمكانية توسيع مساحات الغرف أو تقليلها حسب رغبة أفرادها.
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز