يضم الشمال الهندي شبكةَ مياهٍ متراميةِ الأطراف، تمتد من الروافد المُوحِلة لنهر "الإنـدوس" غـربـاً إلى ضفـاف نـهـر "الغـانْج" المقدس، على طول السهول الوسطى وتيارات نهر "براهمابوترا" التي تنتشر على مدى عشرات الكيلومترات إلى الشرق. وتساعد الجداول والقنوات المائية والمستنقعات والسدود وسيول الأمطار الجارفة، في ري أراضي هذا البلد الغاص بالسكان. لكن رغم هذه الشبكة الواسعة من الأنهار، فإن المنطقة تعيش واحدةً من أشد أزمات المياه وطأةً في الوقت الراهن.
في عام 2018، كشفت دراسة حكومية أن ما يقرب من نصف سكان الهند (نحو 600 مليون شخص) يعيشون على إمدادات مائية شحيحة أو ملوثة. كما يموت نحو 200 ألف هندي كل عام من جرَّاء تلوث المياه. وتتوقع الدراسة أيضاً أن ينضب مخزون المياه الجوفية في أزيد من عشرينَ من حواضر الهند الكبرى -منها نيودلهي وبنغالور وحيدر أباد- في أقل من عامين.
عاينتُ هذه الكارثة البيئية الزاحفة ببطء على الهند، في أثناء تجوالي مئات الكيلومترات عبر مناطق طبيعية ريفية لا يزورها الأجانب إلا نادراً. ففي ولاية "ماديا براديش" -على سبيل المثال- التقيتُ راعياً يبلغ من العمر اثني عشر ربيعاً، واسمه "شايلندرا" (الصورة أعلاه)، كان يسقي ماعِزه على ضفة نهر "شامبال"، وهو أحد الأنهار التي تسعى الحكومة إلى ربطها بالمجاري المائية الأخرى ضمن خطة حازمة لإعادة توزيع مصادر المياه في البلد.
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز