تنطوي عملية التوالد لدى جنس أحصنة البحر على نسق من نوع مختلف. فالأنواع الخمسة والثلاثون لهذا الجنس من أحصنة البحر تتميز بطابع فريد في مملكة الحيوان؛ إذ تحبل الذكور بدلا عن الإناث.. وبشكل غزير ووافر.
لكن قبل الحمل يبدأ الرقص بغرض التودد والمغازلة. فخلال طقس تزاوج يستغرق أياماً بأكملها، يسبح زوج من أحصنة البحر معاً في انسجام تام لساعات؛ وفي بعض الأحيان يلتقي خطماهما ويتشابك ذيلاهما أثناء الرقص. وفي ذلك تقول "ليسلي ماتسوسيجي"، نائبة القيّم على "مربى بيرتش المائي" التابع لـ"مؤسسة سكريبس لعلم المحيطات" في كاليفورنيا: "هل سبق لكم رؤية ذلك المشهد الذي يُظهر حصانَي بحر وهما يشكلان بجسميهما شكل قلب؟ إن هذا الأمر أقرب ما يكون للواقع".
إن ذلك الوضع الرومانسي يعمل على تقريب عضو الأنثى الذي يضع البيض إلى فتحة "جراب الحضن" في جذع الذكر، فتضع فيه مئات البيضات التي يقوم الذكر بتخصيبها ويغلق عليها داخل جرابه حيث تنمو لتصبح أسماكاً صغيرة.
أما ذكور السمكة الأنبوبية وتنين البحر، وهما من أقرباء أحصنة البحر، فتقوم بحضن البيض داخل أغطية أو رقع على أجسادها. وتنفرد ذكور أحصنة البحر باستخدام جراب مغلق شبيه بالرحم.
بعد فترة حمل تتراوح حسب الأنواع ما بين 14 و28 يوماً، يحس الذكر ببعض الانقباضات والتشنجات التي تفضي إلى لفظ الصغار، إذ يمكن أن يصل النتاج إلى 1500 في كل حضنة. ولكن لا يبقى إلا عدد قليل من تلك الصغار على قيد الحياة، فهي تنفق عندما تُدمَّر مواطنها الطبيعية أو عندما تسقط فريسة لمطارديها أو ضحية صيد طارئة. وغالباً ما تُباع بصفتها تحفاً، إذ يُستخدم في كل سنة زُهاء 25 مليوناً منها في الطب الصيني التقليدي. وتقول ماتسوسيجي إن من حسن حظ هذه المخلوقات أنها تتكاثر بأعداد كبيرة، إذ يمكن لبعض الذكور أن تلد المئات من الفراخ في الصباح وأن تحبل مرة أخرى مع حلول الليل. -باتريسيا إدموندز
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز