ربما تكون الأسنان أكثر الأعضاء أهمية لدى الفيل كما يقول ديفيد فاغان المتخصص في طب الأسنان البيطري. ويُعزى سبب ذلك إلى شهية هذا الحيوان ونهمه؛ فالفيل الذي يعيش في مناطق السافانا الإفريقية يلتهم ما بين 180 و270 كيلوجراماً من النباتات يومياً، في حين يستهلك الفيل الآسيوي 140 كيلوجراماً. ويتطلب هضم تلك الكميات الكبيرة من الطعام عملية مضغ مستمرة، مما يؤدي إلى اهتراء أسنان الفيل وتآكلها حتى تصبح مع مرور الوقت عديمة الفائدة فتسقط من تلقاء نفسها.
وإذا كانت الثدييات الأخرى، في المجمل، تمتلك طقمين من الأسنان خلال حياتها، فإن الفيَلة تستبدل ستة أطقم. عندما يكون فيل السافانا صغيرا في العمر، يستمر كل طقم (مكون من أسنان في الأعلى تقابلها أخرى في الأسفل) في مكانه مدة تقارب ثلاثة أعوام؛ أما عندما يتقدم به العمر وتقل كمية الطعام التي يستهلكها يوميا، فإن الطقم الواحد يمكن أن يستمر مدة عشرة أعوام. وخلافاً للأسنان البشرية التي تنبت من خط اللثة، فإن أسنان الفيل تبدأ من مؤخرة الفم حتى تبلغ مقدمته فتعوّض الأسنان المفقودة، في حركة شبيهة بالحزام الناقل. ويستمر هذا النظام في عمله بمنتهى النجاعة إلى أن تسقط أسنان الفيل كلّها ِتباعاً. وغالبا ما تستسلم الفيلة المعمَّرة (تعيش حوالى 70 عاما في الأَسر) للموت جوعا بسبب عجزها عن المضغ. -دانيال ستون
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز