اِنطلِقْ في مغامرة ساحلية، ثم امشِ على رسلك على طول الممرات الجبلية.
تُطالِع الزائرَ لوحةٌ إعلانيةٌ على جدارٍ يطل على موقف سيارات في "سوانزي" الويلزية، كُتب عليها: "زِدْنِي من الشعر أبياتًا". هل النداء موجَّه إلى السكان المحليين؟ على الأرجح هو رسالة للعالم بأسره؛ لأني أرى أن ويلز بلد الشعراء. يكفي المرءَ أن يقود سيارته خارج أي مدينة من مدن ويلز حتى يجد نفسه إزاء مناظر تفوق الخيال: سفوحُ جبالٍ تُزينها أزهار الجريس، أطلالُ قلعة شاخصة على الصخور تعصف بها الرياح، سواحل صخرية يُتلِف سكينَتها صخب الفقمات، ووديانٌ يكسوها غطاءٌ نباتي متنوع.
تُعد مدينة سوانزي الساحلية بوابة شبه جزيرة "جاور"، وهي أول ما أَدرجت الحكومة البريطانية ضمن قائمة "المناطق ذات الجمال الطبيعي الأخّاذ" في عام 1956. وتضم ويلز خمس مناطق ذات جمال طبيعي أخاذ، بالإضافة إلى ثلاثة منتزهات وطنية.
وتختزل ثلاثة مسارات جديدة للرحلات، تسمى مجتمعةً "طريق ويلز"، أفضل ما في هذه الأرض العريقة. إذ تُوصف بأنها تمتلك من المقومات الأساسية ما يجعل السفر عبرها تجربةً فريدة. وتُعد "طريق كامبريان" الأطولَ من بين المسارات الثلاثة، ويبلغ طولها 300 كيلومتر وتمتد من الشمال إلى الجنوب على طول المرتفعات الجبلية المتعرجة للبلد. فأما "الطريق الساحلية" البالغ طولها 290 كيلومترا، فتقع بين قمم الجبال والبحر، وتلتف حول "خليج كارديغان" على الساحل الغربي. وأما "طريق شمال ويلز"، الغنية بالقلاع التاريخية، فتتبع طريقا عمرها مئات السنين بطول 120 كيلومترا تمتد من شمال شرق "كوينسفيري" إلى المنحدرات في "هولي هيد" على جزيرة "أنغلسي".
ويُعد كل من هذه المسالك الثلاثة بوابة تنطلق بالزائر إلى بَراح الهواء الطلق. وعلى الساحل الغربي في "بِيمْبْرُوكْشَاير"، يعانق ممارسو رياضة ركوب الأمواج مرتفعات مائية شاهقة في شاطئ "فْرِشْ وُوتر وِسْت"، وهو موقع بطولات ويلز الوطنية لركوب الأمواج. ويُمْكن للمتسلقين السير على خطى " السِّيرْ إدموند هيلاري" الذي استعد لصعود قمة "إيفرست" باعتلائه قمة "جبل مونت سناوداون" البالغ ارتفاعها 1085 مترًا. وفي "منتزه سنودونيا الوطني"، يعد نهر "ترايورين" الوجهة المفضلة لركوب قوارب الكاياك السريعة في بريطانيا. وفي ثمانينيات القرن الماضي، ابتدع أهل ويلز وسيلة جديدة لحفز الأدرينالين في الجسم تسمى "كُوسْتِيرِينْغ" (coasteering). ويمكن أن تشمل رياضة المغامرات الشعبية هذه تسلق الصخور والقفز عن المنحدرات الصخرية واستكشاف الكهوف البحرية والسباحة.
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز