رحلــة تتفجـر بالروائــع

قليلة هي الرحلات التي تمكّنك من مشاهدة أروع المناظر الطبيعية ليلًا. وبالطبع، قليلة هي الرحلات كذلك التي تأخذك إلى حافة تطل على بركان لا يتوقف عن الثوران. في أعالي "سييرا مادري" بغواتيمالا، يُعد بركان "فويغو" أعجوبة جيولوجية أصبحت مع الوقت مركز تجربة سياحية فريدة من نوعها. إذ يمكن مشاهدة البركان بصورة أفضل من ارتفاع جاره، بركان "أكاتينانغو" الخامد حاليًا، والذي يبلغ ارتفاعه 3976 مترًا، وهو الجبل الثالث علوًّا في غواتيمالا. ورحلة المشي الشاقة نحو القمة، تسير بالزوار من مزارع البُن الخصبة عبر غابات تعانق السحاب، إلى التضاريس الخيالية على مقربة من القمة. من هناك، يحظى المغامرون بمكافأة تتخذ شكل منظر طبيعي لا يُصدق لبركان "فويغو" وهو ينفث الأدخنة والرماد إذْ تهتز الأرض تحت أقدامهم. نقطة البداية الأكثر طبيعية للرحلة هي مدينة "أنتيغوا غواتيمالا" الصغيرة المرصوفة بالحصى والتي تعود لعهد الاستعمار. وحتى أواخر القرن الثامن عشر، كانت أنتيغوا بمنزلة عاصمة لغواتيمالا. وفي وقت لاحق أصبحت مركزًا لإنتاج البن ومؤخرًا موقعًا للتراث العالمي لدى منظمة "اليونسكو"، وهو التميز الذي حمى تراثها المعماري الإسباني الغني. على ارتفاع 1520 مترًا فوق مستوى سطح البحر، توفر المدينة للمغامرين الشجعان مكانًا للتأقلم مع الارتفاع والاستمتاع ببعض المأكولات المحلية؛ بدءًا من حساء "سوشِيتل" (xóchitl) الشهي في مقهى "كونديسا" إلى شريحة اللحم الشهية التي يقدمها مطعم "لاس أنروشاس". نصيحة لمن يتحلون بالحكمة: امتنعوا عن التدخين أو أي طعام أو شراب من شأنه أن يجعلكم تتمايلون في المشي على ارتفاع 3000 متر.
يتوجه المتنزهون، سواء أكان معهم مرشد سياحي أم لا، إلى قرية "لا سوليداد"، حيث ينطلقون في رحلتهم. تستغرق الرحلة إلى المخيم الرئيس في "أكاتينانغو" مدة تتراوح من خمس إلى ست ساعات في المتوسط، وذلك وفقًا لسرعة المشي وظروف الطقس. وتقدم بعض الجولات خيار ركوب الخيل للمشاركين الذين يميلون إلى الركوب [بدلًا من المشي على الأقدام]. ولكنْ ليكن في علمك: يجب أن تتم المرحلة الأخيرة من التسلق نحو قمة "أكاتينانغو" سيرًا على الأقدام. صحيح أنه يمكن إكمال الرحلة ذهابًا وإيابًا في يوم واحد على مدار 10 إلى 12 ساعة، إلا أن كثيرًا من المشاركين يختارون رحلة على مدى يومين، حيث يبيتون في المخيم الرئيس قبل خوض الرحلة الأخيرة إلى فوهة "أكاتينانغو".