في مختلف المسطحات المائية غرب القارة السمراء، تجول مخلوقات لطيفة ومسالمة، يُعَدُّ وجودها ضروريًا للنظم البيئية.
27 مايو 2024
في مختلف المسطحات المائية غرب القارة السمراء، تجول مخلوقات لطيفة ومسالمة، يُعَدُّ وجودها ضروريًا للنظم البيئية. هناك ما يُقدر بنحو 10 آلاف من خراف البحر الإفريقية المنتشرة في مياه 21 دولة غرب ووسط إفريقيا، وتعد كذلك من أكثر الأنواع المهددة بالانقراض نظرًا لتقلص الموائل والصيد الجائر من بين أسباب عدة.
لم يحظ خروف البحر بحظ وافر من الدراسة، إذ تقف تحديات عديدة حائلًا بين إجراء الدراسات اللازمة حول هذه الكائنات، بما في ذلك موائلها النائية التي تشمل كلًا من البحيرات في الغابات الاستوائية المطرية، والأنهار الواقعة على حافة الصحراء الكبرى، والجزر الساحلية في المحيط الأطلسي، وموائل أخرى على امتداد الساحل الأطلسي الإفريقي. تمتاز خراف البحر، على الرغم من طبعها المسالم، بالقوة والمرونة والقدرة على التكيف مع الظروف الصعبة. وهي ثدييات كبيرة عاشبة يصل وزنها إلى نحو 400 كيلوجرام، وقد يبلغ طولها 4 أمتار. رشيقة خفيفة الحركة رغم وزنها الثقيل، إذ تستخدم زعانفها الأمامية للتوجيه وذيلها المستدير كالمجداف وسيلة للدفع والتوازن.
تعيش الخراف غالبًا حياة انطوائية، لكنها قد تكون مجموعات كبيرة حين تلتقي في المناطق الغنية بالموارد خلال مواسم التزاوج. وتتواصل مع بعضها البعض عبر مجموعة متنوعة من الأصوات التي تشبه التغريد والصفير والصرير. وتلعب هذه الأصوات دورًا جوهريًا في التفاعلات الاجتماعية، حيث يحمل كل صوت معنى وهدفًا محددًا.
يتكون غذاؤها في المقام الأول من الأعشاب البحرية وأنواع مختلفة من نباتات المياه العذبة والمالحة. وتستهلك خراف البحر كمية كبيرة من الطعام في اليوم الواحد قد تعادل 15% من وزنها! ونظرًا لحجمها الكبير وحاجتها المستمرة لتناول الطعام، فإنها تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل النظام البيئي تحت الماء والحفاظ عليه عبر التحكم في نمو الغطاء النباتي. كما أنها تستبدل أسنانها باستمرار طوال حياتها، مما يشبه إلى حد ما كيف يفقد الأطفال أسنانهم اللبنية لتنمو لهم أسنان جديدة مكانها. يصل متوسط عمر خراف البحر الإفريقية إلى 40 سنة، إلا أن وجودها يُعَد مُهددًا بمخاطر عديدة منها الصيد العشوائي، وفقدان الموائل المائية، والتلوث البيئي، بالإضافة إلى الوقوع ضحية شبك الصيد والاصطدام بالسفن. مما يُسلط الضوء على ضرورة حماية هذه الكائنات للحفاظ على التوازن البيئي لكوكب الأرض. وإن كنت ترغب بالتعرف على خراف البحر الإفريقية من قرب، فستجد اثنين منها بانتظارك لدى "ناشونال أكواريوم أبوظبي" حيث خصصت لهما مساحة جديدة مطابقة لموئلهم البري. يُعرف ناشونال أكواريوم أبوظبي بمساهمته الفعّالة في جهود الحفاظ على البيئة من خلال شراكاته مع الصندوق الإفريقي للحفاظ على الأحياء المائية وصندوق محمد بن زايد للحفاظ على الكائنات الحية. كما أنه يضم فريقًا متخصصًا من الباحثين الذين يدرسون سلوك وبيئة خراف البحر الإفريقية، مما يمكنهم من تطوير استراتيجيات فعّالة لحماية مستقبل هذه المخلوقات في موائلها الطبيعية. إلى جانب توعية الجمهور بأهميتها لسلامة النظم البيئية.
بدأت مياه بحر آرال بالجفاف قبل 60 سنة مخلفةً وراءها صحراء مُجدِبة. ما الدروس المستفادة من هذه الكارثة البيئية، وكيف نتجنب وقوعها في أجزاء أخرى من العالم؟
أعلنت محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية عن نجاحها في إعادة توطين الحمار البري الفارسي في المملكة، مُسجلةً بذلك عودة هذا النوع إلى أحد موائله الفطرية بعد غيابٍ امتد لأكثر من قرن.
ما بين الرفاهية والمغامرة، إليك 10 وجهات وتجارب فريدة نرشحها لك في العام المقبل