يمكن للتصوير الفوتوغرافي، بفضل قدرته على التقاط المشاهد التي لا يمكن تمييزها بالعين البشرية، أن "يعلمنا رؤية العالم من جديد".
1 ديسمبر 2023
كنت أحلم في طفولتي بأن أصبح عالم أحياء بحرية وأن أعيش إلى جوار البحر. وإذْ نشأت في إحدى ضواحي أتلانتا غير الساحلية، فقد عشت ذلك الخيال عبر إنشاء أحواض السمك بالمنزل. وفي الرابعة عشرة من عمري، بدأت العمل في متجر للأحياء المائية لدى الحي حيث كنت أعيش. وفي ربيعي السادس عشر، كانت لدي سبعة أحواض سمك في المنزل. ثم تعرفت في سن العشرين إلى المصور "ديفيد ليتشفاغر" الذي وظفني لمساعدته في مَهمة لدى ناشيونال جيوغرافيك عن الحياة البحرية.
أمضينا عشرة أيام على متن سفينة الأبحاث "أوسكار إلتون سيتي" التابعة لِـ"الإدارة الوطنية (الأميركية) للمحيطات والغلاف الجوي"، وهي تُبحر قبالة ساحل "كونا" في هاواي. كانت مَهمة ديفيد هي التوثيق للتنوع البيولوجي المذهل الموجود على سطح المحيط. وكان دوري هو جمع العيّنات لتصويرها. وكنت في كل ليلة، بعد انتهاء سفينة "سيتي" من مَهمتها العلمية، أُلقي مصباحًا عائمًا على الجانب الأيسر من السفينة. فكانت تخرج كائنات غامضة من الأعماق، مثل فَراش الليل الذي ينجذب إلى اللهب، بحثًا عن ضوء المصباح: ثعابين صغيرة تلمع، وسرطانات بحر صغيرة شفافة، وحبار يتلألأ. وكنت أعمد إلى انتقاء ممثل عن كل نوع بعناية وإعداد أحواض لإيوائها في انتظار أن يلتقط ديفيد صورتها الساحرة. أشعرتني تلك الأمسيات على متن السفينة كما لو كنت في كوكب آخر. وفي نهاية كل ليلة، كنت أجلس فأنبهر بمجموعتي المدهشة. ولم أتخيل قَط أن هذه الكائنات الغريبة يمكن أن توجد في محيطاتنا. كانت عيناي مركزتين على الأحواض، واهتمامي موجه نحو هذه الكائنات الغريبة. لكنني لم أكن أدرك السحر الحقيقي لِما كان أمامي حتى رأيت ما كان يلتقطه ديفيد من صور لهذه الكائنات التي كنت أجمع. وكانت المفاجأة الكبرى هي الصورة التي التقطَها لصغير سمكة المفلطح (الظاهرة في الصفحة المقابلة). لقد اصطدتُ هذه السمكة مصادفةً إذ كنت أطارد هدفًا أكثر وضوحًا. ولم ألاحظ أن مقلتيها الصغيرتين تحدقان بي إلا وأنا أفتش في وقت لاحق محتويات وعاء التجميع. أما السمة الأخرى الوحيدة التي تمكنت من تمييزها فكانت البِنية المتلوية نوعًا ما لجسمها الشفاف. لكن الصورة التي التقطها ديفيد لهذه السمكة المفلطحة كشفت عن عالم من التفاصيل عجزت حتى عيناي المتلهفتان عن ملاحظته. فقد ضخمت عدسته الكبيرة أضلاع السمكة بمفاصلها الدقيقة. وتجمدت حركتها بفعل تقنية التعريض الضوئي السريع؛ مما ساعد على إتاحة رؤية واضحة المعالم. وأبرز ضوءٌ مركزٌ بدقة أطيافَ قوس قزح المتوارية في جلد السمكة المفلطح. وأزالت الخلفية السوداء كل عوامل التشتيت حتى يتركز انتباهنا على الجمال الموجود. وبعد مرور أعوام على هذا المشروع في هاواي، كنت أغوص ليلًا بالشعاب المرجانية الضحلة في بولينيزيا الفرنسية. وفجأة، ظهر من بين الظلام صغير آخر من صغار السمك المفلطح واستقر فوق قناع التنفس لدي. وفي تلك المرة كنت أعرف ما ينبغي لي البحث عنه. فوجَّهتُ مصباحي الكاشف نحو تلك السمكة الصغيرة وظهرت لي الألوان المتلألئة والعظام الر
لتتمكن من قرأة بقية المقال، قم بالاشتراك بالمحتوى المتميز
أثار اكتشاف كاميرات المراقبة الحساسة ثعلب "بلانفورد" الخجول والمهدد للانقراض، حماس الخبراء البيئيين، ضمن مبادرة "راقب الطبيعة"؛ إذ تم رصده في "وادي الوريعة".
توجد الفُطريات داخلنا، وعلينا، وفي كل مكان حولنا. وقد حان الوقت للتعرف إلى ما يجاورنا من فُطريات رائعة وتسخيرها لمصلحتنا.