أشباح غابات

تحوم سمكة سلور "مسطحة الرأس" فوق عش من البيوض، مع انحسار "النهر الأسود" حواليها. تقاوم أشجار السرو الأجرد -وأشجار المستنقعات الأخرى- الفيضانات والجفاف. يؤوي النهر، فضلًا عن السلور، زهاء 30 نوعًا نادرًا أو معرضًا لخطر الانقراض، والعديد منها يتأقلم تمامًا مع هذه الظروف القاسية.

أشباح غابات

وجد دب أسود في فلوريدا بقعة صالحة لحك ظهره لدى "محمية مستنقع كوركسكرو" التابعة لـ "جمعية أودوبون الوطنية"؛ وهي واحدة من آخر غابات أشجار السرو البكر المتبقية في الولايات المتحدة. أُسست هذه المحمية في عام 1954، وكانت من بين الملاذات الأولى التي عرفت أهمية مستنقعات أشجار السرو بوصفها موئل حياة برية.

أشباح غابات

في إشارة إلى تغير ملامح عالمنا، راحَ البط "المصَفِّر أسود البطن" -نوع بط شائع في أميركا الوسطى- ينتقل شمالًا إلى "محمية مستنقع كوركسكرو" حيث يعشش في أشجار السرو القديمة التي ربما استخدمتها طيور نقار الخشب "عاجية المنقار" وببغاوات كارولينا.

أشباح غابات

أشجار سرو نافقة بسبب الأعاصير، وارتفاع مستوى سطح البحر، والتجريف، تصطف على جانبي جدول "جاكيز كريك" في ليلاند بولاية كارولينا الشمالية. فقد جففت الزراعة والزحف العمراني ملايين الهكتارات من أراضي الغابات الرطبة في القرن العشرين، ويتسبب تسرب المياه المالحة في زيادة الخسائر.

أشباح غابات

لا يعرف الباحثون على وجه الدقة لِمَ تُطلق أشجار السرو "رُكبها" الشهيرة هذه؛ والتي هي جذوع خشبية منثنية تنبت عند قواعدها. وهذه "الركبة" هنا وفرت مقعدًا للسلحفاة "النهاشة" الشائعة في "نهر سواني" بولاية فلوريدا.

أشباح غابات

يستلقي قاطور أميركي في عزلة وسط نباتات الطوبال وأشجار السرو القديمة في "غابة فرنسيس بيدلر" في أودوبون بولاية كارولينا الجنوبية. كان يُنظَر إلى هذه المستنقعات في زمن مضى على أنها أراضٍ قاحلة، لكنها باتت اليوم كنوزًا وطنية؛ إذ توفر موئلًا للكائنات النادرة وتُسهم في السيطرة على الفيضانات والتلوث لدى مستجمعات المياه.

أشباح غابات

أشجار السرو الأجرد هي النوع الخامس قِدمًا من بين الأشجار التي تتكاثر جنسيًا على وجه الأرض. وهذه العيّنة الموجودة على "النهر الأسود" ليست الشجرة الأطول أو الأجمل، لكنها تعود إلى عام 605 قبل الميلاد على أقل تقدير. بل ويعتقد "ديفيد ستال" أن ثمة أشجار أقدم على طول هذا المجرى المائي الهادئ؛ ما يجعلها تستحق الحماية من لدن الحكومة فدرالية.

أشباح غابات

تقف أشجار سرو أجرد حارسةً لشط بحيرة في وسط فلوريدا؛ وقد تعرضت لعصف كبير، من دون أن تنحني. شوهت العواصف شكلها، لكنها على الأرجح أنقذتها من مناشير الحطابين. لم يتبق سوى جزء ضئيل من غابات السرو القديمة في أميركا الشمالية.

أشباح غابات

يخوض ناظر الأراضي "زاك ويست"، في غابة من أشجار السرو الأجرد داخل "محمية النهر الأسود" التابعة لمؤسسة "نيتشر كونسيرفنسي" في كارولينا الشمالية، والتي تُعد موئلًا لبعض من أقدم الأشجار على وجه الأرض.

أشباح غابات

يَكشف لُبّ شجرة سرو من منطقة "النهر الأسود" عن حلقات سميكة ورقيقة ترتبط بدقة بالفترات الرطبة والجافة على مرّ قرون من الزمن. تشير الثقوب الثلاث الموجودة في أقصى اليمين إلى الحلقة التي تؤرخ لعام 500 للميلاد.Mark Thiessen

أشباح غابات

اعتقد العلماء أن عثة "أبو الهول" العملاقة كانت الملقح الوحيد لزهرة السحلبية الشبحية النادرة، إلى أن التقطت كاميراتٌ آلية مخبّأة صورًا لأنواع أخرى من العث وهي تلقح هذه الزهور لدى "محمية مستنقع كوركسكرو" في ولاية فلوريدا.

أشباح غابات

يأخذ "ديفيد ستال"، خبير تحديد أعمار الأشجار، عيّنات من قلب شجرة سرو في "منتزه كونغاري الوطني" بولاية كارولينا الجنوبية. تتيح حلقاتُ شجرة السرو الأجرد تدوينَ أحد أقوى سجلات البيانات المناخية في مجال العلوم؛ إذ تُظهر الأعوامَ الرطبة والجافة على مرّ أكثر من ألفي سنة.

أشباح غابات

تربض هياكل متآكلة من أشجار السرو في مستنقع مياه مالحة باتت تزحف على "نهر سامبيت" في كارولينا الجنوبية؛ وهو منحى مطرد على طول الساحل الشرقي بفعل ارتفاع مستوى البحر. ويقول العلماء إن الولايات المتحدة قد تفقد كل أراضي غاباتها الساحلية الرطبة في أفق عام 2100.

أشباح غابات

وقفت أشجار السرو الأجرد حارسةً للغابات طوال آلاف السنين من تاريخها. والآن باتت تعطينا دروسًا عن ملامح مستقبلنا.

قلم: جول كيه. بورن جونيور

عدسة: ماك ستون

1 نوفمبر 2023 - تابع لعدد نوفمبر 2023

في أحد أيام ديسمبر الباردة، وقف "ديفيد ستال" لدى قمة سُلّم متكئ على شجرة سرو "أجرد" كان عَرضها يوازي طولَه. كان منظره أشبه بخبير أشجار من المستقبل يسافر عبر الزمن، رَمَته آلتُه الزمنية في هذا المستنقع الجنوبي بصحبة مثقاب أشجار. كان ستال قد طفق في استخدام مثقابه لأخذ عيّنات من الشجرة، تحكي قصتها عبر الزمن.
كانت أول عيّنة من قلب الشجرة -بطول 2.5 سنتيمتر- تعود إلى فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى، أمّا العيّنة الخامسة فترجع بالزمن إلى نشأة الولايات المتحدة. وعلى مسافة اثني عشر سنتيمترًا في باطن الشجرة، كان ستال، وهو عالِم لدى "جامعة أركنساس" يَدرس تحديد أعمار الأشجار، قد رجع إلى زمن رحلة "كريستوفر كولومبوس" إلى العالم الجديد. وعندما انتهى من استخراج لبّ الشجرة الذي لم يتجاوز سُمكه سُمكَ قلم رصاص، كان قد كشف عن حلقات كافية لتقدير أن شجرة السرو العقدية هذه انبعثت من مرقدها المغمور بالماء حين كانت الحملات الصليبية في طريقها إلى القدس قبل ألف سنة تقريبًا. غير أن تلك الحلقة الرمادية القريبة من اللحاء والتي بطول سنتيمتر واحد وتؤرخ للفترة من عام 1900 إلى عام 1935، هي التي استوقفت الرجل. يقول ستال إنه بحلول نهاية تلك الفترة، تم قطع زهاء 90 بالمئة من أشجار السرو الأجرد القديمة في الولايات المتحدة. "لم يتبقَ سوى أقل من عُشر الواحد بالمئة من مستنقع السرو الأصلي بأرض المنخفضات في البلد. وذاك هو السبب الذي يجعل هذا المكان مميزًا".

"هذا المكان" رقعة أرض غفل عنها الزمن على طول "النهر الأسود" (بلاك ريفر) بولاية كارولينا الشمالية، تؤوي أقدم الأشجار المعروفة في شرق سلسلة "جبال روكي". في الواقع، يُعد السروُ الأجرد الشجرَ الخامس قِدمًا الذي يتكاثر جنسيًا على هذا الكوكب؛ فتلك التي حفرها ستال لجمع العيّنات بالكاد قد بلغت منتصف عمرها. ويعود تاريخ شجرة سرو اكتشفها هنا في عام 2017 إلى عام 605 قبل الميلاد على أقل تقدير؛ ما يجعل عمرها يتجاوز الـ 2600 سنة. وقد وجد ستال على مقربة من مكانها، كثيرًا من الأشجار الأخرى المماثلة لها في القِدم. كما أن البيانات المستقاة من قلب هذه الأشجار وأشجار السرو الأجرد الأخرى في الجنوب الشرقي تشكل واحدة من أطول سجلات رطوبة التربة عمْرًا وأكثرها دقة في مجال العلوم. إذ دُوِّنَت فترات الجفاف التي استمرت عقودًا، وكذلك فترات المطر، بوضوح في حلقات الأشجار، إلى درجة يمكن التوصل فيها إلى بيانات عام بعينه. وتشمل البيانات فترة جفاف ربما أفشلت أولى محاولات إنجلترا الاستقرار بأميركا، في مستعمرتها المفقودة الشهيرة لـ "السير والتر رالي" عام 1587، وفترة الجفاف الثانية في القرن السادس عشر التي كانت أسوأ من الأولى.
يقول ستال، الذي اطّلع على لبّ أشجار قديمة في جميع أنحاء العالم: "القرن العشرون لا يمثل أقسى الظروف التي تحملتها تلك الأشجار". إذ امتدت فترة الجفاف الكبير الذي يعود إلى القرن السادس عشر "من المكسيك إلى كندا، ومن الأطلسي إلى الهادي، واستمرت قرابة 40 عامًا. لم نشهد


بحر آرال: من رابع أكبر بحيرة في العالم إلى صحراء قاحلة

بحر آرال: من رابع أكبر بحيرة في العالم إلى صحراء قاحلة

بدأت مياه بحر آرال بالجفاف قبل 60 سنة مخلفةً وراءها صحراء مُجدِبة. ما الدروس المستفادة من هذه الكارثة البيئية، وكيف نتجنب وقوعها في أجزاء أخرى من العالم؟

الحمار البري يعود إلى المملكة بعد غياب استمر لأكثر من 100 عام

وحيش

الحمار البري يعود إلى المملكة بعد غياب استمر لأكثر من 100 عام

أعلنت محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية عن نجاحها في إعادة توطين الحمار البري الفارسي في المملكة، مُسجلةً بذلك عودة هذا النوع إلى أحد موائله الفطرية بعد غيابٍ امتد لأكثر من قرن.

وجهات سياحية تستحق الزيارة في عام 2025

ترحال

وجهات سياحية تستحق الزيارة في عام 2025

ما بين الرفاهية والمغامرة، إليك 10 وجهات وتجارب فريدة نرشحها لك في العام المقبل