أسماك مهددة بالانقراض.. وجهود تصون حياتها

تعاني هذه الأسماك انخفاضًا حادًا في أعدادها، وذلك بسبب الفشل المتكرر في بلوغها لسن وحجم أكبر نتيجة افتراسها من الأسماك الدخيلة القادمة من أميركا الشمالية، مثل القاروص وبلوجيل، وكذلك الإفراط في استخراج المياه. الصورة: Speciesconservation.org

أسماك مهددة بالانقراض.. وجهود تصون حياتها

على الرغم من انتشار "سمكة الرمال كلانويليام" في شبكة أنهار "أوليفانتس-دورينغ" بجنوب إفريقيا، إلا أن أعدادها ما فتئت تتناقص إلى الحد الذي اختفت فيه تمامًا من منطقة الأنهار هذه.

13 July 2023

تُعد "سمكة الرمال كلانويليام" إحدى أسماك المياه العذبة المهاجرة التي لا تعيش سوى في جنوب إفريقيا. ويمكن أن يصل طول هذه السمكة إلى أكثر من نصف متر، وتمتلك فمًا مائلًا للأسفل بشكل واضح، تستخدمه في كشط الطحالب التي تنمو على الصخور والتغذي عليه؛ وكذلك للنبش في الوحل والرمال على مجرى النهر. تواجه هذه السمكة مصيرًا غامضًا يهدد وجودها في الطبيعة، إذ تُصنف ضمن الأنواع المهددة بالانقراض حسب بيانات "الاتحاد الدولي لصون الطبيعة". فعلى الرغم من انتشارها بكثرة ذات يوم في شبكة أنهار "أوليفانتس-دورينغ"، إلا أن أعدادها ما فتئت تتناقص إلى الحد الذي اختفت فيه تمامًا من منطقة الأنهار هذه؛ وأصبحت الآن لا تُرى إلا نادرًا وفي نطاق محدود ضمن الروافد الوسطى والشمالية لنهر دورينغ. ومن الجدير بالذكر أن أعداد البيض القابلة للنمو غير معروفة إلا من خلال روافد "أورلوغسكلوف كويبي" في الشمال ومن روافد "بيدو" في وسط "سيدربيرج".

تعاني هذه الأسماك انخفاضًا حادًا في أعدادها، وذلك بسبب الفشل المتكرر في بلوغها لسن وحجم أكبر نتيجة افتراسها من الأسماك الدخيلة القادمة من أميركا الشمالية، مثل القاروص وبلوجيل، وكذلك الإفراط في استخراج المياه. ونتيجة لعدم قدرة الأسماك الصغيرة على الصمود والبقاء على قيد الحياة، يتجه هذا النوع بسرعة نحو الانقراض. وسعيًا لتدارك معدلات انخفاض أعداد أسماك الرمال، أجرى "مركز أبحاث المياه العذبة وشركاؤه" في نوفمبر عام 2020، أكبر عملية إنقاذ للأسماك في إفريقيا على الإطلاق. إذ تم إنقاذ 7599 سمكة صغيرة من أسماك الرمال من نهر بيدو (قبل أن تقع فريسة للأسماك الدخيلة)، ونقلها إلى سدود محمية تم إنشاؤها من خلال العمل المشترك مع ملاك الأراضي للتخلص من الأسماك الدخيلة. وتتضمن الخطوة التالية في المشروع البدء في إعادة هذه الأسماك إلى موطنها الأصلي بمجرد وصولها إلى حجم مناسب يحميها من الافتراس، أي نحو 20 سنتيمترًا. ويهدف هذا المشروع المقترح إلى إجراء أول إطلاق لأسماك الرمال في البرية (500 سمكة من كل سد = بمجموع 1500 سمكة) ومراقبة سلوكها وتحركاتها لتقييم نجاح هذه التدخلات، وتوجيه جهود حِفظ هذه الأسماك في المستقبل.

يسعى "صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية" إلى تمكين جهود وبرامج الحفاظ على الأنواع على مستوى العالم، بما يجسد الالتزام الراسخ من حكومة أبوظبي وشعبها بالحفاظ على تراثنا الطبيعي. ويفخر الصندوق بتقديم منحة لدعم مشروع إنقاذ أسماك الرمال والمساعدة في إجراء مسوحات لتعدادها وعمليات إنقاذها. وباعتباره أول مشروع، ساعدت المنحة في أكبر عملية إنقاذ للأسماك في إفريقيا في ذلك الوقت، حيث تم إنقاذ 7599 سمكة صغيرة من أسماك الرمال من نهر بيدو ونقلها إلى ثلاثة سدود زراعية.

وعلى سبيل المتابعة، أنقذ مركز أبحاث المياه العذبة وشركاؤه 33,391 سمكة صغيرة من أسماك الرمال، ونقلها إلى ستة سدود زراعية يمكنها فيها النمو والانتعاش. وحتى الآن، تم إطلاق 1600 سمكة مرة أخرى في البرية. وتم تمييز ثلثي الأسماك التي تم إطلاقها وعاد 77 منها في العام التالي، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 55 بالمئة في أعداد أسماك الرمال التي تم تفريخها في نهر بيدو. ويتمثل الهدف طويل المدى في استعادة مناطق الرعاية البرية بحيث يمكن لأسماك الرمال أن تنمو بقوة مرة أخرى دون تدخل بشري. نحب دعم أنصار المحافظة على البيئة ونشعر بالجدوى والفائدة العظيمة لعملنا عند رؤية النتائج تتحقق على أرض الواقع. كل الاحترام لمركز أبحاث المياه العذبة على أداءه المتميز ونتمنى له مزيدًا من التفوق والتقدم.

استكشاف

مواقع التراث العالمي في مواجهة التغير المناخي.. والبتراء في الواجهة

البتراء في مواجهة التغير المناخي

شَكّلت المدينة الأثرية بجدرانها الأيقونية خلفية مثالية لمشاهد فيلم "إنديانا جونز" الكلاسيكي. لكنها اليوم تُعاني من الجفاف والفيضانات والعواصف الرملية. فهل تنقذها تقنيات الأنباط القديمة؟ 

فوتوغرافيا

استكشاف

فوتوغرافيا

بعدسات ناشيونال جيوغرافيك

تشكيلات مرجانية

استكشاف

تشكيلات مرجانية

تقدم مصورةٌ فوتوغرافية رؤية جديدة إلى الشعاب المرجانية من خلال تحويل صورها لهذه النظم البيئية الحيوية إلى تشكيلات معقدة.