تنمو لثعالب القطب الشمالي فراء واقية سميكة في الشتاء. يبحث ثعلب عن قطع لحم على جيفة رنة لم يتبق فيها إلا العظام. وتُعد الرنة مصدر غذاء مطلوب لهذا الحيوان في فصل الشتاء. عند حلول الصيف، تتغذى الثعالب أساسًا على البيض والصيصان من الأعشاش، وأحيانًا على صغار الفقمة.

ما الذي فاجأ أونترثينر حقًّا خلال عامه في سفالبارد؟ يقول: "إن تحول هذه البيئة سريع جدا". في شهر أغسطس، في "أدفيندتالن"، وهو وادٍ على سبيتسبورغن، اندهش لهذا المنظر الذي يُظهر تغير ألوان التندرا مع انتهاء صيف القطب الشمالي القصير.

ثعلب يسرق بيضة بط "العيدر". من أجل دعم بقائها على قيد الحياة شتاءً، تهاجم الثعالب مستعمرات الطيور وتخبئ الطعام في الصيف.

من على جرف يُطل على "وادي بيورندالن"، رصد أونترثينر حركة على الجليد المنجرف في الأسفل. يقول: "يُعد العثور على دب حُلمًا"، لكنه "ضربٌ من الكوابيس أيضا". العلاقة بين الدببة القطبية والبشر في سفالبارد هشة، إذ قتل كل من النوعين الآخر، وإن كان ذلك نادرًا.

يمتد خليج ساسنفيوردن في سفالبارد -هنا، في أوائل شهر مارس- إلى ما وراء القمم الأثيرة لدى المتنزهين. كانت مضايق هذا الأرخبيل النرويجي الصغيرة فيما مضى تتجمد خلال فصل الشتاء، لكن ارتفاع درجات الحرارة الآن يجعل الماء متدفقا في بعضها على مدار العام.

إن البقاء على قيد الحياة لا يكاد يكون مضمونا، لا سيما لدى الصغار، مثل هذين الذكرين اليافعين اللذين يشمان بعضهما بعضًا بعد اقتتال غير جدي خلال موسم الاهتياج.

في أدفيندتالن، يتفقّد أيّلُ رنّة في سفالبارد مجموعة إناث خصصها للتزاوج. عادةً ما ينتهي حمل أنثى الرنة بعد سبعة أشهر في شهر يونيو بولادة عجل واحد

في محاولة لصد ثعلب عن الصيد، يطير طائر الخرشنة ثم ينقض على عدوّه هذا وينقره على نحو فعال إلى درجة أن أنواعًا أخرى تعشش بالقرب منه للاستفادة من حمايته.

دب قطبي يافع فضولي يراقب المصور "ستيفانو أونترثينر" من الشاطئ. حين يتشكل جليد البحر في فصل الشتاء، تجتازه الدببة القطبية (باستثناء الإناث الحوامل) بحثًا عن الغذاء. مع انطلاق تغير المناخ من سفالبارد، ينبغي للدببة القطبية التأقلم مع تناقص الجليد البحري.

ذَكرا رنّة في سفالبارد يتقاتلان على مجموعة إناث كان أحدهما قد خصصها لنفسه خلال موسم التزاوج. طرد الرابحُ الخاسرَ بعيدا. التساقطات المطرية، بدلًا من الثلج، هي ما بات يهدد الرنة، إذ تُغشي في الجليد النباتات التي تعيش عليها هذه المخلوقات.

في نهاية شهر مايو، تصل طيور إوزّ "البرنقيل" إلى مناطق تكاثرها على أجراف عالية في بعض أجزاء سبيتسبورغن، أكبر جزر سفالبارد. قُبيل أن تضع الإناث بيضها، تبقى الذكور والإناث المتزاوجة معًا للدفاع عن مواقع تعشيشها ضد الأزواج الأخرى.