سحـر العـفـن الغروي وغموضه

كريبراريا أرجيلاتشا (Cribraria argillacea): لا يعرف العلماء تحديدًا ما الذي يحفز تكاثر العفن الغروي، إلا أنهم يعتقدون أن هذا الكائن غير الحيواني وغير النباتي وغير الفطري يميل إلى دخول مرحلة التكاثر عندما تكون الظروف غير مواتية، مثل نقص الغذاء أو الماء.

سحـر العـفـن الغروي وغموضه

لامبروديرما سينتيلانس (Lamproderma scintillans: في نزهة بالغابة، اِبحثْ في المناطق الرطبة عن عفونات غروية صغيرة ومذهلة؛ إذ تنمو هذه السيقان المتوجة بكريات شبيهة بالجواهر على حافة ورقة نبات. التقَطت صور "آندي ساندز" في هذه المقالة عفونات غروية في مرحلة التكاثر، حين يكون من السهل اكتشافها.

سحـر العـفـن الغروي وغموضه

ميتاتريشيا فلوريفورميس (Metatrichia floriformis): عندما تتفتح بعض حويصلات الأبواغ فإنها تطلق العنان لمجموعة من الخيوط الملونة، تسمى الشعيرات الدموية، والتي قد تساعد في إطلاق الأبواغ وتمددها في البيئة المحيطة. تظهر هذه الأبواع حديثة النشأة على شكل بقع صفراء، وهي من صنع الجيل التالي من العفن الغروي.

سحـر العـفـن الغروي وغموضه

فيساروم ليوكوفايوم (Physarum leucophaeum): يتكاثر العفن الغروي عن طريق تنسيق أبواغه في هيئات تتراوح بين كتل منتفخة على سطح (Aethalia) وبُصيلات مزركشة على سيقان (Sporangia) ، مثل تلك التي تنمو على الطحالب.

سحـر العـفـن الغروي وغموضه

جنس ستيمونايتس (Stemonitis): تنمو أبواغ هذا العفن الغروي داخل مجموعات من حويصلات الأبواغ على شكل إصبع.

سحـر العـفـن الغروي وغموضه

لا توجد جميع العفونات الغروية التي تظهر هنا سوى في مقاطعتين فقط من جنوب إنجلترا: "باكينغهام شاير" و"هيرتفورد شاير". وقد تم الكشف عن مزيد منها في المناطق المعتدلة مقارنة بالمناطق الاستوائية، حسب قول عالم البيئة "نيكي هيرسون داغاماك" من "جامعة سانتو توماس" في الفلبين. وسبب هذا النقص الواضح في التنوع بالمناطق الاستوائية هو الأجواء الدافئة والرطبة؛ فالعفن الغروي يزدهر هناك، لذا فهو نادرًا ما يكون في مرحلة تكاثره المبهرجة؛ مما يجعل من الصعب العثور على أنواع جديدة. يقول داغاماك مُعلّقًا على ذلك: "ثمة جزء كبير من التنوع المخفي في العديد من منظوماتنا البيئية".

سحـر العـفـن الغروي وغموضه

يحب الرطوبة، ويُطلق الأبواغ، ويتخذ تشكيلة ألوان متنوعة، وهو أشبه بالأميبا من كونه عفَنًا.. ويحمل في طياته كثيرًا من العجائب والمفاجآت.

قلم: مايا واي-هاس

عدسة: آندي سانـدز

3 مايو 2023 - تابع لعدد مايو 2023

إنها كمثل زائر من عالم غير عالمنا. منها ما يُنبتُ سيقانًا قصيرة مكسوة بكُريّات ذات لون كلون السلمون؛ ومنها ما يتجمع في كتل ذات مظهر رغوي أو شبكات صفراء متموجة ممتدة. على الرغم من شكلها الغرائبي، فإن هذه الكرات المزركشة هي في الواقع بِنْتُ كوكبنا.. إنها العفونات الغروية (Slime molds)، وهي خليط من أنواع مختلفة تتوزع عبر مجموعات متعددة، بعضها بعيد الصلة عن بعضها الآخر. وعلى الرغم من اسمها، فإن هذه المخلوقات ذات الفقاقيع لا علاقة لها بالعفن، بل تنتمي إلى مجموعة كبيرة من الكائنات وحيدة الخلية في الغالب والمعروفة باسم "الأمويبوزوا" (Amoebozoa). تزدهر العفونات الغروية في البيئات الرطبة بأرجاء العالم، مثل زوايا جذوع الأشجار المتحللة على أرض الغابات. وفي الفناء الخلفي لبيتك، قد تظهر بين رقائق النشارة.

لالتقاط هذه الصور، قام المصور "آندي ساندز" بتكبير العفونات الغروية مرات عديدة؛ ومعظمها لا يتجاوز طوله مليمترًا واحدًا إلى مليمترين. واستخدم ساندز أيضًا عملية تسمى التكديس البؤري، حيث يُمزج  صورًا عديدة متشابهة ذات نقاط بؤرية مختلفة لتحقيق حقل أعمق. تم الحصول على الصور عبر "مكتبة صور الطبيعة" (Nature Public Library).

تتذكر عالمة الفطريات "ماري تريست" من "جامعة ويسكونسن، ماديسون" باعتزاز صيفًا ممطرًا على نحو خاص تناثرت فيه بقع من العفن الغروي في فناء منزلها. عندما قامت هي وابنتها برش تلك البقع بخرطوم مياه، تفتّحت الحويصلات المليئة بالأبواغ، مُنتجةً الجيل التالي. تقول تريست معلّقةً على ذلك: "إنما كنا بذلك نزرع العفن الغروي في الحديقة طوال الصيف".

كانت تلك البقع في فناء تريست عفنًا غرويًا يُدعى "قيء الكلب"، وهو أحد العفونات الغروية البلازمية. تُمضي هذه الأخيرة طورًا من حياتها بوصفها لطخات تبحث عن الكائنات الحية الدقيقة لأكلها، وطورًا آخر تُنمّي فيه هياكل بوغية ثابتة بأشكال وتلوينات لا تُعد ولا تُحصى. وتضم هذه المجموعة أحد نجوم عالم العفن الغروي، ألا وهو "فيساروم بوليسيفالوم" (Physarum polycephalum) بألوانه الصفراء الفاقعة. يزحف هذا النوع على طول محالقَ لزجةٍ، وقد أثار اهتمام العلماء بِفضل "ذكائه" البدائي: فعلى الرغم من أنه لا يمتلك دماغًا، يمكنه تحديد أقصر مسار عبر متاهة وتَذَكُّر أماكن الغذاء عن طريق طبعها في الأنابيب التي يتكون منها جسمه.

على كل أبحاث العلماء، لا يزال هناك كثيرٌ من الأسئلة بشأن العفونات الغروية. ومن ذلك: ما مصدر تلك الألوان البراقة؟ لِمَ تلك الأشكال المختلفة للغاية؟ كم عدد الأنواع التي لم تُكتشف بعد؟ "إنه لَأمرٌ مؤلم أن نجهل كل ذلك"، تقول عالمة الفطريات، "آن برينغل"، وهي إحدى زميلات تريست في الجامعة. وتُردف برينغل قائلةً: "إن كثيرًا من التنوع البيولوجي للأرض لا يلاحظه أحد، ولا يتم تسجيله، ولا يخضع للدراسة". إن العفونات الغروية تذكرةٌ رائعة لنا بتلك الثروات التي لا تخطر على بال، وتنتظر من يكشف الحُجُب عنها.

اقرأ التفاصيل الكاملة في النسخة الورقية من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية"
أو عبر النسخة الرقمية من خلال الرابط التالي: https://linktr.ee/natgeomagarab

بحر آرال: من رابع أكبر بحيرة في العالم إلى صحراء قاحلة

بحر آرال: من رابع أكبر بحيرة في العالم إلى صحراء قاحلة

بدأت مياه بحر آرال بالجفاف قبل 60 سنة مخلفةً وراءها صحراء مُجدِبة. ما الدروس المستفادة من هذه الكارثة البيئية، وكيف نتجنب وقوعها في أجزاء أخرى من العالم؟

الحمار البري يعود إلى المملكة بعد غياب استمر لأكثر من 100 عام

وحيش

الحمار البري يعود إلى المملكة بعد غياب استمر لأكثر من 100 عام

أعلنت محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية عن نجاحها في إعادة توطين الحمار البري الفارسي في المملكة، مُسجلةً بذلك عودة هذا النوع إلى أحد موائله الفطرية بعد غيابٍ امتد لأكثر من قرن.

وجهات سياحية تستحق الزيارة في عام 2025

ترحال

وجهات سياحية تستحق الزيارة في عام 2025

ما بين الرفاهية والمغامرة، إليك 10 وجهات وتجارب فريدة نرشحها لك في العام المقبل