عند رؤية زجاج البحر نقع تحت تأثير جاذبية وسحر يستدعي في نفوسنا ذلك الشعور بالإثارة الطفولية للحظة اكتشافه في الشواطئ بين المد والجزر.
يُشبِّهُه المولعون به بقطع الألماس. والحالُ أن زجاج البحر هذا -المستخلَص من القنينات والأوعية- ما هو إلا نفايات قد تعرّضت للجَرف والتآكل بفعل البحر وأمواجه قبل أن تُشكَّل في حلي وأدوات زينة وزخارف قيّمة. ويشير منشأها إلى أوج إنتاج الزجاج للأغراض الاستهلاكية، قبل صعود نجم المَرميات البلاستيكية. عند رؤيته، نقع تحت تأثير جاذبية وسحر يستدعي في نفوسنا ذلك الشعور بالإثارة الطفولية للحظة اكتشافه في الشواطئ بين المد والجزر. واليوم إذ يَندر وجود زجاج البحر أكثر فأكثر، فإن النسخ المصنَّعة التي تُشكَّل أحيانًا بأسلوب الحَفر الحمضي، أضحت تحل محل المادة الأصلية. والحفر الحمضي يمكن أن يترك مخلفات سامة؛ ما يجعل هذه الدرر والتحف المصنعة المُستخدَمة في الحلي وأغراض الزينة تحمل مخاطر محتملة. ومن ذلك أن وضع زجاج بحر مزيف داخل حوض سمك يمكن أن يتسبب بحدوث تغيّرات خطيرة في درجة حموضة الماء. فكيف يمكن تمييز الأصلي من المزيف؟ يرى "ريتشارد لاموت"، خبير زجاج البحر، أن الخصائص الأصلية تشمل علامات صغيرة على شكل حرف (C) والألوان الخضراء أو الناصعة أو البنية. ويَندر وجود قطع باللون الأحمر والبرتقالي. أما الأسطح المستوية للغاية أو الصقيلة كالحرير أو ذات الملمس الدهني، فكلها مؤشرات واضحة على زيف المادة. ولا يزال العثور على زجاج البحر الحقيقي أمرًا ممكنًا، خاصة على الشواطئ حيث كان يتم إنتاج الزجاج المُعَدّ للأغراض الاستهلاكية، كما هو الحال في "البحيرات العظمى" وشمال شرق الولايات المتحدة. وينصح لاموت بالبحث عنه عند الجَزْر، في أعقاب عاصفة، خلال أشهر الشتاء.. حين تتمخض الأمواج الهائجة لتلد جوهرة من تلك الجواهر.
في مرتفعات البيرو المكتنَفة بالغيوم، تبقى أطلال "تشوكيكيراو" -صعبة الوصول- بمنأى عن حشود الزوار المتدفقين إلى "ماتشو بيتشو". لكن ذلك قد يتغير قريبًا.
تُعرَف بنفورها من الماء، على أنها ظلت فردًا من طواقم السفن منذ بزوغ تاريخ الإبحار.