من المتوقع أن يرتفع منسوب البحار بواقع نحو 0.3 متر بحلول عام 2050، وذلك بغض النظر عن جهود تقليل انبعاثات الكربون؛ فما الذي يحدث وكيف يمكننا التأقلم؟
13 مارس 2022
يواصل البشر ضخ غازات الدفيئة في الغلاف الجوي للأرض. وقد حمتنا المحيطات من تبعات ذلك حتى الآن. امتصت بحار العالم حوالى 90 بالمئة من حرارة هذه الغازات؛ لذا وصلت درجة حرارة المحيطات في عام 2021 إلى مستويات غير مسبوقة. ويُعد ارتفاع منسوب مياه المحيط من ضمن تأثيرات التغير المناخي. وقد ارتفع متوسط منسوب البحار بأكثر من 23 سنتيمترًا منذ عام 1880، ويرتفع منسوب البحار حاليًا بمعدل 3.2 سنتيمتر كل عام. وبحلول عام 2050 سيرتفع منسوب البحار بمعدل حوالى 0.3 متر، أي أن الارتفاع المتوقع في الثلاثين عامًا المقبلة يفوق ما حدث خلال القرن الماضي كاملًا. ومن المتوقع أن يستمر ارتفاع منسوب المحيطات، حتى لو أثمرت الجهود البيئية عن خفض انبعاثات الدفيئة، وذلك نابع عن ثلاثة أسباب هي نتيجة للتغير المناخي الحاصل حاليًا، وهي كالآتي:
العواقب
تشكل المعدلات الحالية لارتفاع منسوب البحار مخاطر حقيقية على الحياة الساحلية. تشمل هذه المخاطر التعرية وفيضان الأراضي الرطبة وتلوث المياه الجوفية والتربة الزراعية بالملح وفقدان موائل الأسماك والطيور والنباتات. ويرتبط ارتفاع منسوب المحيطات بالأعاصير والعواصف التي تقتلع كل ما يقع في طريقها. كما تجبر الفيضانات سكان المناطق الساحلية على الهجرة إلى المرتفعات، حيث إن ملايين البشر الآن يواجهون خطر الفيضانات المرتبطة بارتفاع منسوب البحر.
التأقلم مع الخطر
تضع الكثير من المدن الساحلية خططًا وإجراءات طويلة المدى للتعامل مع مخاطر ارتفاع منسوب البحار مثل، بناء الجدران البحرية، وإعادة تخطيط الطرق، وزراعة أشجار المنغروف (القرم) وغيرها من النباتات التي تمتص الماء. ففي جاكرتا بإندونيسيا، سيتكلف مشروع الجدار البحري حوالى 40 مليار دولار، وفي روتردام الهولندية، بُنيت الموانع وأنظمة التصريف وغيرها من الأساليب المعمارية المبتكرة لمجابهة هذا الخطر. تجدر الإشارة إلى أن روتردام تضم "المركز العالمي للتكيف" الذي يُعد مرجعًا للمدن الأخرى حول سبل مواجهة مخاطر ارتفاع مستوى سطح البحر. وتتعرض بعض المجتمعات إلى مخاطر أكبر تستدعي دعمًا من الدول الأخرى، مثل جزر مارشال التي يجد سكانها قرارين فقط إما الهجرة أو رفع مستوى الأرض، وهي قرار مكلف يتطلب دعمًا خارجيًا.
ما مقدار الارتفاع المتوقع؟
تشير معظم التوقعات إلى أن ارتفاع درجات الحرارة سيتواصل أو ربما سيتسارع، مما سيؤدي إلى استمرار ارتفاع منسوب البحار؛ لذا تواجه مئات المدن الساحلية خطر الفيضان. ويُشير تقرير خاص صادر عن "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" (IPCC) إلى أن الارتفاع المتوقع يتراوح بين 23 و77 سنتيمترصا بحلول عام 2100، مع ارتفاع درجة الحرارة بواقع 1.5 درجة مئوية. أما إذا ذابت كافة الجبال والصفائح الجليدية، فإن ذلك سيرفع مستوى البحار بواقع 64 مترًا. هذا الارتفاع المخيف كافٍ لغمر مدن وبلدان بأكملها تحت الأمواج، من بنغلادش إلى فلوريدا. لكن العلماء لا يعتقدون أن هذا السيناريو واقعي، وقد يستغرق قرونًا إذا استمر العالم في حرق الوقود الأحفوري. ويواصل العلماء تعديل نماذج ونظريات ارتفاع منسوب البحار. ويشيرون إلى أن تعاون الدول في تقليل غازات الدفيئة قد يؤثر بشكل كبير على سرعة وكمية ارتفاع منسوب البحار.
في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة خلال الشهر الماضي، استُخدِمَ نحو 100 ألف كرة تنس جديدة، إذ تُستبدَل الكرات بانتظام أثناء المباريات.
يعرض الإصدار الأول من "دليل الاستدامة" توصيات مدعمة من خبراء مقيمين في دولة الإمارات، ويحفز على الممارسات المستدامة في عدة مجالات مثل الأزياء المستدامة والحد من إهدار الطعام والتشجيع على الأنظمة...
مشهد من الأعلى لـ"المدينة المستدامة" في دبي. تحتضن هذه المدينة، النموذج الواقعي لمدن المستقبل، 500 وحدة سكنية، فضلًا عن منشآت ومبانٍ بُنيت لتراعي البيئة وتصونها.