يمثل "متحف المستقبل" معرضًا دائمًا لاستعراض جوانب مختلفة من مستقبل البشرية، ومنصة علمية تستأنف الحضارة العربية.
15 فبراير 2022
مع توجه الأنظار إلى "متحف المستقبل" في دبي ترقبًا لافتتاحه المقرر يوم 22 فبراير الجاري، يزداد الاهتمام بدلالات واجهته المميزة التي تصدرت قائمة أجمل مباني العالم؛ فالواجهة المزدانة بمقولات تعكس رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس وزرائها، حاكم دبي، لمستقبل دبي والإنسانية مكتوبة بخط الثلث العربي، تشكل ظاهرة فنية فريدة من نوعها عالميًا، وتجسّد في الوقت نفسه حقيقة روح المتحف ودوره في استلهام دعوة سموه إلى استئناف الحضارة العربية، والعودة إلى الأسس العلمية والثقافية التي قامت عليها تاريخيًا.
يشير استخدام الخط العربي في تزيين واجهة متحف المستقبل إلى قيمة فنية مهمة، فالخط العربي يمتاز بجمالياته الاستثنائية من خلال حروفه التي تجعله الأكثر انسيابية والأكثر ثراءً جماليًا والأكثر تطويعًا من بين لغات العالم أجمع في تصميم لوحات فنية مبتكرة. كذلك، يأتي استخدام الخط العربي في تصميم واجهة متحف المستقبل تمثيلًا لرؤية المتحف في المساهمة النوعية والفاعلة في استئناف الحضارة العربية، في عصرها الذهبي، التي صدرت علومها ومعارفها للبشرية بلغة الضاد. وتشكل الكتابة التي تحتل واجهة متحف المستقبل، الرسائل الرئيسة والرؤية الفلسفية لهذا الصرح المعرفي، وهي عبارة عن ثلاثة اقتباسات ملهمة من أقوال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، هي: "لن نعيش مئات السنين، ولكن يمكن أن نبدع شيئًا يستمر لمئات السنين"، و"المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه.. المستقبل لا ينتظر.. المستقبل يمكن تصميمه وبناؤه اليوم"، و"سر تجدد الحياة وتطور الحضارة وتقدم البشرية يكمن في كلمة واحدة هي الابتكار".
أبدع الفنان الإماراتي "مطر بن لاحج" في تصميم الكتابة على واجهة المتحف، مستخدمًا خط الثلث العربي المعروف بجمالياته وروعة حروفه، واستغرق عمل بن لاحج على التصميم أكثر من 4 أشهر.
إبداعات وإسهامات متميزة لأبناء الإمارات
وقال معالي "محمد القرقاوي"، رئيس متحف المستقبل: "مساهمات أبناء الإمارات في متحف المستقبل واضحة ودورهم المستقبلي في تفعيل وتشغيل المتحف سيكون نموذجًا وطنيًا ناجحًا،" في تعليقه على المساهمات الإبداعية الإماراتية في إنجاز مختلف مراحل تصميم وبناء وإدارة المتحف الأول من نوعه على مستوى العالم. وقد أبدع الفنان الإماراتي "مطر بن لاحج" في تصميم الكتابة على واجهة المتحف، مستخدمًا خط الثلث العربي المعروف بجمالياته وروعة حروفه، واستغرق عمل بن لاحج على التصميم أكثر من 4 أشهر، مزج خلالها موهبته الفنية بخبراته في العمارة والتصميم ووعي العلاقة بين الكتلة والفراغ، وخامات البناء من معدن وزجاج.
وقال مطر بن لاحج: "مبنى متحف المستقبل تحفة معمارية وأيقونة استثنائية تزيّن الأفق العمراني لدبي، والخط العربي فن يربط تاريخنا بمستقبلنا، وكلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الملهمة على واجهة المبنى الأجمل على وجه الأرض عن تخيّل المستقبل وتصميمه وصناعته وتجدد الحياة وتطوّر الحضارة وتقدّم البشرية هي رسائل أمل وتفاؤل وإيجابية لمستقبل أفضل للإنسانية". وأضاف بن لاحج: "المشاركة في إنجاز أي جزء متحف المستقبل الذي سيشكل منارة لاستشراف آفاق جديدة للبشرية خلال السنوات والعقود المقبلة شرف لأي إنسان، فكيف إذا كانت واجهته التي سيراها الملايين من زوار المتحف؟" ويُعد بن لاحج هو من أبرز الأسماء في المشهد الفني الإماراتي، سواء على مستوى الخط العربي أو الرسم أو الفنون التشكيلية بشكل عام. أطلق عام 1992 "مرسم مطر" الذي يشكل مساحة إبداعية حرة للموهوبين في تخصصات الفنون المختلفة. وهو يتحدث ويحاضر في العديد من المنتديات الفنية والتشكيلية والفعاليات الثقافية المعنية بالفنون التابعة لهيئات الثقافة بدولة الإمارات والمنطقة. وكان له حضور إبداعي في العديد من المعالم المتميزة بالدولة كما في "قصر الوطن" و"متحف المستقبل".
ستركز أجندة متحف المستقبل على استئناف الحضارة العلمية العربية، إذ سيكون بمنزلة العقل والمنصة المعرفية والعلمية الابتكارية الأوسع والأشمل من نوعها التي تجمع أفضل المواهب ونوابغ العرب.
مستقبل مزخرف بالخط العربي
شكلت اللغة العربية لقرون عديدة لغة العلوم والآداب العالمية، فأسهمت من خلال موجات الترجمة في إحياء النتاج الفكري الذي كاد أن يندثر لحضارات عريقة سابقة، كما كانت الوعاء الذي انتقل عبره النتاج الفكري العربي والإسلامي إلى العالم بأسره. وانطلاقًا من هذا البعد الحضاري، يجسّد "متحف المستقبل" قدرة العرب والإنسانية جمعاء على الإبداع والالتزام بتأسيس مستقبل أفضل، ويُعد بمثابة رسالة واضحة يؤكد من خلالها على العودة إلى استئناف الحضارة العلمية العربية. ستركز أجندة متحف المستقبل على استئناف الحضارة العلمية العربية من خلال مجموعة من المسارات والمبادرات التي سيحتضنها المتحف بشكل مستمر، إذ سيكون بمنزلة العقل والمنصة المعرفية والعلمية الابتكارية الأوسع والأشمل من نوعها التي تجمع أفضل المواهب ونوابغ العرب من المحيط إلى الخليج، لإثراء الحوار والنقاش وتوليد الأفكار، وحشد طاقاتهم الإبداعية الخلاقة لصناعة مستقبل أفضل لشعوب المنطقة. وسيكون المتحف المركز المعني بتنفيذ مبادرة "نوابغ العرب"، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مطلع يناير الماضي للإشراف على النوابغ المتميزين من أصحاب المواهب الاستثنائية من العلماء والمفكرين والمخترعين والمبتكرين المتميزين والمبدعين العرب في شتى المجالات، ورعايتهم وتمكينهم وتطوير أفكارهم بالتعاون مع أفضل الشركاء العالميين، لتعظيم أثرهم الإيجابي في المنطقة.
ويمثل "متحف المستقبل" معرضًا دائمًا لاستعراض جوانب مختلفة من مستقبل البشرية وأهم التقنيات التي تنتظر البشرية في العقود المقبلة، كما ويُعد مركزًا فكريًا عالميًا من نوعٍ جديد، إذ سيعمل مع مجموعة من الشركاء الدوليين والمؤسسات البحثية المتخصصة على دراسة التحديات الحالية والمستقبلية بعمق وجرأة لتقديم حلول جديدة ومبتكرة.
يميل الكبار إلى تجاهل اللعب بوصفه أمرًا سخيفًا أو طفوليًا، لكن المرح قد يكون أمرًا أساسيًا لبقاء نوعنا البشري.
يمزج "بريان ماي" -أحد مؤسِّسي فرقة "كوين" ومستشار وكالة "ناسا"- بين الفيزياء الفلكية وموسيقى الروك لخلق تناغم كوني.
يعيش سكان جزيرة سينتينل الشمالية على الصيد وجمع الثمار.. وصد الغرباء. ورغم ذلك، فإن العالم يرفض أن يتركهم وشأنهم.