إن الغطاء الجليدي لغرينلاند كبير جدًا لدرجة أنه بمجرد أن يبدأ في فقدان الجليد بسرعات أعلى، يمكن أن يستغرق وقتًا طويلاً للتراجع مرة أخرى.
30 يناير 2022
حذر العلماء في دراسة حديثة من أن الاحترار الذي يسببه البشر اليوم قد يكون له آثار مضاعفة في المستقبل، كما أن الغطاء الجليدي الشاسع في غرينلاند قد يستمر في الذوبان لعدة قرون بعد استقرار غازات الاحتباس الحراري. إذ إنه لدى غرينلاند استجابة متأخرة للتغيرات التي تحدث في مناخ الأرض، وحتى إذا توقف كوكب الأرض عن الاحترار غدًا، فقد تستمر غرينلاند في فقدان الجليد لمئات أو حتى آلاف السنين.
يمتلك العلماء بالفعل فكرة جيدة عن كيفية تحول الغطاء الجليدي عبر آلاف السنين، وذلك بفضل عينات الجليد والرواسب القديمة التي قاموا بحفرها من الغطاء الجليدي وقاع المحيط وتحتوي هذه العينات -التي يبلغ عمر بعضها عدة آلاف من السنين- على معلومات كيميائية يمكن أن تخبر العلماء عن كيفية تغير مناخ الأرض عبر الزمن. وباستخدام هذه المعلومات، استخدم العلماء نموذجًا مناخيًا لمحاكاة آلاف السنين من تغير المناخ الطبيعي. واستخدموا أيضًا نموذجًا للصفائح الجليدية لتقييم استجابة الصفيحة الجليدية في غرينلاند لارتفاع وانخفاض درجات حرارة الأرض. ووجد العلماء أن استجابة غرينلاند لتغير المناخ العالمي تميل إلى التأخر نحو آلاف السنين.
إن الغطاء الجليدي لغرينلاند كبير لدرجة أنه بمجرد أن يبدأ في فقدان الجليد بسرعات أعلى، يمكن أن يستغرق وقتًا طويلاً للتراجع مرة أخرى.
خلال فترات التبريد الطبيعي، على سبيل المثال، بدأ الغطاء الجليدي في النمو، على الرغم من أن المناخ بدأ في الاحترار مرة أخرى. وفي النهاية، تنقلب الطبقة الجليدية وتبدأ في الانكماش مرة أخرى. ثم يستمر في الانكماش حتى بعد توقف درجات الحرارة عن الارتفاع. ذلك لأن الغطاء الجليدي في غرينلاند هو نظام كبير ومعقد. إذ يفقد الغطاء الجليدي كتلته عندما يبدأ الجليد في الذوبان أو الانقسام إلى أجزاء متناثرة في المحيط. لكنها تكتسب أيضًا كتلة مع تساقط الثلوج وتراكمها على السطح. يتحكم التوازن بين هاتين العمليتين فيما إذا كان الغطاء الجليدي يتقلص أو ينمو في أي نقطة زمنية معينة. وحتى إذا بدأ الجليد في الذوبان مع ارتفاع درجة حرارة المناخ، فإنه لا يحدث دائمًا بالسرعة الكافية بحيث يفوق على الفور مقدار الكتلة التي يكتسبها الغطاء الجليدي مرة أخرى. في الوقت نفسه، فإن الغطاء الجليدي كبير لدرجة أنه بمجرد أن يبدأ في فقدان الجليد بسرعات أعلى، يمكن أن يستغرق وقتًا طويلاً للتراجع مرة أخرى. ووجدت الدراسة أن هذه العملية المتأخرة قد استمرت، بشكل متقطع، لعشرات الآلاف من السنين. ويبدو أنها مستمرة في عصر تغير المناخ الذي يسببه الإنسان.
لقد ظل مناخ الأرض يسخن منذ قرن على الأقل، مدفوعًا بزيادة الانبعاثات البشرية من غازات الاحتباس الحراري. ولكن وجدت دراسات متعددة أن الغطاء الجليدي في غرينلاند لم يبدأ في الانكماش حتى ثمانينيات القرن الماضي.
منذ ثمانينات القرن الماضي، بدأ يذوب الجليد بسرعات أعلى. وقد وجدت الأبحاث الحديثة أن الغطاء الجليدي في غرينلاند يفقد حاليًا نحو سبعة أضعاف الجليد الذي كان عليه في التسعينيات. وهذا لا يعني أن العمل المناخي الفوري لا يحدث فرقًا في الغطاء الجليدي في غرينلاند. على العكس من ذلك، تشير الدراسات إلى أن سرعة ذوبان غرينلاند في المستقبل تعتمد بشكل كبير على مدى سرعة تمكن البشر من كبح ظاهرة الاحتباس الحراري. حتى إذا تم كبح بعض الذوبان في المستقبل، فإن الخسائر ستكون أسرع بكثير في ظل سيناريوهات الاحترار الأكثر حدة. هذا صحيح ليس فقط بالنسبة للغطاء الجليدي في غرينلاند، ولكن أيضًا بالنسبة للأماكن المتجمدة الأخرى على الأرض. فقد استخدمت إحدى الدراسات الحديثة، التي نُشرت في مايو عام 2021 بمجلة "Nature"، نماذج لمحاكاة كمية الجليد الذائب في المستقبل في ظل سيناريوهات مناخية محتملة مختلفة. وإذا ارتفعت درجة حرارة الأرض بنحو 3 درجات مئوية من الآن وحتى نهاية القرن، وهو سيناريو محتمل في ظل سياسات المناخ العالمي الحالية والالتزامات باتفاقية باريس للمناخ؛ فمن المحتمل أن يسهم ذوبان الجليد العالمي مجتمعًا بنحو 25.4 سنتيمترًا من ارتفاع مستوى سطح البحر. ومن ناحية أخرى، فإن تحقيق أهداف اتفاقية باريس الأكثر طموحًا، أي الحفاظ على الاحترار العالمي في حدود 1.5 درجة مئوية، سيكون له تأثير هائل. وسوف تخفض تلك المساهمات على مستوى سطح البحر إلى النصف.
المصدر: Scientificamerican
في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة خلال الشهر الماضي، استُخدِمَ نحو 100 ألف كرة تنس جديدة، إذ تُستبدَل الكرات بانتظام أثناء المباريات.
يعرض الإصدار الأول من "دليل الاستدامة" توصيات مدعمة من خبراء مقيمين في دولة الإمارات، ويحفز على الممارسات المستدامة في عدة مجالات مثل الأزياء المستدامة والحد من إهدار الطعام والتشجيع على الأنظمة...
مشهد من الأعلى لـ"المدينة المستدامة" في دبي. تحتضن هذه المدينة، النموذج الواقعي لمدن المستقبل، 500 وحدة سكنية، فضلًا عن منشآت ومبانٍ بُنيت لتراعي البيئة وتصونها.