أظهرت دراسات أولى من جنوب إفريقيا واسكتلندا وإنجلترا أن "أوميكرون" يتسبب على ما يبدو في حالات أقل تستلزم دخول المستشفيات مقارنة بالمتحورة "دلتا".
27 ديسمبر 2021
أرجئت المتحورة "أوميكرون" احتفال العالم بالانتصار على فيروس "كورونا"، بل أن منظمة "الصحة العالمية" اعتبرت أنه من المبكر الجزم بان "أوميكرون" أقل خطورة من المتحورة "دلتا".
وكشفت دراسات حديثة عن أن "أوميكرون" أشد عدوى، ولكنه أقل خطورة من المتحورات الأخرى لـ"كورونا"، ولكنه سيغير بالطبع من وجه الجائحة، وفي الوقت نفسه يؤكد أغلبية العلماء أن الإبقاء على الإجراءات الاحترازية أصبح ضرورة إلى جانب توفير اللقاحات والجرعات المعززة التي تعد الأسلحة الرئيسة للانتصار على انتشار الفيروس.
بحسب "جان فرنسوا دلفريسي" رئيس المجلس العلمي الفرنسي، فإن المتحورة "أوميكرون"، تنتشر بسرعة أعلى لكن خطورتها أقل من "دلتا"، لكننا لا نزال نجهل لأي درجة"، وتنتشر "أوميكرون" بشكل كبير في العديد من البلدان وتتضاعف الحالات كل يومين أو ثلاثة أيام، وهي ظاهرة غير مسبوقة مع المتحورات السابقة. وباتت "أوميكرون" منتشرة بقوة في الدانمارك وبريطانيا اللتين تجاوزتا عتبة 100 ألف حالة يوميًا، وستصبح كذلك في بلدان أخرى منها فرنسا.
وأصبحت "أوميكرون" متحورة طاغية على "دلتا" التي كانت مهيمنة في السابق. في موازاة ذلك، أظهرت دراسات أولى من جنوب إفريقيا واسكتلندا وإنجلترا أن "أوميكرون" يتسبب على ما يبدو في حالات أقل تستلزم دخول المستشفيات من "دلتا". ووفقًا لهذه البيانات قد تكون المتحورة أوميكرون أقل خطورة من دلتا بنسبة تراوح بين 35% و80%. ومن غير المعروف ما إذا كانت هذه الخطورة الأقل على ما يبدو تأتي من خصائص المتحورة أو إذا كانت بسبب إصابتها أشخاصا لديهم مناعة جزئية (من طريق اللقاح أو عدوى سابقة). ويبقى السؤال: هل ستكون قلة خطورة "أوميكرون" كافية للتعويض عن كونه أشد عدوى؟. يحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "تيدروس أدهانوم غيبريسوس" مؤخرًا من أنه "حتى لو تسببت "أوميكرون" في ظهور أعراض أقل حدة، فإن ارتفاع عدد الحالات قد يساهم في اكتظاظ الأنظمة الصحية غير المستعدة"
.
في جنوب إفريقيا، يبدو أن هذه الظاهرة لا تزال محدودة، لكن لا يمكن استقراء هذه النتيجة للبلدان الواقعة في نصف الكرة الشمالي، حيث يكون السكان أكبر سنًا. ويتوقع العلماء الحصول على كثير من المعلومات من المستشفيات في انجلترا في الأيام المقبلة، بما أن موجة "أوميكرون" ضربت هذا البلد أولًا في أوروبا. كما يبدو أن طفرات "أوميكرون" تسمح لها بخفض المناعة بالأجسام المضادة ضد الفيروس. والنتيجة: يمكنها أن تصيب على الأرجح عددًا كبيرًا من الملقحين (وإصابة أشخاص سبق أن طالهم الفيروس). وتظهر العديد من الدراسات المخبرية أن مستوى الأجسام المضادة يتراجع أمام "أوميكرون"، لدى الأشخاص الذين تم تطعيمهم بلقاحات "فايزر-بايونتيك" و"موديرن" وحتى أكثر مع "أسترازينيكا" أو "سينوفاك". والنقطة المشجعة هي أنه يبدو أن جرعة معززة سترفع بشكل كبير المناعة بالأجسام المضادة.
وتجاوزت إصابات فيروس "كورونا" في العالم 278.8 مليون إصابة، بينما ارتفعت الحصيلة الإجمالية للوفيات إلى أكثر من 5.39 مليون حالة وفاة. وتم إعطاء 8.88 مليار جرعة لقاح مضاد للفيروس. كما تعد الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضررًا من الفيروس في العالم، إذ سجلت أعلى حصيلة إصابات بنحو 52 مليون إصابة، كما سجلت أعلى حصيلة وفيات وهي 816 ألفا و362 حالة وفاة. وكانت الدولة الثانية الأكثر تضررا من حيث عدد الإصابات هي الهند حيث سجلت 34 مليون إصابة و479 ألف حالة وفاة، تلتها البرازيل في المركز الثالث بـ22 مليون إصابة و618 ألفا حالة وفاة.
وأظهرت دراستان أجريتا في بريطانيا أن الحاجة لرعاية طبية في مستشفى بسبب الإصابة بالمتحورة "أوميكرون" أقل احتمالًا مقارنة بنظيرتها "دلتا"، لكن الخبراء التزموا الحذر، مشيرين إلى أن معدل انتقال الفيروس المرتفع قد يؤدي إلى المزيد من الأعراض الشديدة.
وبحسب بحث أجرته جامعة "إمبريال كوليدج" في لندن فإن خطر حاجة المرضى المصابين بمتحور "أوميكرون" من فيروس "كورونا" للبقاء في المستشفى أقل بنسبة تتراوح بين 40٪ و45٪ من المصابين بالمتحور "دلتا". ويسابق العلماء الزمن للإجابة على أسئلة بخصوص الضرر الذي يحدثه "أوميكرون" وشدته لمساعدة الحكومات على التعامل مع المتحور الذي ينتشر بسرعة فائقة. ويأتي البحث البريطاني بعد دراسة في جنوب أفريقيا وجدت أن احتمال دخول الذين شخصوا بأنهم مصابون بالمتحور "أوميكرون" المستشفى كان أقل بنسبة 80٪ في الفترة بين أول أكتوبر و30 نوفمبر من أولئك الذين شخصت إصابتهم بمتحور آخر في نفس الفترة. وقال الباحثون إن تقديراتهم بناء على البحث أشارت إلى أن من تلقوا تطعيما بجرعتي لقاح لا يزالون محميين بدرجة كبيرة من دخول المستشفيات حتى لو تراجعت الحماية من الإصابة بـ"أوميكرون" إلى حد كبير. وشدد الخبراء على أن "تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية تبقى مكونًا أساسيًا في استراتيجية الوقاية من "كوفيد-19" وخصوصا في ضوء المتحورة "أوميكرون". مؤكدين ضرورة أن يتحمل كل شخص مسؤولياته لمنع الفيروس من مواصلة انتشاره، وأن ينظر عدد أكبر من الناس بجدية تجاه ما يتحتم عليهم القيام به داخل المحيط الذي يعيشون فيه، وأن يتخذوا القرارات الصائبة لصالحهم.
المصدر: وكالات
يتوق الناس حول العالم إلى إشارة بحسم المعركة والانتصار على فيروس كورونا، فهل انتهت الجائحة فعلًا؟
أصابع أقدام حمراء أو بنفسجية متورمة، وفي بعض الأحيان مؤلمة.. واحدة من أغرب الأعراض التي صاحبت تفشي الوباء وحيّرت العلماء إزاء ارتباطها فعلًا بـ"كوفيد-19".
هل السلالة الجديدة التي تجتاح العالم الآن تعني أن "كوفيد-19" سيصبح معديًا أكثر من أي وقت مضى؟