الانقراض الجماعي حول المياه العذبة إلى حساء سام

تعد الطحالب والبكتيريا جزءًا طبيعيًا من بيئة المياه العذبة الصحية، ولكنها في بعض الأحيان يمكن أن تنمو خارج نطاق السيطرة. الصورة: BEN HORTON

الانقراض الجماعي حول المياه العذبة إلى حساء سام

يعتقد بعض الخبراء أن جميع حالات الانقراض الجماعي تقريبًا في تاريخ الأرض قد تبعها انتشار الميكروبات في الأنهار والبحيرات.

23 سبتمبر 2021

بعد حدث الانقراض البرمي قبل 252 مليون سنة - وهو أكبر حدث انقراض جماعي في تاريخ الأرض - يبدو أنه كان هناك انفجار في تكاثر البكتيريا والطحالب، التي استمرت لمئات الآلاف من السنين.

وفقًا للسجل الجيولوجي في أستراليا، فإن الآثار الضارة لتغير المناخ وإزالة الغابات أثناء حدث انقراض العصر البرمي تسببت على الأرجح في ظهور حساء سام في حوض سيدني، أحد أقدم النظم البيئية المعروفة للمياه العذبة في العالم.

يقول المؤلفون:" إن هذا مثير للقلق، حيث يؤدي النشاط البشري إلى حدث انقراض جماعي مماثل اليوم". وبحسب الجيولوجي "تريسي فرانك" من جامعة كونيتيكت:" فإن هناك الكثير من أوجه تشابه بين الماضي واليوم. إذ كانت البراكين مصدرًا لثاني أوكسيد الكربون في الماضي، لكننا نعلم أن معدل إدخال ثاني أوكسيد الكربون، الذي شوهد في ذلك الوقت كان مشابهًا لمعدل زيادات ثاني أوكسيد الكربون التي نراها اليوم بسبب التأثيرات البشرية ".

تعد الطحالب والبكتيريا جزءًا طبيعيًا من بيئة المياه العذبة الصحية، ولكنها في بعض الأحيان يمكن أن تنمو خارج نطاق السيطرة وتستنفد الأوكسجين في الماء ما يؤدي إلى نشأة "مناطق ميتة". يحدث هذا مع الاحتباس الحراري وإزالة الغابات واندفاع مغذيات التربة إلى المجاري المائية، والتي يمكن أن تغذي الميكروبات. كل هذه العوامل الثلاثة تلعب دورها اليوم، ولهذا السبب ربما نشهد بالفعل زيادة في الإزهار السام.

وفقًا لبيانات التربة والحفريات من حوض سيدني، يعتقد الباحثون أن انتشار الميكروبات في أعقاب الانقراض البرمي كان أحد أعراض انهيار النظام البيئي القاري، وسببًا لتأخر تعافيه. إذ تسببت الانفجارات البركانية في نهر بيرميان في زيادة متسارعة ومستمرة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وقد تسبب هذا في ارتفاع درجات الحرارة العالمية وإزالة الغابات بشكل مفاجئ بسبب حرائق الغابات أو الجفاف. وبمجرد اختفاء الأشجار، لم يمض وقت طويل قبل أن تبدأ بنية التربة في التآكل، وانزلاق مغذياتها إلى النظم البيئية للمياه العذبة.

لأكثر من ثلاثة ملايين سنة، كافحت غابات الأرض للتعافي. بدلاً من ذلك، كان حوض سيدني مليئًا بالنظم الإيكولوجية للأراضي المنخفضة التي كانت تغمرها بانتظام أجسام مائية راكدة وعذبة قليلة الملوحة تستضيف مجموعات طحالب وبكتيرية مزدهرة. في المقابل، حالت هذه المناطق الميتة المستمرة دون إعادة إنشاء أحواض الكربون المهمة، وأبطأت تعافي المناخ والنظام البيئي.

كما وجدت سجلات أخرى قديمة في جميع أنحاء العالم أن التكاثر الميكروبي شائع بعد أحداث الانقراض بسبب الاحترار. يبدو أن الاستثناء هو حدث الكويكب الضخم الذي تسبب في الانقراض الجماعي للديناصورات قبل 66 مليون سنة. وقد تسببت هذه الحلقة الكبرى في ارتفاع كميات هائلة من الغبار والهباء الجوي للكبريتات في الغلاف الجوي، ولكن مقارنة بالنشاط البركاني، تسبب النيزك فقط في زيادة متواضعة في ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي ودرجة الحرارة، وليس زيادة مستدامة. على هذا النحو، يبدو أن ميكروبات المياه العذبة لا تخضع إلا لانفجار قصير العمر بعد حدث الانقراض، ولسوء الحظ، هذا مختلف تمامًا عما حدث أثناء الانقراض البرمي وما يحدث اليوم.

على سبيل المثال، لاحظ الباحثون أن "النطاق الأمثل لنمو درجة الحرارة" لهذه الطحالب الضارة في بيئات المياه العذبة هو 20-32 درجة مئوية (68-89.6 درجة فهرنهايت). يتطابق هذا النطاق مع درجات حرارة الهواء السطحي القاري في المنطقة خلال أوائل العصر الترياسي. هذا النطاق هو المتوقع لدرجات حرارة الهواء السطحي في الصيف القاري في منتصف عام 2100.

يلاحظ العلماء أوجه تشابه أخرى، بما في ذلك زيادة حرائق الغابات وزعزعة استقرار التربة. يقول الجيولوجي "كريس فيلدينغ"، من جامعة كونيتيكت: "التشابه الكبير الآخر هو أن الزيادة في درجة الحرارة في نهاية العصر البرمي تزامنت مع زيادات هائلة في حرائق الغابات. أحد الأسباب التي دمرت أنظمة بيئية كاملة كانت الحرائق، ونحن نشهد ذلك الآن في أماكن مثل كاليفورنيا".

الخبر السار هو أن العديد من التغييرات هذه المرة تحت سيطرتنا. ولكن كل ما سيحدث بعد ذلك هو خطاء بشري. يقول "فيلدينغ": "استغرق حدث الانقراض الجماعي في نهاية العصر البرمي أربعة ملايين سنة للتعافي منه، وهذا أمر مثير للقلق".

المصدر: sciencealert

الميكروويف.. هل يمثل مصدر قلق صحي؟

الميكروويف.. هل يمثل مصدر قلق صحي؟

رغم الحالات النادرة التي سُجلت إثر الإصابة بإشعاعات الميكروويف، إلا أن الخبراء يأكدون أن أجهزة الميكروويف تنبعث منها إشعاعات كهرومغناطيسية أقل من تلك التي تولدها الشموع!

تمكين الشباب للحفاظ على البيئة

تمكين الشباب للحفاظ على البيئة

صندوق محمد بن زايد للحفاظ على الكائنات الحية يعلن عن شراكة مع منظمة التنمية العالمية للبيئة لتمكين الشباب من دعاة الحفاظ على البيئة .

من زاوية نظرهم

من زاوية نظرهم

هؤلاء فنانون من سكان أميركا الشمالية الأصليين، يَعرضون تصوراتهم المرئية بشأن المستقبل.