لماذا تتأنق السلطعونات؟

تتنوع مظاهر أنواع سرطان البحر البالغ عددها 7000 نوع من المخيف إلى اللطيف وحتى السريالي. يتخذ بعضها أزياء غريبة مثل الشعر المستعار السام، ولكن كيف ولماذا تتماشى السرطانات مع الموضة؟.

ترتدي السرطانات الإسفنجية في غرب إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط ​​الإسفنج على رؤوسها وأجسادها، ليس لجذب الانتباه ولكن لتشتيت الانتباه. إذ يقوم الإسفنج بتمويه السرطانات من الحيوانات المفترسة، حيث تنبعث من بعض أنواع الإسفنج أيضًا مواد كيميائية سامة أو ضارة، ما يجعل السرطانات غير جذابة للحيوانات المفترسة. يقول "جاي ستاتشوفيتش"، عالم البيئة البحرية بجامعة كاليفورنيا: "إن السرطانات الإسفنجية تستخدم زوجها الخلفي من الأرجل لتثبيت إسفنجة سليمة على أجسامها. وغالبًا ما يشكلون الإسفنج ليلائم جزءًا كبيرًا من درعها أو الهيكل الخارجي الصلب لها"

من ناحية أخرى، فإن سرطانات الديكور، لديها شعيرات معقوفة في جميع أنحاء درعها والتي تعمل مثل اللاصق الصناعي "الفيلكرو" لتثبيت أي نوع من الزخرفة في مكانها" بحسب " ستاتشوفيتش". إذ تحمي السرطانات نفسها من الحيوانات المفترسة باستخدام الطحالب السامة أو شقائق النعمان اللاذعة والتي تقوم بدور مثل الإسفنج، إذ يُمكنها إخفاء السرطان وردع الحيوانات المفترسة. والبعض الآخر يستخدم المواد بما يتناسب مع ما يجده في البيئة ببساطة.

السرطانات الطحلبية في جنوب غرب الولايات المتحدة هي "أكثر الديكورات تطرفًا"، كما يقول "ستاتشوفيتش"، فهي تكسو نفسها بشقائق النعمان والطحالب وهي حيوانات طحلبية صغيرة يمكن أن تبدو شبيهة بالنباتات أو ذات فرو أو هلامية. أما السرطان الناقل في المحيطين الهندي والهادي وشرق إفريقيا، له أرجل خلفية متخصصة تسمح له بحمل وزن قنفذ البحر الواقي عند الخروج في نزهة. تحتوي بعض القنافذ على أشواك سامة، ولكن من الذي يرغب في اختبار ما إذا كان هذا واحدًا منهم؟. أما بالنسبة لسلطعون البازلاء (بحجم حبة البازلاء)،  فلا يكلف نفسه عناء ارتداء الأزياء على الإطلاق بل يختبئ داخل حيوان آخر. إذ يعيش سلطعون البازلاء داخل ذوات الصدفتين مثل بلح البحر والمحار، كما تقول "جوديث ويس"، عالمة الأحياء البحرية بجامعة روتجرز. 

أخيرًا، لدى سرطان البحر الناسك، هيكل خارجي صلب في النصف الأمامي ويحمي النصف الخلفي الأكثر ليونة من خلال العثور على أصداف الحلزون المهملة للعيش فيها. أجسامهم الناعمة ملفوفة لتناسب الأصداف المتصاعدة. وبحسب "وايس" فإنهم يحتاجون أثناء نموهم إلى العثور على قذائف أكبر، تمامًا مثل الأطفال الذين يكبرون ويصبحون في حاجة إلى أحذية أكبر. وعند تضاعف حجم السلطعون الناسك فإنه يزيل شقائق النعمان من أصدافه القديمة ويربطها بأخرى جديدة. أما شقائق النعمان فإنها تستفيد من قدرة السلطعون على الحركة، إذ يوفر لها أماكن تغذية جديدة لا يمكن أن يمتلكها المخلوق الثابت.

يعد سلطعون الملاكم واحدًا من بين السرطانات المثيرة للدهشة، إذ لديه مخالب صغيرة يحمل فيها شقائق النعمان الصغيرة، ما يمكّن السلطعون من الدفاع عن نفسه بشكل أفضل والاستفادة من الطعام الذي يلتقطه شقائق النعمان. وتعد السرطانات الشاملة في المحيطين الهندي والغربي، نوع من السرطان الناسك، إذ لا تهتم حتى بالصدفة - فهي ترتدي شقائق النعمان فقط ويمكنها سحبها لأعلى أو لأسفل على أجسادهم مثل ملاءة.

المصدر: Nationalgeographic