هل بدأت الحياة  على الأرض قبل 890 مليون سنة؟

أحفورة للأسفنج مُكتشفة في شمال غرب كندا يمكن أن تعيد كتابة التاريخ المبكر للحياة الحيوانية.

هل بدأت الحياة على الأرض قبل 890 مليون سنة؟

أحفورة للأسفنج مُكتشفة في شمال غرب كندا يمكن أن تعيد كتابة التاريخ المبكر للحياة الحيوانية.

5 أغسطس 2021

تظهر معظم المجموعات الرئيسية من الحيوانات - بما في ذلك المفصليات والرخويات والديدان - لأول مرة في سجل الحفريات أثناء الانفجار الكمبري، قبل 541 مليون سنة. ولكن وفقًا لورقة بحثية جديدة، يُمكن أن تكون حفريات الإسفنج من شمال غرب كندا أقدم بحوالي 350 مليون سنة من هذا التاريخ، مما يؤخر بشكل كبير تاريخ أقدم الحيوانات المعروفة على الأرض. وقد أثار الاكتشاف جدلاً بين علماء الحفريات، اللذين طالما جادلوا حول توقيت تطور الحياة الحيوانية المعقدة لأول مرة.

تقول مؤلفة الدراسة "إليزابيث تورنر"، عالمة الجيولوجيا الرسوبية في جامعة لورنتيان في سودبيري بكندا،:"لقد ظهرت الحيوانات قبل وقت طويل من ظهور الحفريات الحيوانية للمرة الأولى وهذا يعني أن هناك تاريخًا عميقًا للحيوانات التي لم يتم الحفاظ عليها جيدًا". ومع ذلك، فإن بعض العلماء غير مقتنعين بأن الأنماط المجهرية في أحافير "تورنر" التي يبلغ عمرها 890 مليون عام تشير إلى إسفنجة قديمة، بالنظر إلى الأدلة المقدمة في الدراسة.

حفريات أسماك الصحراء المصرية وسيناريو مستقبل الأرض

تقول "راشيل وود"، عالمة الجيولوجيا في جامعة إدنبرة، والتي تبحث في الشعاب الأحفورية: "إنه ادعاء كبير أن يتعين عليك حقًا التخلص من جميع الاحتمالات الأخرى، فالميكروبات، على سبيل المثال، تُنتج أشكالًا غريبة ورائعة." أحيانًا تنمو البلورات أيضًا بطريقة تشبه الأنماط التي شكلتها الكائنات الحية، كما تقول "وود"، ما يعني أن عينات الصخور التي عثر عليها "تورنر" قد لا تكون أحافيرًا على الإطلاق. 

عندما فحصت "تورنر" شرائح من الصخور تحت المجهر، رأت شبكات متفرعة من الأنابيب البلورية، وأدركت لاحقًا أن هذه الهياكل تشبه السقالات الداخلية للإسفنج القرني الحديث، وتتماشى مع أنماط التحلل والتحجر المتوقعة للإسفنج. وقد شعرت "تورنر" بالثقة في نشر نتائجها حتى السنوات القليلة الماضية، عندما أطلعت على دراسات وصفت هياكل مماثلة في صخور أصغر بكثير من وقت كان معروفًا بوجود الإسفنج. لكن هذه الدراسات أيضًا موضع خلاف على أساس أنها قد لا تكون أحافير إسفنجية فعلية.

اكتشاف حفريات وحيد القرن العملاق

التقط مؤلفو إحدى هذه الأوراق  صورًا للعديد من الشرائح الرفيعة من عينة الصخور الخاصة بهم واستخدموها لإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد للإسفنجة المزعومة. تقول "وود":" إن تقديم دليل مماثل كان سيعزز ادعاء تورنر". وإذا أثبتت هياكل "تورنر" أنها أحافير إسفنجية، كما يقول "ديفيد جولد"، عالِم الجيولوجيا في جامعة كاليفورنيا، فسيكون ذلك مثيرًا للغاية، وسيساعدنا في توضيح القصة المبكرة لتطور الحيوانات، وهو موضوع كان مثيرًا للجدل وناقشه العلماء لعدة عقود.

ولكن على الرغم من أنه من السهل العثور على أشياء تشبه الإسفنج في سجل الحفريات، إلا أنه من الصعب دعمها بأدلة أخرى. على سبيل المثال، دعم هو وباحثون آخرون 3 ادعاءات أحفورية من خلال الإشارة إلى عينات صخرية تحتوي على آثار جزيئات بيولوجية مرتبطة بالإسفنج. لسوء الحظ، نظرًا لعمر ونوع عينات الصخور في بحث "تورنر"، فإن هذا النوع من الحفظ غير ممكن حقًا، بحسب "جولد". بينما تقول "فيبي كوهين"، عالمة الجيولوجيا في كلية ويليامز في ويليامز تاون، ماساتشوستس، إنه من غير المعقول أن يكون الإسفنج قد سبق الانفجار الكمبري. إذ يقدر العلماء المدة التي انقضت على تباعد أسلاف مجموعات الحيوانات الحية باستخدام "الساعات الجزيئية"، التي تقيس معدل الطفرات في الحمض النووي والبروتينات بمرور الوقت. وتشير غالبية هذه التقديرات إلى أن أخر سلف مشترك لجميع الحيوانات على قيد الحياة اليوم تطور قبل الانفجار الكمبري، ولكن ليس بما يصل إلى 350 مليون سنة، كما تقول "كوهين". ومع ذلك  تشير إلى اقتناعها بأن عينات "تورنر" عبارة عن أحافير إسفنجية إذا رأت المزيد من الأدلة، بما في ذلك دراسات حول كيفية تحجر الإسفنج القرني.

وينقسم مجتمع علم الحفريات حول ما إذا كانت ندرة الحفريات الحيوانية من ما قبل العصر الكمبري ترجع إلى أن الكائنات التي عاشت في ذلك الوقت نادرًا ما نجت كأحافير حتى يومنا هذا، أو لأن تقديرات الساعة الجزيئية لأصول الحيوانات خاطئة. وإذا كانت أسلاف الإسفنج الحديث على قيد الحياة بالفعل منذ 890 مليون سنة، فهذا يعني أن الحيوانات المبكرة نجت في ظروف صعبة للغاية من أجل الحياة  مثل مستويات منخفضة للغاية من الأوكسجين وفترات " كرة الثلج على الأرض'' التي تجمد خلالها سطح الكوكب بالكامل.

وتجادل "تورنر" بأن الإسفنج يمكن أن ينجو من البيئة منخفضة الأوكسجين عن طريق العيش في تجاويف وشقوق في الشعاب المرجانية بجوار البكتيريا الزرقاء الضوئية التي تطلق الأوكسجين. -قد يتغذى الإسفنج أيضًا عن طريق الرواسب العضوية التي تنتجها البكتيريا- وتقول: "ربما كان هناك إمداد لذيذ وغزير جدًا من المخاط لتتغذى عليه الكائنات الحية التي تعتمد الترشيح في غذائها".

وفيما يهتم العلماء بالإجابة على سؤال متى بدأت الحياة على الأرض. يقول "جولد" :"إنه يمكن تنشيط الجدل الذي ظل يغلي بهدوء منذ عقود. لكنني أظن أنه لن يغير الكثير من آراء أولئك الذين اتخذوا قرارًا بشأن عمر الحيوانات".

المصدر: Nature

استكشاف

فوتوغرافيا

فوتوغرافيا

بعدسات ناشيونال جيوغرافيك

هل يجد الزوار مدينةَ إنكا ضائعةً؟

استكشاف

هل يجد الزوار مدينةَ إنكا ضائعةً؟

في مرتفعات البيرو المكتنَفة بالغيوم، تبقى أطلال "تشوكيكيراو" -صعبة الوصول- بمنأى عن حشود الزوار المتدفقين إلى "ماتشو بيتشو". لكن ذلك قد يتغير قريبًا.

القطط..  سيدة الملاحة البحرية

استكشاف

القطط.. سيدة الملاحة البحرية

تُعرَف بنفورها من الماء، على أنها ظلت فردًا من طواقم السفن منذ بزوغ تاريخ الإبحار.