نجحت أسماك القرش في النجاة من 4 أحداث انقراض جماعي، ولكن قبل 19 مليون سنة اختفى نحو 90٪ من هذه المفترسات.
6 June 2021
على مدار أكثر من 400 مليون عام طافت أسماك القرش مياه كوكب الأرض، إذ تعد هذه الحيوانات المفترسة العملاقة أقدم من أقدم غابة أحفورية.
ونجحت أسماك القرش في النجاة من 4 أحداث انقراض جماعي على الأقل. ولكن قبل 19 مليون سنة، اختفى نحو 90٪ من هذه المفترسات لسبب غير مفهوم. ولكن لم يُكتشف حدث الانقراض الجماعي المدمر والغامض الذي أودى بحياة أغلب هذه الحيوانات المفترسة إلا مؤخرًا.
تقول " إليزابيث سيبرت"، عالمة الحفريات في جامعة بيل،: "قمنا بدراسة أسنان الأسماك المجهرية وقشور أسماك القرش في رواسب أعماق المحيطات، لإنشاء سجل مدته 85 مليون سنة، للتعرف على شكل التباين الطبيعي لهذه المفترسات". وخلال دراسة هذه العينات، اكتشف الباحثون انخفاض مفاجئ لأسماك القرش بأكثر من 90٪، فيما لم تتجاوز خسائر أسماك القرش، خلال حدث الانقراض الذي قضى على الديناصورات غير الطيرية قبل 66 مليون سنة، 30٪ فقط.
لا أحد يعرف سبب الانقراض الذي أودى بحياة أسماك القرش، ولكن يرجح أن حدث الانقراض استمر نحو 100 ألف عام، لكن الغريب أن الانقراض لا يتماشى مع أي تحول رئيسي معروف في مناخ الأرض أو أي تغير كبير بين الحيوانات المفترسة الأخرى في المحيطات المفتوحة.
وبحسب الدراسة، فإن انخفاض أعداد أسماك القرش منح الحيوانات البحرية الأخرى فرصة للتألق، بما فيها أسماك التونة والطيور البحرية والحيتان. ووجدت "سيبرت" لأول مرة تلميحات عن هذا الانقراض الغامض منذ عدة سنوات، بينما كانت تحاول فهم الأنماط الواسعة لكيفية عيش الأسماك - بما في ذلك أسماك القرش - في المحيط المفتوح على مدار الـ 85 مليون سنة الماضية من تاريخ الأرض. ولجأت "سيبرت" إلى البحث عن واحدة من أهم مكتبات الأرض وهي دراسة أعماق البحار التي تمثل كتاب تاريخ ضخم بحجم كوكبنا، إذ تسجل القرائن الكيميائية والأحفورية في كل طبقة رسوبية تاريخًا لكيفية تغير الأرض بمرور الوقت.
وعندما أحصت "سيبرت" قشور أسماك القرش وأسنانها، وجدت أن الرواسب قبل 90 مليون عام تحتوي على عاج قرش واحد لكل سن سمكة. وبحلول بضعة ملايين من السنين، انخفضت نسبة أطقم أسماك القرش إلى النصف. وبحلول ما يقرب من 56 مليون سنة مضت، استقرت النسبة إلى سن قرش واحد لكل 5 أسنان سمك. ظلت هذه النسبة ثابتة للسنوات الأربعين مليون التالية أو نحو ذلك - حتى 19 مليون سنة مضت عندما تمكنت من العثور على سن واحد فقط لكل 100 من أسنان السمك.
نشرت "سيبرت" هذه الملاحظات في مجلة "وقائع الجمعية الملكية" في عام 2016، ولكن كان لا يزال هناك الكثير الذي لم تكن تعرفه. هل أصاب الانهيار جميع أنواع أسماك القرش على قدم المساواة؟ أم أن بعض أنواعها انقرضت تمامًا قبل 19 مليون سنة؟
لمعرفة ذلك، تعاونت "سيبرت" مع "ليا روبن"، التي كانت آنذاك طالبة جامعية بولاية ماين. وبعد النظر في ما يقرب من 600 صورة لأسماك القرش الحديثة، وما يقرب من 1300 الحفريات، انخرطتا في تصنيف الأسنان وكانت النتيجة مذهلة. فالعينات التي يقل عمرها عن 19 مليون سنة تحتوي فقط على 30٪ من أنواع الأسنان الموجودة في الرواسب القديمة. إذن شيء ما، بطريقة ما، قضى على العديد من أنواع أسماك القرش في المحيط الهادي، إن لم يكن معظمها. علاوة على ذلك، يبدو أن الانقراض قد أصاب بعض المجموعات بشكل أقوى من غيرها.
مما لا شك فيه أن هذا الاكتشاف سيثير اهتمامًا متجددًا بهذه الفترة الزمنية، والمعروفة في الأوساط العلمية باسم العصر الميوسيني المبكر. تشير السجلات المناخية الحالية من ذلك الوقت إلى أن مناخ الأرض كان مستقرًا في ذلك الوقت، ولكنه أيضًا لم يكن مفهومًا جيدًا. وإن رجحت "سيبيرت" أن يكون نوع من الأحداث المناخية قصيرة المدى قد ضرب الأرض قبل 19 مليون سنة.
ثمة تحذير جديد يطلقه علماء البيئة بشأن أسماك القرش، إذ انخفضت أعدادها في المحيطات بنسبة 71٪ منذ عام 1970، بسبب الصيد الجائر، وبحسب "محمد بازي" عالم الحفريات بالسويد، فإنه يتجلى بوضوح مدى هشاشة هذه الحيوانات المفترسة لأي نوع من التغير البيئي المفاجئ لكن الأمر يظل رهن البحث حتى الأن. ويدرس الجيولوجيون الآن عن كثب هذه الفترة، والتي تسمى العصر الحراري الأقصى من العصر الباليوسيني والإيوسيني، لمعرفة المزيد حول كيفية استجابة الأرض لتغير المناخ الذي يسببه البشر. وربما يدرس علماء المستقبل انقراض سمكة القرش من العصر الميوسيني بالطريقة نفسها - لكن المزيد من البيانات فقط هو الذي سيحل اللغز.
المصدر: National Geographic
يدحض بحثٌ جديد الافتراض السائد منذ فترة طويلة بأن مزيج ألوان الظربان -الأبيض والأسود- هو ما يدفع الحيوانات ومن ضمنها القيوط للابتعاد عنها
هل تقول قطتك "أحبك " أم تقول "أريد الطعام"؟ هذا التطبيق الجديد المدعوم بالذكاء الاصطناعي يتعهد بتفسير ما تقوله القطط
بالإضافة إلى التحقيق في مفهوم العلامات المنفرة Aposematism، تعزز الدراسة الجديدة فكرة أن شخصيات الحيوانات من الفصيلة ذاتها تتفاوت ضمن مجموعاتها فعلى سبيل المثال، تم رش أحد ذئاب القيوط الذي يتسم...