فطر" ماسوسبورا" يستهدف السيكادا ويتغذى على مؤخرتها تاركًا وراءه كتلة من الجراثيم.
24 مايو 2021
تشهد 12 ولاية أميركية حدثًا استثنائيًا مع ظهور المليارات من حشرة السيكادا بشكل متزامن، بعد أن أمضت سنوات وهي تنمو في باطن الأرض؛ وكان آخر ظهور للسيكادا عام 2004، ومنذ ذلك الحين اختفت عن أنظار البشر، وعادت إلى مسكنها حيث الظلام الدامس.
وعلى مدار هذه السنوات كانت حوريات حشرة السيكادا، ترتشف نسغ جذور الأشجار تحت الأرض، بينما كان هناك عدو لدود في انتظار خروجها وهو فطر" ماسوسبورا" الذي يستهدف السيكادا ويتغذى على مؤخرتها تاركًا وراءه كتلة من الجراثيم. هذه الفطريات المميتة تسيطر على أدمغة السيكادا، وتؤثر على سلوكها الجنسي بشكل عجيب، تجبرها على نشر الأبواغ الفطرية إلى باقي جنسها عن طريق التزاوج مع الحشرات غير المصابة والتحليق حولها. وبحسب عالم الحشرات الأميركي "مايكل جيه.روب" فإن الفطر يصطف في دورة حياته بدقة مع السيكادا، ويظل كامنًا في التربة حول الأشجار، حتى يتمكن من اختراق جلد السيكادا ويحولها إلى حديقة فطريات.
وكان "تشارلز هورتون بيك"، عالم النبات في ولاية نيويورك، أول من نشر وصفًا للفطر المذيب للسيكادا في التقرير السنوي لعام 1879 لمتحف ولاية نيويورك للتاريخ الطبيعي. وأعلن بيك وقتها، الذي وصف 2700 نوع من الفطريات في أميركا الشمالية، أن النوع الذي يصيب السيكادا لا يشبه أي نوع آخر معروف له. وأكد "بيك"، أنه يتم إخفاء الفطر بالكامل في جسد الحشرة. ولكن مع تقدم العدوى، "تتساقط الحلقات الطرفية من البطن، لتكشف عن الكتلة السحيقة للأبواغ بداخلها".
لماذا عادت السيكادا بعد 17 عامًا من الغياب؟
ووفق "بريان لوفيت"، الباحث في جامعة "وست فرجينيا"، والمؤلف الرئيس لدراسة عام 2020 عن السيكادا المصابة بالعدوى، فإن الأشخاص الذين يواجهون حشرة السيكادا هذا الربيع يمكنهم بالتأكيد اكتشاف السيكادا المصابة بالفطر. ووجد لوفيت وزملاؤه أن الفطر جعل ذكور السيكادا المصابة تحرك أجنحتها بنفس الطريقة التي تفعل بها الإناث، لإغراء الذكور الآخرين. ويشير" لوفيت" إلى أن ظهور السيكادا هذا العام بعد سنوات من الاختباء في باطن الأرض هو الأكبر، لذا يتوقع انتشار عدوى الفطر على نطاق واسع. لكن العلماء يؤكدون في الوقت نفسه أن هذا الفطر جزء راسخ من النظام البيئي.
المصدر: livescience
دراسات جديدة وتجارب علمية تكشف أسرار حياة الحشرات، لتوسع مداركنا حول وعي وسلوك هذه الكائنات.
مخلوق ممتلئ الجسـم، يناهز طوله الـ 1.5 متر، وتمنحه الصبغة الداكنة التي تحيط بعيونه مظهرًا بقريًا كما يؤكد ذلك اسمه باللغة الإسبانية الذي يعني "بقرة صغيرة".
سلوكيات مؤلمة وأساليب متطرفة تتبعها الكائنات في سبيل مصلحة بقاء النوع.