أعلنت منظمة الصحة العالمية في عام 1980 القضاء على مرض الجدري في العالم، وجاء هذه الإعلان بعد أن دفعت جانيت باركر حياتها ثمنًا لدق ناقوس الخطر الأخير في مواجهة المرض.
25 ابريل 2021
في عام 1796 طور الطبيب الإنجليزي "إدوارد جينر" أول لقاح ضد الجدري، لكن لم تبدأ البشرية حتى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي في قلب التيار ضد الفيروس.
خسر العالم خلال المعركة ضد الجدري نحو 300 إلى 500 مليون شخص، حتى من نجوا من هذا المرض اللعين لم تُكتب لهم النجاة كاملة. ترك الجدري أثاره عليهم كانوا مشوهين وفقدوا أطرافهم وترك المرض حسرة وبؤس لا يمكن نسيانهما.
حتى منتصف القرن المنصرم كان الجدري أحد أكثر أعداء البشرية قسوة، لكن من خلال نظام التطعيم والحجر الصحي، استطاعت منظمة الصحة العالمية مكافحة المرض في جميع أنحاء العالم بهدف القضاء عليه تمامًا، إذ شارك نحو 150 ألف طبيب المنظمة في حملاتها المكثفة، كان من بينهم البروفيسور "هنري بيدسون"، عالم الفيروسات المتخصص، الذي زار مناطق شديدة الخطورة مثل باكستان وأفغانستان لدراسة فيروسات مشابهة للجدري وللوصول إلى إجابات قاطعة حول ما إذا كان الجدري اختفى في مكان ما، وما إذا كانت هذه الفيروسات ستتحول إلى أعداء شرسين مثل الجدري؟.
للإجابة على هذه التساؤلات طلب البروفيسو "بيدسون" إذنًا من منظمة الصحة العالمية للاحتفاظ بعينات الفيروس في المختبر في برمنغهام، وكان من الصعب الموافقة على طلبه، لأنه من المهم تقليل عدد المعامل، التي تخزن الفيروس في جميع أنحاء العالم، فحدوث تسرب للفيروس من أحد هذه المختبرات سوف يُكلف العالم الكثير ويعيد التاريخ قرونًا من البؤس إلى الوراء. المفاجأة السارة أن تحول حلم بيدسون إلى حقيقة وتمت الموافقة على طلبه عام 1978،و بعد أيام قليلة من موافقة منظمة الصحة العالمية على التماس "بيدسون"، بدد فرحته اتصال هاتفي من أحد مساعديه، كان هناك اشتباه في حالة مصابة بالجدري، لكن المفاجأة الأكثر سوءًا أن هذه الحالة تعمل لدى مختبره في كلية الطب بمدينة برمنغهام.
كانت بطلة هذا الكابوس تدعى "جانيت باركر"، التي عملت في قسم التشريح في كلية الطب في برمنغهام. غطت البقع الحمراء المتقرحة جسد باركر شيئا فشيئًا، ولم يعد هناك سبيلًا لنكران المرض، كانت النتيجة قاطعة وصادمة، لقد أصيبت "باركر" بالجدري، وكانت بريطانيا هي آخر مكان يتوقع ظهور المرض فيه، خاصة وأنها لم تشهد حالة إصابة بالمرض قبل باركر بأربع سنوات. فُزع العالم بعد إصابة "باركر"، خاصة وأن فترة حضانة الجدري نحو 12 يومًا، هذا يعني أن باركر بالتأكيد خالطت الكثيرين، واحتمال عدوى آخرين قائم.
هرعت الفرق الطبية لعزل وتطعيم المخالطين لباركر، زوجها ووالدها وابنتها حتى رجل الإسعاف الذي نقلها إلى المستشفى، واستجوابهم بشأن تحركاتهم الأخيرة حتى لا تكبر دائرة النار. كان الأمر أشبه بمن يبحث عن إبرة في كومة قش، على "باركر" أن تتذكر من خالطت وإلا فالنتائج وخيمة. عادت الطوابير الكبيرة أمام المراكز الطبية لتلقي لقاح الجدري. تزامنت حالة الهلع المشروعة في بريطانيا من هذا الوباء مع سؤال غاية في الأهمية، كيف أصيبت "باركر" بالجدري؟ .كان الحصول على إجابة قاطعة وقتها أمرًا هامًا لإنقاذ الكثيرين، لكن السؤال ظل معلقًا حتى يومنا هذا.
اتجهت الأنظار إلى مختبر الجدري في كلية الطب في برمنغهام، حيث عملت "باركر"، وأصبح السؤال الأكثر تحديدًا هل تسرب الفيروس من المختبر؟. أشارت أصابع الاتهام إلى "ويدسون"، الذي تم العثور عليه في حديقة منزله منتحرًا، بعد الضغوط الإعلامية التي تعرض لها، اعتبر البعض أن انتحار "ويدسون" اعتراف ضمني عن مسؤوليته في تسرب الفيروس من المختبر، وفي الوقت نفسه كانت "باركر" قد فارقت الحياة للتو متأثرة بإصابتها بالجدري اللعين. واستمرت التحقيقات واستمر معها الفزع.
وفي أكتوبر 1979، رفض 3 قضاة في محكمة برمنغهام الجزئية أدلة الادعاء بأن جامعة برمنغهام قد انتهكت قانون الصحة والسلامة في العمل، لكن فصول القضية لم تنته بعد، إذ وجه تقرير حكومي اللوم إلى مختبرً برمنغهام في عام 1980 متهمًا إياه بالتسبب في إصابة باركر بالجدري. وأشار التقرير إلى أن انتقال الفيروس يجب أن يكون قد حدث من خلال أحد الطرق الثلاثة، إما عن طريق تيار هوائي أو عن طريق الاتصال الشخصي أو عن طريق الاتصال بمعدات أو أجهزة ملوثة. ولكن القواعد القانونية برأت جامعة برمنغهام. وظلت احتمالات وفاة باركر مفتوحة، لكن الحقيقة المؤكدة أنه تم اعلان برمنغهام خالية من الجدري بعد نحو شهرين من إصابة باركر وعادت الحياة إلى طبيعتها بينما بقي لغز إصابة "باركر" أحد الألغاز الطبية، التي لم تفك شفراتها حتى اليوم.
قارنت دراسة حجم منطقة ما تحت المهاد لدى أشخاص من مختلف الأوزان ووجدت أنها "تزداد بشكل ملحوظ" في المشاركين الذين يعانون من السمنة.
قال باحثون إن دراستهم تشير إلى أن مكملات فيتامين [د] قد تقلل من حدوث الأمراض القلبية الوعائية الرئيسة، وخاصة احتشاء عضلة القلب، وانسداد الأوعية التاجية.
لم تعد هذه التعليمات الجينية القديمة قادرة على إحياء فيروسات كاملة، ولكنها يمكن أن تخلق أجزاء من الفيروسات تكفي لجهاز المناعة لاكتشاف التهديد الفيروسي