منازل من القرميد وأفران لطهي اللحوم وأواني فخارية وتماثيل ونقوش ورفات مدفونة تحت الرمال لأكثر من 3000 عام، قد تُعيد كتابة تاريخ حياة المصريين القدماء.
11 ابريل 2021
تحولت أنظار العالم بين ليلة وضحاها إلى مدينة الأقصر (جنوب القاهرة)، إذ توافد العشرات من الصحفيين والمصورين إلى عاصمة مصر القديمة لمشاهدة آثار "المدينة الذهبية المفقودة" التي عدها علماء آثار ثاني أهم اكتشاف بعد مقبرة الملك "توت عنخ آمون" التي عثر عليها في عام 1922. وكانت علامات الدهشة تكسو الوجوه خلال الجولة بموقع المدينة الأثرية المكتشفة التي أسسها الملك "أمنحتب الثالث" قبل نحو 3300 عام، حيث كانت مقتنيات مصرية قديمة تبدو وكأنها صُنعت بالأمس القريب. وشاهد الحضور أفرانًا كان يضع فيها المصريون القدماء الفخار لطبخ اللحم، في دليل على أن المصريين القدماء كانوا يقومون بطهي اللحوم بنفس الطريقة التي يتبعها أبناء الريف في مصر الآن عبر غلي اللحم في المياه وتجفيفها. وربما كان من المدهش أن تعرف أن الآثريون عثروا على 3 كيلوجرامات من اللحم المجفف عمره أكثر من 3000 عام في هذا المكان.
المصريون القدماء كانوا يقومون بطهي اللحوم بنفس الطريقة التي يتبعها أبناء الريف في مصر الآن عبر غلي اللحم في المياه وتجفيفها.
كنز ممتد من الآثار المصرية القديمة يضم منازل من الطوب اللبن (القرميد) وتماثيل للملكة "تي" وللإله "بس" والإله "حتحور" وإلهة الإنجاب "تاؤور". وخلال الجولة في المدينة المكتشفة ستشاهد عمال الآثار يحملون الأواني الفخارية التي رُسمت عليها غزال، ويعرضون أحجارًا كريمة وسنانير للصيد وغيرها؛ وعلى بُعد خطوات منها توجد رفات بشرية. إنها مدينة ستعيد كتابة قصة حياة المصريين القدماء كيف عاشوا؟ وكيف أقاموا منازلهم؟ وربما تجيب على أسئلة مثلت ألغازًا في تاريخ الضحارة المصرية القديمة، ومنها لماذا انتقل الملك "أخناتون" إلى تل العمارنة؟ وعلاقة المصريون القدماء بعبادة "آتون" الذي يعدها البعض أول ديانة توحيد في التاريخ القديم.
وعن سر إطلاق اسم "المدينة الذهبية المفقودة" على الكشف الآثري الجديد، يقول عالم المصريات "زاهي حواس" إن هذه المدينة تعود إلى العصر الذهبي للتاريخ المصري خلال حكم الأسرة الثامنة عشر، أول أسر المملكة المصرية الحديثة والتي بلغت فيها مصر القديمة أوج قوتها (1550 – 1292 ق.م). ويعود لقب "مفقودة" إلى أنه لم يكن أحد يعلم من قبل بوجود مدينة في هذه البقعة بالأقصر.
مدينة "صعود "آتون" تعود إلى العصر الذهبي للتاريخ المصري خلال حكم الأسرة الثامنة عشر وأسسها الملك أمنحتب الثالث.
ويفسر حواس سر الاهتمام العالمي بهذه "المدينة الذهبية" بأنها ستكشف معلومات للمرة الأولى عن الحضارة المصرية القديمة، حيث استمر المصريون يعيشون فيها إلى فترة الملك الشاب توت عنخ آمون. وعثرت البعثة الأثرية على الموقع بالصدفة، إذ كانت مهمتها الرئيسة هي البحث عن المعبد الجنائزي للملك الشاب، ولكن خلال عمليات التنقيب في المنطقة اكتشفوا تحت الرمال تشكيلات من القرميد ليذهلوا بوجود مدينة كبيرة لم يكن أحد يعرف عنها شيئًا محفوظة بالكامل. وتقع المدينة الذهبية المفقودة" بين معبد الملك "رمسيس الثالث" وتمثال الملك أمنحتب الثالث على الضفة الغربية لنهر النيل بالأقصر (طيبة القديمة).
وقال حواس إن المدينة سُميت بـ"صعود آتون" وأن مناظر الإله آتون انتشرت داخل أحد المنازل وعلى الحجر الجيري، وهو دليل على أن أمنحتب الثالث آمن بالإله آتون (إله الشمس) وليس فقط وريثه الملك "إخ". ويضيف أن أخناتون سكن "المدينة الذهبية المفقودة" سنوات قبل أن يغادرها إلى تل العمارنة. والملك أمنحتب الثالث هو الملك التاسع من الأسرة الثامنة عشر وحكم مصر من عام 1391 إلى عام 1353 قبل الميلاد. وشاركه ابنه ووريث عرشه "أخناتون" (أمنحتب الرابع) الحكم آخر ثمان سنوات من عهده. ويقول زاهي حواس إن هذه المدينة هي أكبر مستوطنة إدارية وصناعية في عصر الإمبراطورية المصرية على الضفة الغربية للأقصر، حيث عُثر بالمدينة على منازل يصل ارتفاع بعض جدرانها إلى نحو 3 أمتار ومقسمة إلى شوارع.
علماء يستخدمون تقنيات حديثة لحل لغز استيطان جزر الكناري وقصة "الألف مومياء".
بحسب علماء آثار فإن اللقاء السنوي بين آمون رع (آله الشمس) وزوجته "موت" كان احتفالًا بالزواج المقدس.
تعدّ الثيران المجنحة والجداريات الهائلة، أبرز ما وصل العصر الحالي من آثار الامبراطورية الآشورية.