عامٌ بالصورة: الفيروس والمظاهرات والتغير المناخي.. أعادت جميعًا تشكيل كوكبنا.
تتَتبّعُ شركة "ميريام وبستر" لنشر المعاجم، الكلمات التي يبحث عنها الناس بأكبر وتيرة على الإنترنت؛ لا لأنهم بالضرورة لا يعرفون معانيها، بل لأن التعاريف الاصطلاحية تساعدهم -كما تساعدنا جميعًا- في بعض الأحيان على تركيز فهمنا للأحداث. في مطلع عام 2020، راجت كلمة "apocalypse" (نهاية العالم). وكذلك راجت الكلمات: "calamity" (طامّة) و"pestilence" (وبال) و"panic" (هلع) و"hunker down" (يستعد لموقف صعب) و"surreal" (سريالي).
كان ذلك في الشتاء ومطلع الربيع، عندما بدا أن المجهود اليومي لاستيعاب ما يجري من حولنا يفوق تصوّرنا. وفي الصيف، بعد مقتل "جورج فلويد"، شهد البحث عن كلمة "racism" (العنصرية) زيادة حادّة. وكذا كان الحال مع كلٍ من "fascism" (فاشية) و"empathy" (تقمّص وجداني) و"defund" (يوقف تمويل). وفي سبتمبر، تبعتها كلمة "mental health" (صحة نفسية). كان غرب الولايات المتحدة حينها يحترق؛ أما الولايات الجنوبية الغربية فكانت قد أمطرتها أعاصير كثيرة إلى درجة استنفدت محتويات قائمة الأسماء الاعتيادية التي كان "المركز الوطني للأعاصير" يستعملها، فأخذ هذا الأخير يُطلق على الأعاصير الجديدة أسماء حروف الهجاء اليونانية. وقد ساقت الرياح دخان حرائق الغابات السامّ قاطعةً به آلاف الكيلومترات. وذات صبيحة، حوّل الدخانُ الكثيف لونَ السماء إلى برتقالي داكن حول "خليج سان فرنسيسكو"؛ وبقيت الأجواء مظلمة طيلة اليوم، كأنها سوط عذاب من النوع الذي تذكره الكتب السماوية.
وماذا عن أسراب الجراد؟ لقد كان لنا نصيبٌ منها هي الأخرى هذا العام؛ إذ اجتاحت مساحات واسعة من إفريقيا وآسيا. وإلى حدود وضع اللمسات التحريرية الأخيرة على هذا العدد من المجلة، كان لجم الجائحة العالمية في الولايات المتحدة وأرجاء عديدة أخرى من العالم ما يزال بعيد المنال. أما الذين تعافوا منها بدنيًا، فقد أمضوا أسابيع -أو أشهر- وهم يشعرون كأن العام بأسره أشبه بتجربة جنونية لاختبار القدرة العاطفية على التحمل قبل بلوغ لحظة الانهيار. نَعلَم أن من طبيعة البشر أن يكونوا مذعورين، وبطوليّين، وحيارى، وممتنّين، ولئيمين، ومحزونين، وإيثاريين، ومفعمين بالأمل، ومتهكّمين، وحانقين، وثابتي العزم. لكن كان علينا انتظار عام 2020 ليَفهَم بعضُنا إلى أي حد يمكن لكلٍ منا أن يتّصف بكثير من هذه الصفات في آن.
مصب نهر الأمازون ليس مجرد نهاية لأقوى أنهار العالم وأكثرها عنفوانًا، بل هو أيضًا بداية لعالم مدهش يصنعه الماء.
سواء أَرأينا الدلافين الوردية أشباحًا تُغيّر أشكالها أم لعنةً تؤْذي الصيادين، تبقى هذه الكائنات مهيمنة على مشهد الأمازون ومصباته. ولكن مع تغير المشهد البيئي للمنطقة، بات مستقبل أكبر دلافين المياه...
يراقب عالِمان ضغوط الفيضانات في غابات الأمازون المنخفضة.. ويسابقان الزمن لحمايتها ضد الظروف البيئية الشديدة التي ما فتئت تتزايد على مر السنوات.