قبل أن نفقد ثقتنا بالعلم..

في هذه الصورة نرى تطبيقًا لمبدأ المحافظة على مسافة الأمان -التباعد الاجتماعي- لدى حدائق "جوبيلي" بالقرب من عجلة "عين لندن" الهوائية. اختار المصوّر التقاط صور نشاطاتنا الاعتيادية اليومية بكاميرا للتصوير الحراري، ليرينا كيف أن حرارة أجسامنا أصبحت مؤشرًا على ما إن كنا مصابين بفيروس "كورونا" أم لا. إذ تُحوَّل درجاتُ الحرارة إلى تدرّجِ لوني، يتراوح بين درجات الأزرق الباردة ودرجات البرتقالي الدافئة.

قبل أن نفقد ثقتنا بالعلم..

حقن متطوّع بلقاح تجريبي مبرَّد لفيروس "كوفيد-19" صُنع لدى "جامعة أوكسفورد".

قبل أن نفقد ثقتنا بالعلم..

يعمل الباحثون جاهدين بوتيرة متذبذبة على فهم طبيعة فيروس "كورونا". ولطالما عمل العلم بهذه الطريقة. ومهما بلغ بنا الانزعاج والتشوّش نتيجة متابعة ما يجري، فإن العلم هو السبيل الوحيد لهزيمة الجائحة.

قلم: روبين مارانتز هينيغ

عدسة: جايلز برايس

1 نوفمبر 2020 - تابع لعدد نوفمبر 2020

إنْ كانت هناك من فكرة تهيمن على الكتب والمقالات التي كتبتُها على مرّ الأعوام الأربعين الماضية، فهي الافتتان بما اكتشفه العلماء عن جسم الإنسان. وقد أمضيتُ مسيرةً مهنية طويلة في شرح البحوث الطبية البيولوجية، ما جعلني أُكنّ احترامًا كبيرًا للمنهج العلمي. فمع أن هذا الأخير يَشهد بين الحين والآخر زلاّتٍ وتصحيحات ذاتية، فإنني أؤمن بأنه يتقدّم بنا في المحصلة باتجاه فهمٍ أكبر للعالم ولكيفية الازدهار فيه. لذا فقد كنتُ مهيّأةً -إذْ عكف العلماءُ في البداية على فهم فيروس "كورونا" غير المسبوق- لاتّباع النصيحة الخاصة بكيفية البقاء بأمان، بناءً على فرضية أن الفيروس ينتقل غالبًا من خلال القُطيرات التي يخلّفها السعال والعطاس على الأسطح. فنظّفت بجدّ مِساحات العمل، وامتنعت عـن لمس وجهي، وحرصت كل الحرص على غسل يديَّ جيدا إلى درجة أن حجر الماس الصغير على خاتم زواجي صار له بريقٌ أشدّ من أي وقت سابق. وبعد نحو أسبوعين على إغلاق مدينتِي -نيويورك- مطاعمَها ومسارح شارع "برودواي" وأكبر منظومة مدارس في البلد، تحوّل العلماء فجأة إلى رسالة أخرى: على الجميع ارتداء الأقنعة الواقية. كان ذلك انقلابًا صاعقًا؛ كيف لا، وقد كانت التوصية الأولية -التي أُبلغت بثقة- ألّا يستعمل المرء قناعًا، ما لم يكن عاملًا في الخط الأمامي بقطاع الصحة. وقد ارتكزت تلك المراجعة إلى حد كبير على فرضية جديدة تفيد بأن فيروس "كورونا" ينتقل غالبًا بواسطة الهواء.
إذن، أيُّهما مَثَّل طريقة انتقال الفيروس: الأسطح الملوّثة أم الجُسيمات العالقة في الهواء؟ أيجدر بنا أن نخشى أزرار المصاعد الملوّثة أم أنفاس الأشخاص القريبين منا؟ وهل كان العلماء أنفسهم يمتلكون الجواب؟ أُقِرُّ أن تحوّل النصيحة الخاصة باستعمال الأقنعة الواقعية قد أفزعني، لا بسبب النصيحة الجديدة نفسها (إذ كان من دواعي سروري استعمال القناع إنْ زكّى الخبراء ذلك) بل بسبب ما استشعرتُ فيها من إشارات غير مطَمْئنَة، مفادها أن العلماء كانوا يخمّنون طبيعة الفيروس على عَجَل. وهكذا بدت لي تصريحات أذكى خبراء العالم كما لو أنها افتراضات مدروسة أُطلقت بحسن نيّة. مع اقتراب نهاية هذا العام المدمر بمسيرته المُثقلة بالمآسي، مـن المـهم أن نخصص مهلة للتفكّر في التأثير طويل الأمد لمشاهدة العلماء وهم يطأطئون رؤوسهم ويترنحون لإيجاد طريقهم نحو فهمٍ أفضل لفيـروس "كورونا" وعرقلة تسبّبـه بمـرض "كوفيد19-"؛ وكـل ذلك على مــرأى من العالم وبسرعة جنونية. وحــتى أنا -بوصفي امــرأة مولـعة بالعــلوم- وجدت مشاهدتهم وهم يتجادلون ويختلفون وينقلبون على آرائهم ويعيدون النظر فيها، أمرًا مزعجًا. ولطالما رجوتُ لو أن بطلًا يرتدي معطف مختبر يظهر على مسرح الأحداث فجأة ليعلن القضاء على الفيروس. كنت طفلة رضيعة عام 1955، عندما طرح "جوناس سولك" لقاحه ضد شلل الأطفال فقضى على هذا المرض المرعب؛ ومذّاك وأمي لا تذكر اسمه إلا مبجَّلًا.
وإذ يَعجل العلماء لإنقاذنا من وباء مرعب يبدو مستعصيًا، ثمة أمل بنهاية سعيدة.. نهاية لا تنطوي على الفوز بالنجاة فحسب، بل وكذلك بالحكمة. فإن اكتسبنا أي عبرة من هذه الخبرة المحزنة، فأرجو ألّا يكون فحواها أنّ بني البشر الآخرين هم بلداء قصيرو النظر، بل أنه يمكن الوثوق بالمنهج العلمي للخروج بسلامة من أزمة تهدد وجودنا جميعًا.

لا مجال للشك في أن التحدي الذي نواجهه حاليًا مهولٌ وغير مسبوق. فإن صحّ وصف أي فيروس بأنه ظلمات من الغموض بعضها فوق بعض، فإن فيروس "كورونا" المعروف باسم "سارس-كوف2-" يمثّل ذلك، بل وأكثر. إذ إنه يجمع بين قابلية انتقال العدوى والفتك في مزيج شرس كان "آنتوني فاوتشي" -مدير "المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية"- قد وصفه بأنه "أسوأ كوابيسه". فمن ناحية، عندما ظهر الفيروس لم تكن لدى أي شخص في العالم مناعة ضده. ومن ناحية ثانية، إنه محمول بالهواء ويؤثر في مجرى التنفّس العلوي، ما يعني أن طرحه يُعاد مجددًا بسهولة في الهواء حيث يتطاير منتقلًا من شخص إلى آخر. أما من الناحية الأخيرة -ولعلّها الأسوأ- فإن عدواه تكون في أوجها قبل ظهور الأعراض على صاحبها؛ أي أن حاملي الفيروس يشعرون بصحة كافية للتنقل هنا وهناك في الوقت المثالي تمامًا لنقل العدوى إلينا. أما الخدع التي يستعملها هذا الفيروس لإحباط الهجوم المضادّ الذي يشنّه جسمنا عليه، فهي شيطانيةٌ في تأثيرها. إذْ ما إن يدخل أجسامنا من الأنف أو الفم، حتى يتملّص من خط الدفاع الأول لنظام مناعتنا، ويتسلل بسهولة داخل الخلايا، ويولّد نسخًا عن نفسه بالاستيلاء على آليّات الخلية. ثم إنه يستخدم آلية فحص -لا وجود لها لدى فيروسات أخرى عديدة- للتأكد من أن نُسَخَه تلكَ تعمل. وأما تأثيراته فهي شديدة البأس: إذ يستطيع تحويل رئتي المرء إلى مادة معدومة الفائدة شبيهة بالزجاج المطحون؛ ويفجر الأوعية الدموية أو يخرّبها بجلطات مجهرية، ويُحدث خللًا في وظائف الكلى أو القلب أو الكبد، فيجعلها متيبّسة إلى حدّ لا يمكن عنده إصلاحها. ومن المفارقات أنه يستطيع نزع أسلحة الخلايا التي تهاجم الفيروسات الغازيَة ثم يحرّض ردة فعل ثانوية لجهاز المناعة تخرج بشدّة عن السيطرة؛ فيجلب هذا الجهاز بذلك كارثة على نفسه. كما أن أي شخص يحتك بشخص آخر مصاب أصلًا بالمرض، من المحتمل أن يُصاب به هو كذلك؛ على أنه لا أحد يعلم يقينًا ما مدى هذا الاحتمال. إنْ كان فاوتشي يقول إنّ هذا الفيروس أسوأ كوابيسه، فأنا بالكاد أستطيع النوم بسببه.
وإذْ أخذَت هذه الجائحة تهدد العالم بأسره، ظل الكفاح ضدها كفاحًا عامًّا وعلنيًا إلى أبعد الحدود. وعليه، فقد غدا المواطن العادي قادرًا على متابعة تنظيرٍ علمي يكون عادةً حبيس المؤتمرات الأكاديمية والدوريّات العلمية التي لا تَصدُر أعدادُها إلا بين فترات متباعدة. ويجري كثير من الجدل في هذه القضايا على شاشات التلفزيون، وكذلك على "تويتر" و"فيسبوك"، فضلًا عن تجمّعات الأشخاص المتعالمين المنظّرين الذين يحسبون أنفسهم أندادًا لعلماء الأوبئة. أجد نفسي أتساءل إنْ كان لدى أي شخص مشارك في هذه الثرثرة فهمٌ للطريقة التي يعمل بها العِلم حقًّا. إن العلم لا يعمل بمجهود فردي لبطلٍ من أمثال العالم "جوناس سولك" الذي فتنني وأنا طفلة. بل العلم ثمرة تعاون، أبطالُه كُـثُـر. وهذا ما نشهده اليوم، بتكريس آلافٍ من الباحثين مختبراتهم لمهاجمة هذه المشكلة متعددة الرؤوس، وذلك بصرف النظر عن مدى بُعد اختصاص مختبراتهم بالأصل عن علم الفيروسات أو الأمراض المعدية. وهذا شيء لم يشهد التاريخ قطّ مثيلًا له؛ إذ يتعاون العلماء تعاونًا عابرًا للحدود، مفعمًا بالزخم؛ حتى أثناء الجدال الذي يخوضه بعض من زعمائهم السياسيين. وقد أثارت مشاهدة هذا المجهود العلمي المكثّف شعورًا مزدوجًا: إذ إن رؤيته تبعث على التفاؤل؛ لكن متابعته في الوقت نفسه بالغة الصعوبة إلى درجة أنها زادت من شعوري العام بالقلق. لذا قررت فعل ما دأبت على فعله في حياتي بعد بلوغي سن الرشد، ألا وهو أن أتصل ببعض العلماء لأنظر ما رأيهم في المسألة. وهذه فائدة رائعة لكون المرء صحافيًّا؛ إذ يُتاح له أن يسأل أشخاصًا أذكياء أسئلةً غبيّة. فذلك عادة ما يساعدني شخصيًا على استعادة صفو تفكيري. لكن ليس كثيرًا هذه المرة.

عندما يوضع العلم على المحكّ، فإنه يكشف عن قلة معرفتنا، بل حتى معرفة مَن يُفترض أنهم الخبراء بيننا؛ وهكذا أوضحت لي تلك الاتصالات أن الطريق ما زالت طويلة أمامنا حتى نبلغ غايتنا. ومع ذلك، فقد سُررت بمعرفة أن العديد من العلماء كان يبحث عن إجابات. وتعليقًا على ذلك، قال لي "غريغ غونسالفيس"، المدير المساعد لدى مشروع "الشراكة العالمية للعدالة الصحية" في "جامعة ييل" الأميركية: "لقد ظل من المدهش رؤية الناس وهم يُسخّرون مواهبهم وقدراتهم لمعالجة هذه المشكلة. فالجميع يريد أن يفعل شيئًا"، حتى إن كانوا أهل اختصاصات من قبيل القانون أو الجغرافيا أو الأنثروبولوجيا أو الفنون الجميلة أو أي مجال آخر بعيد عن مجال الفيروسات والأمراض المُعدية.
وقد أدى كل ذلك التركيز في البحث إلى تراكم كمية استثنائية من المعلومات في زمن استثنائي في قصره. فخلال أسابيع من أول حالة انتقالٍ معروفة للعدوى من حيوان إلى إنسان، كان العلماء قد تمكّنوا من تحديد تسلسل الجينوم الكامل للفيروس. وبحلول الصيف، كان أكثر من 270 دواءً محتملًا لمرض "كوفيد19-" قد دخل فعليًا مرحلة التجارب السريرية في الولايات المتحدة. أما السعي إلى الحلم المنشود، أيْ لقاح للفيروس، فقد كان فريق دولي من الولايات المتحدة والصين وبريطانيا العظمى والهند وألمانيا وإسبانيا وكندا وتايلاند ودول أخرى، قد حدّد أكثر من 165 لقاحًا مرشحًا بحلول أوائل أغسطس 2020. وكان التقدم من السرعة بمكان أنه جعل شخصا شديد الواقعية مثل فاوتشي (الميّال إلى تأكيد مدى أهمية أن تُجرى اختبارات سريرية واسعة النطاق قبل طرح عقارات جديدة) إلى القول إنه "متفائل بحذر" بأن يكون لقاحٌ قد أصبح متاحًا في بداية عام 2021. وإنْ صدق ظنّه -ويا ليته يتحقق!- فسيكون ذلك أسرع بثلاثة أعوام من أسرع عمليةٍ لتطوير لقاح في التاريخ.
ولكن، أحيانًا لا يمكن استعجال العلم. قال لي غونسالفيس: "تنطوي المشروعات العلمية على شيء من موهبة الاكتشاف بالمصادفة؛ فسرعة ما يجري الآن وحجمه قد يكونا مجرّد مقدّمة للاكتشافات العرَضية التي سينبغي لنا تحقيقها على مرّ زمن أطول". وخلاصة الكلام أنه: "لا يمكن للمرء أن يجد علاجًا في وقت وجيز".

بعدها، هاتفتُ "هاورد ماركل"، مدير "مركز تاريخ الطب" لدى "جامعة ميشيغان"، للتحدث عن سبب آخر من أسباب قلقي؛ ألا وهو أن فيروس "كورونا" يبدو أنه يحوّل شكله تحوّلًا مرعبا على نحو فريد. فقد بدا لي أنني في كل يوم أفتح الصحيفة لأقرأها، أجد أن جهازًا جديدًا من أجهزة الجسم قد أصبح هدفًا لأهوال الفيروس، أو أن فئة عمرية جديدة قد أصبحت عرضة له. لكن ماركل، الذي كان قد صنع لنفسه مسيرة مهنية بدراسة تاريخ الأوبئة، أخبرني أن ذلك متوقع: فالانفجار الظاهري لأعراض جديدة ومتنوعة يحدث مع الفيروسات شديدة العدوى عندما تصيب البشر أول مرة. وأردف الرجل قائلًا: "كلما ازدادت المعلومات السريرية المتاحة -بمعنى آخر كلما ازداد عدد المرضى- ازدادت فرص رصد تلك الطبيعة المتبدّلة في الفيروس". وهذا ما كان قد حدث في الأيام الأولى لجائحة "نقص المناعة المكتسبة" في ثمانينيات القرن الماضي، عندما كان ماركل قد بدأ مسيرته المهنية للتو. ففي مطلع كل مرض جديد، يتوالى ظهور تجلّيات غريبة تفاجئ الأطباء. وقال ماركل إنه حتى إن كانت إمكانية ظهور عرَض نادرٍ هي واحد في الألف، فسيراه الأطباء بكثرة؛ لأنه يمكن لألف شخص يوميًا أن يصابوا سريعًا إن كان المرض جديدًا وفائق العدوى كحال هذا المرض.
وعليه، فإن حالات التراجع عن الرأي والتصريحات التي أعيد النظر فيها بشأن "كوفيد-19" ليست دلالات على أن العلماء حائرون، بل هي دلالات على أن العلماء ينتجون سيلًا من المعلومات الجديدة ويحاولون فهمها، والدراساتُ ما زالت جارية. وأخيرًا اتصلتُ بصديق قديم لي، اسمه "ستيفن مورس"، وهو أستاذ في علم الأوبئة يعمل لدى "كلية ميلمان للصحة العامة" في "جامعة كولومبيا" الأميركية. كان مورس موضوعَ كتاب ألّفته قبل نحو 30 عامًا عن الفيروسات الناشئة، وكان قد تنبّأ فيه بالكارثة التي نعيشها حاليًا. واليوم يشعر بالنفور بعض الشيء من حالة السُّعار في البحث العلمي. وتعليقًا على ذلك، قال لي مورس: "هذه ليست الطريقة الصحـيحـة التي أودّ رؤيتـها لتطــبيق العلم؛ فالأمـور تجـري بسـرعة شـديدة". وقد حاول جاهدًا أن يجد جانبًا مشرقا للوضع الذي يشهده، فتجرّأ وقال: "إن مقدارًا كبيرا من المعرفة يتجمّع لدينا". ثم تابع حديثه وقد بدا أنه يحاول بجهد أكبر العثور على ذاك الجانب المشرق؛ قال: "في حال اتضح لاحقًا أن جزءًا من هذه المعرفة المفترضة خطأ، ألا يمكن تأويل ذلك على أنه شيء جيد؟ فالعلم عمليةٌ تصحح نفسها بنفسها. بل وربما يؤدي مجهود تصويب الأخطاء إلى معرفةٍ محسَّنة". ربما. لكن نفسيتي لم تتحسّن عندما أنهيت المكالمة.
ظلت هناك مسألتان أخريان تقضّان مضجعي. أولاهما أن تسييس المنهج العلمي قد يدمّر كل شيء. فحتى إن اقترب العلم من رؤيةٍ أدق لفيروس "كوفيد-19" وكيفية علاج المصابين به وفي المحصلة اتّقائه، فقد لا تُروى القصة كما هي. فهناك ما يكفي من مصالح وتحالفات متعارضة لقلب الحقيقة رأسًا على عقب وبأدنى مجهود؛ ليبدو الأمر كما لو أن العلماء الذين عدّلوا آراءهم بناءً على الأدلة المستجدّة كانوا على خطأ شديد منذ البداية.

أما المسألة الثانية، فهي أن العلم نفسه قد يتأذّى. إذ لو سلك الباحثون طرقًا مختصرة لأسباب نفعيّة أو وثبوا إلى الأمام مسافةً أبعد بكثير من البيانات المتاحة بهدف إسداء النصيحة، فقد يسيئون إلى المنهج نفسه الذي يعتمدون عليه، من حيث لا يدرون. وبالفعل، لم يكن قد مضى وقت طويل على محادثتي مع مورس حتى قرأتُ تقريرًا أعدّه فريق من علماء الأوبئة والمتخصصّين بالإحصائيات الحيوية من "كلية بلومبيرغ للصحة العامة" لدى "جامعة جونز هوبكنز"، أشار إلى أن كثيرًا من البحوث الأولى كان قد أُعـدّ بمستوى من اللامبالاة جعله قليل الفائدة. وقد حلل العلماء أول 201 تجربة سريرية لعلاج المصابين بفيروس "كوفيد19-" أجريت في الصين والولايات المتحدة ودول أخرى. ويبدو أنه قد كان هناك كثيرٌ من عمليات اختصار الإجراءات. فثلث التجارب لم يكن فيه تعريف واضح للعلاج الناجح؛ وما يَـقرُب من نصفها كان قد أجري على نطاق ضيّق جدا (100 مريض أو أقل) إلى درجة أنه لم يتمخّض عن معلومات تستحق الذكر؛ كما افتقر ثلثاها إلى الإجراء الاحترازي ذي المعيار الذهبي المعروف باسم "التعمية" (Blinding)، الذي يمنع الباحثين من معرفة هوية الأشخاص الذين يتلقون العلاج قيد الدراسة.
وهكذا جرى نشر تلك التجارب السريرية الناقصة؛ لأسبابٍ منها أن دوريّات علمية رائدة (مثل "دورية نيو إنغلاند الطبية"وتلك التي تصدرها "المكتبة العامة للعلوم" في كاليفورنيا) كانت قد تعهّدت بتسريع عملية "مراجعة الأنداد" (Peer Review)، معجِّلةً بطباعة المقالات عن فيروس "كورونا" في نصف الزمن المعتاد. وهناك سبيل آخر للنشر يتعلق بخوادم ما قبل الطباعة التي تنشر مقالات على شبكة الإنترنت قبل أن تخضع لمراجعة الأنداد. وهذه الخوادم، التي كانت قد أُنشئت للتشجيع على الشفافية في البحوث العلمية، سبقت تاريخ ظهور الجائحة، لكن رواجها ازداد بشدّة لدى إصدار الدراسات الخاصة بالفيروس. وكان الصحافيون، الذين تعطّش قرّاؤهم لأي معلومات محدّثة، يكتبون المقالات عن الدراسات التي تنشرها خوادم ما قبل الطباعة هذه، مهما صغُر حجمها، وبصرف النظر عن مدى رصانتها ودقتها. وبتعميم نتائج تلك الأبحاث الجديدة -حتى الضعيفة منها أو المشروطة- التي تتعارض مع النتائج السابقة، فإن مَن يحاول منا متابعتها قد يُحبَط أو يشوَّش في المحصلة. لكن الإحباط والتشويش لدى أصحاب التفكير العلمي، وإن كان مؤسفاً، فإنه ليس بمميت. فما يقلقني حقًا هو أن أولئك الذين ينظرون إلى العلم بعين الريبة يرون التقلبات في الآراء على أنها سبب لنبذ النصائح المستندة إلى أدلةٍ، جملةً وتفصيلًا.

 إن المشاعر المعادية للعلم موجودة في الولايات المتحدة، وفي أماكن أخرى من العالم، وهي مشاعر مؤذية؛ إذ كانت قد أدت إلى التشكيك بما أجمع عليه الخبراء فيما يخصّ التغيّر المناخي، وضبط بيع الأسلحة، وسلامة اللقاحات، وغيرها من المسائل المثيرة للانفعال. كما أننا نشهد ظهور فئة "وراء كوفيد ما وراءه" التي تصرّ على أن الجائحة إما مؤامرة أو أكذوبة. (أو ربما مزيج من هذه وتلك؟). وهذه الفئة من الناس تنتقد مسؤولي الصحة بقسوة وحقد، ووصل بها الأمر إلى جعل بعض هؤلاء المسؤولين يستقيلون بعد تلقّيهم تهديدات كثيرة بالقتل. وقد صُدِمَ الناس من مشاهدةُ المقاطع المصوَّرة لأشخاص يصرخون على أصحاب المتاجر أو أعضاء في مجالس البلديات لأنهم اشترطوا عليهم استعمال الأقنعة الواقية. وهذه الظاهرة ليست حكرًا على الولايات المتحدة. فبوجود معلومات مغلوطة ومضللة ونظريات مؤامرة تجوب العالم، أعلنت "منظمة الصحة العالمية" أننا نواجه نوعين من الأمراض المتفشية في عامة الناس: جائحة "كورونا" نفسه و"جائحة معلومات" مضللة وخطرة عنه. ولكن ليس من الضرورة بمكان أن يكون المرء شخصًا مرتابا معتوها من الفئة المذكورة آنفًا، حتى يقاوم الاتعاظ من أي شيء قد تُعلّمنا إياه هذه الجائحة؛ إذ يكفيه أن يكون إنسانًا عاديا قصير النظر معرّضًا للزلل.
وفي هذا السياق، قال لي ماركل: "إن كل وباء درسته ينتهي دائمًا بنوع من فقدان الذاكرة على مستوى العالم. إذ إننا بعدها نعود إلى حياة المرح التي كنا نعيشها". وأضاف أن "المشكلات الصارخة" التي أسهمت في تفشي المرض (وهي التوسع الحضاري وتدمير البيئات الطبيعية والسفر الدولي والتغيّر المناخي واللاجئين الفارّين من الحروب) تظل حاضرة ببساطة؛ إذ يفقد الناس اهتمامهم بالمطالبة بتخصيص مزيد من الوقت والمال والمجهود الفكري لمصلحة العلم. "فترى السياسيين في واد، وقد ولّوا القضيةَ ظهورَهم وأخذوا يتجادلون في الأزمة التالية التي تحظى باهتمام الجمهور؛ على حين، تجد العلماء وصنّاع السياسات في وادٍ آخر يصرخون: 'ما زلنا بحاجة إلى الاهتمام بالبحث العلمي!'". لقد أضحى القرن الحادي والعشرون ما يسمّيه ماركل، قرن الأوبئة: "سارس" عام 2003، و"إنفلونزا الخنازيـر" عام 2009، و"ميـرس" عـام 2012، و"إيبولا" بين عـامي 2014 و 2016، والــيوم "كوفيد-19" في عامي 2019 و 2020، ولا ندري كم سيطول. تلك خمسة أوبئة خلال 20 عامًا، وكل واحد منها كان أسوأ بعض الشيء من الذي قبله. لكن هذا الذي ابتلينا به أخيرًا أسوأ من الأوبئة الأربعة التي سبقته مجتمعة.

 لعلّ مشاهدة العلماء وهم يحاولون صنع طائرة أثناء التحليق بها (وهو الوصف الذي أطلقه بعضهم على بحوث فيروس كورونا) ستصبّ في مصلحة فهمنا العام للمنهج العلمي، حتى وإن بدا ذلك غريبًا. ولعلّ الجائحة ستكون سببًا لإقناع حتى المرتابين المشكّكين بمدى أهمية الاكتشافات العلمية لازدهار البشرية. ذلك ما تأمله "لين آندروز"، مديرة قسم دعم المعلمين لدى "المركز الوطني لتعليم العلوم". تقول ساندرز، التي كانت فيما مضى مدرسة بيولوجيا للمرحلة الثانوية: "يثق الناس عموما في العلماء بالفطرة، ولكن عندما تتعلق المسألة بموضوع مثير للجدل سياسيًا، فإن الأمر يختلّ". لمّا رأت -هي وعشرةٌ من زملائها- في مرحلة الجائحة هذه محطةً تاريخية تستحق التدريس، فقد أوجدوا خطة لدروسٍ من خمسة أجزاء مناسبة للاستعمال في الصفوف الدراسية وكذلك للاستعمال المنزلي؛ وذلك اعتمادًا على وضعية المناطق التعليمية من حيث الفتح أو الإغلاق. وتركّز الخطة على علم الأوبئة بوصفه طريقةً لتثقيف طلاب المدارس، وكذلك آبائهم، بشأن فحوى المنهج العلمي.
وقالت آندروز إن هذه الدورة التعليمية تَعرض كـيف يبني العلماء نظرياتهم، وذلك بتأكيد "كل هذه الكبوات والزلاّت التي ارتكبوها عـلى الطـريق". وتشـمل الــدورة محطات تاريخية فارقة في علم الأوبئة؛ ومن ذلك، حين كان العالم البريطاني، "جون سنو"، قد تتبّع تفشّي كوليرا لندن عام 1854 إلى أصله في مياه الشرب الملوّثة. عندها، لم يصدّق أحدٌ سنو -إذ إن النظرية السائدة حينها كانت أن الكوليرا تنتشر بالهواء بواسطة "لَوثة" مُعدية- إلى أن أمر الرجل برفع الغطاء عن مضخّة ماء في شارع "برود ستريت"، فقطع توريد المياه الملوّثة ووضع حدا لتفشّي الوباء. وحدثَ اكتشاف سنو قبل أعوام من تأكيد نظرية الجراثيم، التي تفسّر وجود أسباب المرض. إذ لم يكن ذلك العالِم قد فهم حينها كيفيــة انتقـــال الكوليــرا بالـماء، بـل مجــرّد أن أنماط المرض دلّت على أنه ينتقل بواسطته. وتأمل آندروز أن تؤدي دراسة التقدّم التدريجي للاكتشافات التاريخية إلى وضع هذه الوتيرة المتقطعة لمحاولات العلماء المعاصرين فهمَ "كوفيد-19"، في سياقها.
وتُظهر استطلاعات الرأي أن استياءَ عامة الناس من مراقبة العلماء، لا يبلغ ذلك الحد الذي كنت أخشاه. فمنذ عام 2015، ظل "مركز بيو للأبحاث" يرصد موقف الأميركيين بشأن العلم؛ فتبيّن أن هذا الموقف قد ازداد إيجابيةً باطّراد. ومن ضمن ذلك، استطلاعٌ للرأي أجراه المركز ذاته في أبريل ومايو من عام 2020، حين بلغ فيروس "كورونا" ذروته وكان كثير من أولئك المستطلَعة آراؤهم قيد الحجر التام. في استطلاع الرأي الذي أُجري في يناير من عام 2019 -وهو الأخير قبل الجائحة- كان المستجوَبون ميّالين أصلًا للوثوق بالعلماء؛ إذ قال 86 بالمئة منهم حينها إن لديهم "قدرًا كبيرًا" أو "قدرًا لا بأس به" من الثقة بأن العلماء مهتمّون بمصلحة الجمهور. وبلغت تلك الثقة 87 بالمئة في خضم أزمة الجائحة. ولكن عندما اتصلتُ بمديرة قسم العلم والمجتمع لدي مركز "بيو"، "كيري فانك"، لأسمع رأيها في هذه النتائج المشجّعة، أخبرتني ألّا أتسرّع بالحكم، وأن الموضوع أعقد بعض الشيء مما يبدو عليه. فحسب فانك، فإن استطلاعات الرأي تُظهر انقسامًا حزبيًا عميقا بشأن مدى الوثوق بالعلماء. إذ ما زال الجمهوريون والأشخاص المستقلّون الميّالون للحزب الجمهوري يبدون مترددين في الوثوق بالعلم جملة وتفصيلًا. واحتمال أن يكون لدى هؤلاء "قدرٌ كبيرٌ" من الثقة بالعلماء يقلّ بمقدار النصف عن مثيله لدى الديمقراطيين؛ وهي نسبة ظلّت متدنية بعناد عند عتبة 27 بالمئة. كما تُظهر استطلاعات "بيو" للرأي انقسامًا عميقا بين الأعراق في المواقف إزاء العلم. فوفقًا للاستفتاء الذي أُجري في وقت سابق من عام 2020، يميل الأميركيون السود البالغون إلى أن يكونوا أقل ثقة بعلماء الطب من باقي عامة الناس. كما أنهم أقل ميلًا للوثوق بالعلاجات واللقاحات الجديدة الخاصة بفيروس "كورونا"؛ إذ لم تزِد نسبة السود الذين استجابوا للاستطلاع ممن قالوا إنهم سيأخذون "حتمًا" أو "غالباً" لقاح الفيروس، عن 54 بالمئة، مقارنةً بما نسبته 74 بالمئة من البِيض وذوي الأصول الأميركية اللاتينية. وإن انعدام الثقة هذا الذي فاقمته العناية المتدنية التي يحصل عليها المرضى السود لدى مكاتب الأطباء وغرف الطوارئ، مقلقٌ على وجه الخصوص في ظل تفشي الفيروس الذي يقتل السود بضِعف المعدل الذي يقتل به البِيض. ولقد أصبحت تلك الانقسامات في الرأي بشأن العلم ماكرةً وخبيثة على نحو خاص اليوم؛ إذ من شأن هؤلاء المشككين تقويض التقدم الذي يحققه العلماء في كفاحهم ضد الجائحة. وإنْ آلَ الوضعُ إلى أسوأ حالاته بوصول عدد المرتابين الذين يتجاهلون تدابير المراقبة واللقاحات إلى نسبة كبيرة جدا، فإن ذلك قد يمنع العلم من حمايتنا جميعًا.

 بودّي أن أؤمن بأن آندروز مُحِقَّةٌ في قولها إن هذه اللحظة تستحق التدريس؛ ربما لا ينسحب ذلك على أولئك الذين لا يحيدون عن آرائهم من بيننا، بقدر ما ينسحب على أولئك الذين يجري تشكيل طفولتهم على يد فيروس "كورونا". هؤلاء الأطفال، الذين يدعوهم بعض الناس باسم "الجيل ك" (نسبةً إلى كورونا)، قد ينشؤون وفي قلوبهم تحمّلٌ أقل لهذا الاستقطاب الذي يعكّر صفو تصدينا للفيروس اليوم. لنفترض أنهم سيمضون سنوات نشأتهم وهم يشاهدون التقدّم العلمي من كثب؛ ولنفترض أن العلماء سيتمكّنون أخيرًا من إنقاذنا. ولنتخيّل أننا الآن في عام 2040 وقد كبر "الجيل ك"، وإذْ بجائحة جديدة تظهر للوجود فجأةً. بناءً على ما قد تعلّمه أبناء هذا الجيل بمعايشتهم "كوفيد19-" في مرحلة عمرية تكون فيها المشاعر والعِـبَـر كالنقش في الحجر، فإن هؤلاء البالغين الشباب يدركون الطابع الاستعجالي للجائحة الجديدة، فسرعان ما يرفضون أي مزاعم بأنها أكذوبة. لذا يستعملون الأقنعة الواقية ويحافظون على مسافة الأمان، ويخضعون للتلقيح فور صنعه (علمًا أنه سيُصنَع بسرعة، لأن العلماء سيكونون قد اكتسبوا بعض المعلومات الجديدة في الفترة الفاصلة، وكذلك سيفعل السياسيّون). ويتّبعون توصيات الخبراء لعلمهم أنها لسيت أفضل طريقة لحماية أنفسهم فحسب، بل كذلك لحماية جيرانهم ضد جائحة شبيهة بتلك التي كانوا قد عايشوها صغارًا والتي فتكت بمئات الآلاف من الناس في مختلف أنحاء العالم.
وهكذا فإن أبناء "الجيل ك" سيخرجون من الجائحة الجديدة بأقل وفيات أو اضطرابات اقتصادية لأنهم قد تعلّموا بعض الدروس المهمة في صغرهم، مفادها: أن النصائح والتوصيات المتعلقة بالصحة العامة مبنيةٌ على أفضل البيانات المتاحة؛ وأن تلك النصائح يمكنها أن تتغيّر بتراكم الأدلّة الجديدة؛ وأن العلم هو عملية تكرارية ولا يمكن استعجالها وتسريع خطاها. عسى أن نجد بحلول ذلك الوقت زيادة في أعداد العاملين في المهن التي ستكون قد أنقذتنا من مصيبة "كورونا": زيادة في أعداد الأطباء والممرضين وعاملي القطاع الصحي؛ وزيادة في المتخصصين بالأمراض المُعدية وعلم الأوبئة وعلم الفيروسات وعلم الأحياء المجهرية، وقد اختار كل فرد من هؤلاء مسيرة مهنية كان قد رآها وهو طفل في ساعات تألّقها. ولقد حدث ذلك من قبل. إذ إن بعض العلماء المنخرطين الآن في محاربة فيروس "كورونا" -مثل "غونسالفيس" و"ماركل"- كانوا قد وصلوا إلى ما وصلوا إليه بعد أن أسهموا في حل لغز "الإيدز"، وهو لغز فيروسي سابق فتك بنا بطرق لم نكن قد شهدنا مثيلًا لها من قبل. ويبقى السؤال المطروح هو: هل سيستجيب "الجيل ك" استجابة مغايرة لما يمكن وصفه بأنه "فقدان عالمي للذاكرة" عندما سيحلّ بنا الوباء التالي، الذي لا يكاد يساورنا شكّ بأنه سيحلّ. هذا ما أتوق إليه، وذلك ليس من أجل ثقتي أنا التي اهتزّت فحسب، بل كذلك من أجل حفيدتَي الغاليتين، اللتين ستضطرّان لمعايشة الواقع الذي أضحى أكثر ما يغيظني. ما سيحدث خلال الأشهر المقبلة سيكون حاسمًا.
لنتخيّل، جدلًا، أن المنحنيات الوبائية التي شغلت تفكيري على مَرّ عام كامل تحرّكت في النهاية لمصلحتنا، وأنه أصبح بمقدورنا أن نعود إلى ما يشبه حياتنا الاعتيادية الأصلية. لنتخيّل اكتشاف علاجات ناجعة تجعل "كوفيد-19" قصير الأمد وأنه أصبح من الممكن لأي شخص تقريبًا أن يبرأ منه. لنتخيّل أن لقاحًا يُصنع قريبًا وأن نسبة كبيرة من سكان العالم تحصل عليه. إنْ حدث كل ذلك، فما الذي سيمنع خروجنا من هذه الأزمة وفي صدورنا تقديرٌ أكبر للمنهج العلمي بكل روعته المشوَّشة؟ أحاول التعلّق بهذا الأمل، رغم وجود صيحات الاستهجان المتبادلة بين السياسيين ووجود المتحمّسين لمبدأ "الخيار الشخصي" الذين ينتقدون كل ما يفعله العلماء. أحاول أن أواسي نفسي بالقول إن ملائكتنا الخيّرة تسود أحيانًا؛ وإن هناك أعدادًا غفيرة من هذه الملائكة الخيّرة (علماء ومعلّمين وأطباء وممرضين وأنصار الصحة العامة) الذين ظلوا يعملون بلا كلل ولا ملل، مُذْ بدأت الصورة المقلقة لفيروس "كورونا" تقض مضاجعنا جميعًا، للوصول بنا إلى نهاية سعيدة. تلكم هي النهاية التي أحاول الإيمان بها.. نهاية تُخرجنا من هذه الأزمة بتقدير مستجدّ للعلم بوصفه أفضل فرصة للبشرية للنجاة من المعاناة والموت المباغت.

استكشاف

مواقع التراث العالمي في مواجهة التغير المناخي.. والبتراء في الواجهة

البتراء في مواجهة التغير المناخي

شَكّلت المدينة الأثرية بجدرانها الأيقونية خلفية مثالية لمشاهد فيلم "إنديانا جونز" الكلاسيكي. لكنها اليوم تُعاني من الجفاف والفيضانات والعواصف الرملية. فهل تنقذها تقنيات الأنباط القديمة؟ 

فوتوغرافيا

استكشاف

فوتوغرافيا

بعدسات ناشيونال جيوغرافيك

تشكيلات مرجانية

استكشاف

تشكيلات مرجانية

تقدم مصورةٌ فوتوغرافية رؤية جديدة إلى الشعاب المرجانية من خلال تحويل صورها لهذه النظم البيئية الحيوية إلى تشكيلات معقدة.