هل تتجاوز أسماك قرش الثور اختبار البقاء؟
طالما اصطاد عالم البيئة البحرية "نيل هامرشلاغ" المئات من أسماك القرش وأعاد إطلاقها. ولكن عثوره على أنثى قرش الثور التي يبلغ وزنها ألف باوند ( 454 كيلو غرام) والمسماة بيغ بول (Big Bull)، كان لحظة استثنائية.
يقول "هامرشلاغ"، مدير برنامج أبحاث القرش والمحافظة عليه في جامعة ميامي، : "لقد أذهلني المشهد حرفيًا كان الحجم كبيرًا و العنق منتفخًا، مثل المصارع. ( يبلغ طول معظم أسماك قرش الثور حوالي سبعة أقدام بينما يبلغ طول بيغ بول 10 أقدام)".
أسماك القرش العملاقة بين الماضي والحاضر
عندما أخذ "هامرشلاغ" وفريقه عينات دم وأنسجة قرش الثور، الذي تم اصطياده في عام 2012 قبالة فلوريدا كيز، أشارت كيمياء الدم إلى أنها ولدت قبل سنوات قليلة. وهو الأمر الذي يعد سابقة لأنه عبر سنوات من البحث لم يبلغ أي من علماء البحار عن رؤية "بيغ بول" في المحيطات.
وفي تحول مذهل للأحداث، تم العثور على ثلاثة أسماك "قرش ثور "تم اصطيادها وأخذ عينات منها على طول ساحل فلوريدا في السنوات الأخيرة لتكون من نسل سمكة قرش ماما الأسطورية، كما يقول "هامرشلاغ" خلال عرض "Biggest Bull Shark"، في 13 يوليو على National Geographic's SharkFest . وبحسب "هامرشلاغ" فإنه من النادر نسبيًا العثور على أبناء وبنات سمكة قرش معروفة، إذ يصبح الأمر مثل البحث عن إبرة في محيطات العالم.
وللأشخاص اللذين يتابعون القروش في العالم، فإن هذه الأنباء الجيدة تصطدم بحقيقة مقلقة هي وجود عدد قليل من أسماك القرش الثور الناضجة المتبقية للتكاثر. ويصنف الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة أسماك القرش الثور على أنها مهددة بالانقراض، وهناك دليل على أن الأنواع آخذة في الانخفاض في المحيط الأطلسي. تقول" توبي دالي إنجل"، عالمة البيئة الجزيئية في معهد فلوريدا للتكنولوجيا، :"ما نكتشفه بشكل عام هو أنه لم يتبقى الكثير من أسماك القرش".
كجزء من وظيفته يصطاد" هامرشلاغ" بانتظام أسماك القرش من أجل البحث العلمي، وسحب الحيوانات المفترسة إلى منصة خاصة على ظهر قارب لأخذ القياسات وعينات الدم. وأثناء الفحص يتم تزويد الحيوانات بإمدادات مستمرة من الماء المؤكسج حتى تتمكن من التنفس. وتعد هذه البيانات مهمة، لأنها تساعد العلماء في التعرف على سلوك سمك القرش، وتتبع الحركات الإقليمية لهذه الكائنات والمساعدة في جهود الحفظ.
أسماك القرش.. لغز الانقراض قبل 19 مليون عام
في صيف عام 2018، أخذ زملاء "هامرشلاغ" عينات من أسماك القرش في سن المراهقة ، ذكر وأنثى بالقرب من بالم بيتش، على بعد حوالي 200 ميل شمال "ماراثون". وأجرى الفريق تحليلًا لمعرفة ما إذا كان الحمض النووي لأسماك القرش يطابق أحدهم في قاعدة البيانات لديهم. والمثير للدهشة أن أسماك القرش الصغيرة كانت من نسل بيغ بول. وفي عام 2017، كان هناك نصف جينات ذكر من أسماك القرش الثور يبلغ من العمر عامًا واحدًا من بحيرة ريفر لاغون الهندية ، مما يشير إلى أن بيغ بول كانت والدته. كل هذا يوضح إلى أن الأنثى الضخمة، والتي من المحتمل أن يكون عمرها اليوم 40 عامًا ، هي أم ناجحة للغاية. فأسماك قرش الثور لا تصل إلى مرحلة النضج حتى سن 15 إلى 20 عامًا ويمكن أن تعيش حتى 25 عامًا أو أكثر، وتلد الأنثى عمومًا من واحد إلى 13 صغيرًا كل عام، وبعد ذلك يكون الصغار بمفردهم.
وتشك "دالي إنجل" في أن معظم أسماك القرش لا تعيش حتى تبلغ عمر "بيغ بول" لأن صيد سمك القرش الثور قانوني في فلوريدا، مؤكدة أن هؤلاء الأمهات غزيرات الإنتاج مثيرات للاهتمام من منظور علمي، لكنها لا تشير إلى أخبار جيدة عن حالة أسماك القرش في المحيط.
ويشير" سيباستيان جاكيميت"، عالم البيئة البحرية في جامعة جزيرة ريونيون، إلى أنه عندما حدثت سلسلة من هجمات القرش في جزيرة ريونيون في عام 2011، استجابت الأراضي الفرنسية في المحيط الهندي ببرنامج حكومي لزيادة أعداد أسماك قرش النمر والثور، كما نصبت الجزيرة شباكًا لاستبعاد أسماك القرش من عدة شواطئ، وحظرت السباحة على شواطئ أخرى وأنشأت نظامًا لدوريات أسماك القرش. وفي عام 2019 وجد "جاكيميت" وزملاؤه انخفاضًا عالميًا في أعداد أسماك القرش الثور، ويرجع ذلك جزئيًا إلى مثل هذه الإجراءات. إضافة إلى أن العيش بالقرب من الشاطئ يعرض القرش الثور إلى خطر الوقوع في خطافات الصيد والتشابك في الشباك المخصصة لحماية السباحين. ويقول" هامرشلاغ": إن أسماك القرش الثور قد تكون أكثر عرضة للتلوث الذي يسببه البشر، مثل الزئبق والمعادن الثقيلة وتكاثر الطحالب السامة التي تسببها الأسمدة. وعلى الرغم من ذلك فإن حقيقة وجود بيغ بول تعني أن هناك سببًا للأمل بالنسبة إلى هذه الأنواع.
المصدر: National Geographic
هل تتجاوز أسماك قرش الثور اختبار البقاء؟
طالما اصطاد عالم البيئة البحرية "نيل هامرشلاغ" المئات من أسماك القرش وأعاد إطلاقها. ولكن عثوره على أنثى قرش الثور التي يبلغ وزنها ألف باوند ( 454 كيلو غرام) والمسماة بيغ بول (Big Bull)، كان لحظة استثنائية.
يقول "هامرشلاغ"، مدير برنامج أبحاث القرش والمحافظة عليه في جامعة ميامي، : "لقد أذهلني المشهد حرفيًا كان الحجم كبيرًا و العنق منتفخًا، مثل المصارع. ( يبلغ طول معظم أسماك قرش الثور حوالي سبعة أقدام بينما يبلغ طول بيغ بول 10 أقدام)".
أسماك القرش العملاقة بين الماضي والحاضر
عندما أخذ "هامرشلاغ" وفريقه عينات دم وأنسجة قرش الثور، الذي تم اصطياده في عام 2012 قبالة فلوريدا كيز، أشارت كيمياء الدم إلى أنها ولدت قبل سنوات قليلة. وهو الأمر الذي يعد سابقة لأنه عبر سنوات من البحث لم يبلغ أي من علماء البحار عن رؤية "بيغ بول" في المحيطات.
وفي تحول مذهل للأحداث، تم العثور على ثلاثة أسماك "قرش ثور "تم اصطيادها وأخذ عينات منها على طول ساحل فلوريدا في السنوات الأخيرة لتكون من نسل سمكة قرش ماما الأسطورية، كما يقول "هامرشلاغ" خلال عرض "Biggest Bull Shark"، في 13 يوليو على National Geographic's SharkFest . وبحسب "هامرشلاغ" فإنه من النادر نسبيًا العثور على أبناء وبنات سمكة قرش معروفة، إذ يصبح الأمر مثل البحث عن إبرة في محيطات العالم.
وللأشخاص اللذين يتابعون القروش في العالم، فإن هذه الأنباء الجيدة تصطدم بحقيقة مقلقة هي وجود عدد قليل من أسماك القرش الثور الناضجة المتبقية للتكاثر. ويصنف الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة أسماك القرش الثور على أنها مهددة بالانقراض، وهناك دليل على أن الأنواع آخذة في الانخفاض في المحيط الأطلسي. تقول" توبي دالي إنجل"، عالمة البيئة الجزيئية في معهد فلوريدا للتكنولوجيا، :"ما نكتشفه بشكل عام هو أنه لم يتبقى الكثير من أسماك القرش".
كجزء من وظيفته يصطاد" هامرشلاغ" بانتظام أسماك القرش من أجل البحث العلمي، وسحب الحيوانات المفترسة إلى منصة خاصة على ظهر قارب لأخذ القياسات وعينات الدم. وأثناء الفحص يتم تزويد الحيوانات بإمدادات مستمرة من الماء المؤكسج حتى تتمكن من التنفس. وتعد هذه البيانات مهمة، لأنها تساعد العلماء في التعرف على سلوك سمك القرش، وتتبع الحركات الإقليمية لهذه الكائنات والمساعدة في جهود الحفظ.
أسماك القرش.. لغز الانقراض قبل 19 مليون عام
في صيف عام 2018، أخذ زملاء "هامرشلاغ" عينات من أسماك القرش في سن المراهقة ، ذكر وأنثى بالقرب من بالم بيتش، على بعد حوالي 200 ميل شمال "ماراثون". وأجرى الفريق تحليلًا لمعرفة ما إذا كان الحمض النووي لأسماك القرش يطابق أحدهم في قاعدة البيانات لديهم. والمثير للدهشة أن أسماك القرش الصغيرة كانت من نسل بيغ بول. وفي عام 2017، كان هناك نصف جينات ذكر من أسماك القرش الثور يبلغ من العمر عامًا واحدًا من بحيرة ريفر لاغون الهندية ، مما يشير إلى أن بيغ بول كانت والدته. كل هذا يوضح إلى أن الأنثى الضخمة، والتي من المحتمل أن يكون عمرها اليوم 40 عامًا ، هي أم ناجحة للغاية. فأسماك قرش الثور لا تصل إلى مرحلة النضج حتى سن 15 إلى 20 عامًا ويمكن أن تعيش حتى 25 عامًا أو أكثر، وتلد الأنثى عمومًا من واحد إلى 13 صغيرًا كل عام، وبعد ذلك يكون الصغار بمفردهم.
وتشك "دالي إنجل" في أن معظم أسماك القرش لا تعيش حتى تبلغ عمر "بيغ بول" لأن صيد سمك القرش الثور قانوني في فلوريدا، مؤكدة أن هؤلاء الأمهات غزيرات الإنتاج مثيرات للاهتمام من منظور علمي، لكنها لا تشير إلى أخبار جيدة عن حالة أسماك القرش في المحيط.
ويشير" سيباستيان جاكيميت"، عالم البيئة البحرية في جامعة جزيرة ريونيون، إلى أنه عندما حدثت سلسلة من هجمات القرش في جزيرة ريونيون في عام 2011، استجابت الأراضي الفرنسية في المحيط الهندي ببرنامج حكومي لزيادة أعداد أسماك قرش النمر والثور، كما نصبت الجزيرة شباكًا لاستبعاد أسماك القرش من عدة شواطئ، وحظرت السباحة على شواطئ أخرى وأنشأت نظامًا لدوريات أسماك القرش. وفي عام 2019 وجد "جاكيميت" وزملاؤه انخفاضًا عالميًا في أعداد أسماك القرش الثور، ويرجع ذلك جزئيًا إلى مثل هذه الإجراءات. إضافة إلى أن العيش بالقرب من الشاطئ يعرض القرش الثور إلى خطر الوقوع في خطافات الصيد والتشابك في الشباك المخصصة لحماية السباحين. ويقول" هامرشلاغ": إن أسماك القرش الثور قد تكون أكثر عرضة للتلوث الذي يسببه البشر، مثل الزئبق والمعادن الثقيلة وتكاثر الطحالب السامة التي تسببها الأسمدة. وعلى الرغم من ذلك فإن حقيقة وجود بيغ بول تعني أن هناك سببًا للأمل بالنسبة إلى هذه الأنواع.
المصدر: National Geographic